شرطة لوكسمبورغ اصطدمت بمناهضي التدابير الوقائية بخراطيم المياه. (وكالات)
شرطة لوكسمبورغ اصطدمت بمناهضي التدابير الوقائية بخراطيم المياه. (وكالات)
طابور انتظار اللقاح في مركز للتطعيم في جوهانسبيرغ. (وكالات)
طابور انتظار اللقاح في مركز للتطعيم في جوهانسبيرغ. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
حققت السعودية أمس (الأحد)، تقدماً جديداً في إدارتها للأزمة الوبائية العالمية؛ إذ تراجع ترتيبها بين دول العالم من حيثُ عددُ الإصابات أمس إلى المرتبة الـ 61، بدلاً من الـ 60، التي ظلت فيها أكثر من أسبوع. وبلغ العدد التراكمي للإصابات المؤكدة في المملكة، طبقاً لأرقام وزارة الصحة السعودية (السبت) 550189 حالة، نجمت عنها 8852 وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا منذ سنتين. ولم يزد عدد المصابين بحالات حرجة على 27 حالة. وطالب المراقبون الصحيون باستمرار الالتزام بالضوابط الصحية التي حددتها السلطات الصحية السعودية، لتفادي أي اختراق للتقدم الصحي الذي تحققه الأجهزة الحكومية المختصة بإدارة الأزمة الصحية.

لا شيء يبدو أنه قادر على كبح تسارع تفشي سلالتي دلتا وأوميكرون المتحورتين وراثياً من فايروس كورونا الجديد. فقد تجاوز عدد حالات العالم منذ اندلاع النازلة حتى أمس (الأحد) 270 مليون إصابة، أدت إلى 5.32 مليون وفاة. ويتفشى المتحوران حالياً بمعدل 600 ألف إصابة جديدة يومياً (637033 إصابة الجمعة، و600803 إصابات السبت). وسجلت الدول الكبرى أعداداً مخيفة من الحالات الجديدة: فقد سجلت بريطانيا 54073 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وبلغ متوسط عدد إصابات الولايات المتحدة طوال الأسبوع المنتهي أمس (الأحد) 120 ألفاً يومياً (172294 الجمعة، و119325 السبت). وسجلت فرنسا أمس 108844 حالة جديدة، بعدما سجلت الجمعة 53720 إصابة جديدة؛ في حين أعلنت إيطاليا أنها سجلت السبت 21042 إصابة جديدة. وفيما تم رصد وجود إصابات بسلالة أوميكرون الجديدة في أكثر من 25 ولاية أمريكية؛ فإن سلالة دلتا لا تزال تمثل الغالبية العظمى من إصابات أمريكا. ولوحظ أن معظم إصابات أوميكرون في أمريكا هي لأشخاص تم تحصينهم بجرعتي لقاحات كوفيد-19. وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أمس، إن حالات تنويم المصابين في 12 ولاية أمريكية، إلى جانب العاصمة واشنطن، ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بنسبة 50%، مقارنة بما كانت عليه قبل أسبوعين.


وحذرت مدرسة الطب المداري في لندن أمس، من أن سلالة أوميكرون قد تؤدي إلى حدوث 75 ألف وفاة في بريطانيا خلال الشتاء الحالي. وأدى الحديث عن عشرات آلاف الوفيات المحتملة في بريطانيا خلال الشتاء إلى تضييق الخناق على رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، المحاصر أصلاً بفضائح فساد نواب حزبه، وباتهامه شخصياً بانتهاك الإغلاق الماضي باستضافة حفلة أثناء عيد الميلاد؛ لاتخاذ مزيد من التدابير المشددة لضمان فعالية كبح التفشي السائد راهناً. وهي ضغوط صعبة؛ لأن نواب حزب المحافظين الحاكم في مجلس العموم (البرلمان) يرفضون أي تدابير من شأنها تعطيل النشاط الاقتصادي. ويبدأ اليوم (الإثنين) سريان تدابير أعلنها جونسون الأسبوع الماضي، وتشمل عودة الموظفين للعمل من منازلهم، وإلزامية ارتداء قناع الوجه في المتاجر ووسائل النقل العام. وأشارت صحف الأحد اللندنية أمس إلى أن بعض وزراء جونسون يضغطون بشدة لإقرار ما سمته الصحف «الخطة ج»؛ في ضوء دراسات تضمنت نماذج رياضية تتوقع تنويم 175 ألف شخص، و24700 وفاة خلال الأشهر الخمسة من ديسمبر الجاري إلى أبريل 2022. ويذهب هذا السيناريو إلى أنه قد يصل إلى أسوأ مشاهده بوفاة 74800 شخص، أي أكثر من نصف العدد الكلي لوفيات الوباء في إنجلترا، البالغة 127154 وفاة.

