ظلت «عكاظ» تولي اهتماماً كبيراً بالدراسات العالمية المتعلقة بارتداء قناع الوجه (الكِمامة)، في سياق متابعتها لمجريات الوباء العالمي، منذ ظهور فايروس كورونا الجديد في ووهان بالصين، نهاية عام 2019. وعلى رغم أن ارتداء الكمامة غدا سلوكاً صحياً ووقائياً إلزامياً في غالبية أنحاء العالم، وعلى رغم الجدل الذي أثارته الدراسات التي اهتمت بفوائد الكمامة، وجدواها في كبح تفشي الفايروس؛ فإنها لا تزال مثاراً للجدل في كل مكان؛ إلى درجة أن رفض ارتدائها أضحى مرتبطاً بمن يوصفون بمناهضي التدابير الاحترازية، ورافضي الخضوع للقاحات كوفيد-19. وفي أتون التفشي المتسارع لسلالة أوميكرون المتحورة وراثياً هرِعت الدول الأوروبية على تشديد ضوابط ارتداء قناع الوجه، للنجاح في السيطرة على التفشي. وسبب التفشي الفايروسي في إيطاليا، حيث تكاد مشافي البلاد تستنفد طاقتها الاستيعابية من كثرة إدخال المصابين؛ أعلنت الحكومة الإيطالية، عشية عيد الميلاد الماضي، أن على مواطني البلاد التقيد بارتداء كمامات FFP2، بدعوى أنها توفر قدراً من الحماية أكبر مما تتيحه الكمامات المصنوعة من القماش، وحتى من الكمامات الجراحية. وذلك على رغم أنه لم يعد بوسع أي إيطالي اعتباراً من الأسبوع الحالي ركوب القطارات ووسائل النقل الأخرى؛ إلا إذا تم تحصينه باللقاح المضاد لكوفيد-19، أو تعافى أخيراً من الإصابة بالفايروس. وتنص الضوابط الجديدة على أن أي شخص أراد ارتياد دور السينما، والمسارح، والمناسبات الرياضية في الملاعب المغطاة أو المكشوفة، أن يكون مرتدياً كمامة FFP2، مع التشديد على عدم نزعها حتى لغرض الأكل! ويذكر أن إيطاليا جددت العمل بإلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، وأبقت على إلزامية ارتدائها في الأماكن الداخلية منذ بدء نازولة كورونا، وعلى رغم هبوط سرعة التفشي الفايروسي بعد الموجة الأولى. وجددت إسبانيا إلزامية ارتداء الكمامة عشية عيد الميلاد، بعدما ارتفع معدل الإصابة في البلاد إلى 2.722 شخصاً من كل 100 ألف من السكان نهاية الأسبوع الماضي. ولكن ذلك المعدل يتجاوز 40 من كل 100 ألف شخص حتى منتصف أكتوبر 2021. وتمسكت البرتغال بإلزامية ارتداء قناع الوجه حتى نهاية نوفمبر 2021. ولم تتخل عنها إلا بعدما حققت الحكومة البرتغالية هدفها المتمثل في تطعيم 86% من سكان البلاد. وفي اليونان أعادت الحكومة فرض ارتداء الكمامة في الأماكن العامة؛ بل طلبت هذه المرة من سكان البلاد إلزامية استخدام كمامات FFP2، أو كمامتين من الطراز المستخدم في غرف الجراحة لكل من أراد استخدام وسائل النقل العام، أو ارتياد أي مكان عام. وأوصت لجنة مكافحة الوباء في هولندا الأسبوع الماضي بأن يُلزم كل شخص تجاوز عمره 13 عاماً بارتداء الكمامة في المطاعم، والمسارح، والمتاحف، وحضور المناسبات الرياضية في ملاعب مغطاة. وفي فرنسا، أعادت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون في ديسمبر 2021 فرض إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة في عدد كبير من المدن، بما فيها العاصمة باريس. وذهبت الحكومة الفرنسية أبعد من ذلك لتشمل بتلك الإلزامية الأطفال من عمر 6 سنوات. وكان النظام قبل ذلك يلزم الأطفال من سن 11 عاماً فما فوق بارتداء الكمامة في الأماكن العامة. وقال مستشار النمسا كارل نيهامر الأسبوع الماضي إن على جميع أفراد الشعب النمساوي ارتداء كمامات FFP2 في الأماكن العامة؛ إذا لم يكن بمستطاعهم الحفاظ على تباعد جسدي لمسافة متريْن. وترى جميع الحكومات الأوروبية أن الكمامة سلاحٌ لا غنى عنه في الحرب على فايروس كورونا الجديد. وأمرت الحكومة الإيطالية المتاجر في أرجاء إيطاليا بتوفير كمامات FFP2 في مقابل 75 سنتاً. وكان سعرها خلال الموجة الأولى يتجاوز 10 يورو، إذا تسنى العثور عليها أصلاً.