وفيما أعلنت سلطات دول الاتحاد الأوروبي أن عدد الإصابات بأوميكرون في القارة بلغ حتى الآن 732 إصابة؛ في 22 دولة أوروبية؛ إلا أن هذه السلالة المتحورة لم تؤد حتى الآن إلى أية وفاة. وقال المركز الأوروبي للحد من الأمراض ومكافحتها أمس، إن جميع تلك الإصابات الأوروبية محلية المنشأ، ولا علاقة لها بالسفر من جنوب أفريقيا. وأضاف أن جميع الإصابات الأوروبية بأوميكرون إما أنها غير مصحوبة بأعراض، أو بأعراض خفيفة. لكنه حذر من أنه ينبغي التعامل بحذر مع تلك الأرقام، إن عدد الإصابات الأوروبية بسلالة أوميكرون متدنٍّ جداً، ولا يسمح بفهم ما إذا كانت الخصائص الإكلينيكية للإصابة بها تختلف عن الإصابة بالسلالات السابقة.

وفيما رفعت النمسا أمس الإغلاق الذي فرضته منذ أسبوعين؛ أعلنت أنها قررت إبقاء الإغلاق المفروض على سكانها غير المطعّمين؛ في أكثر المساعي الأوروبية جرأة لزيادة نسبة التطعيم بلقاحات كوفيد-19. وأضحى إلزامياً اعتباراً من أمس (الأحد) أن يبقى الشخص غير المطعّم في منزله، ولا يغادره إلا إلى مكان عمله، حيث يتعين عليه أن يبرز نتيجة فحص سالبة كل يومين. وفيما سيسمح له بالذهاب إلى المتاجر الأساسية، وممارسة الرياضة اليومية؛ سيكون محظوراً عليه ارتياد المسارح، والمطاعم، ودور السينما، والمناسبات الحاشدة. وعلى رغم انتهاء الإغلاق الكامل، قدرت الشرطة النمساوية أن نحو 44 ألف شخص تظاهروا أمس الأول في العاصمة فيينا، احتجاجاً على السياسات المتعلقة بالتدابير الوقائية. وشهدت مدينة هامبورغ الألمانية تظاهرات مماثلة السبت، سيّرها أشخاص قالوا إنهم يعارضون سياسة إلزامية التطعيم. وكان متظاهرون آخرون وقفوا أمام البرلمان الألماني (بونديستاغ) الجمعة، مطالبين بأن تقتصر إلزامية التطعيم على كوادر الرعاية الصحية وموظفي دور رعاية المسنين. وأعلن رئيس اتحاد أطباء العناية المكثفة الألماني جيرنوت ماركس أمس أن وحدات العناية المكثفة في جميع مستشفيات ألمانيا تكاد تستنفد طاقاتها الاستيعابية. وأضاف أنه حتى لو انخفض عدد الإصابات الجديدة؛ فإن أثر ذلك على وحدات العناية المكثفة لن يظهر قبل انقضاء مزيد من الوقت. وأوضح ماركس أن اتحاده يتوقع أن يصل عدد المنومين في أسرّة وحدات العناية المكثفة إلى 6 آلاف شخص بحلول عيد الميلاد، وهو ما يفوق الذروة التي شهدتها الموجة الفايروسية الثانية خلال الشتاء الماضي.