اختتم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، أمس (السبت) فعاليات «ماراثون اقرأ»، برقم فاق التوقعات قياسًا على عدد الأيام المخصصة للماراثون التي لم تتجاوز 3 أيام متتالية في مقر المركز بالظهران، حيث تمكّن المتسابقون البالغ عددهم 826 قارئًا من قراءة أكثر من 162 ألف صفحة من كتب متنوّعة ومن حقول معرفية مختلفة، لتُسهم هذه الصفحات المقروءة بأن يتكفل المركز بغرس 1622 شجرة؛ تحقيقًا لهدف الماراثون الذي ينظم للمرة الأولى والقائم على زراعة شجرة مقابل كل 100 صفحة مقروءة، بهدف الوصول إلى 1000 شجرة؛ لتكون هذه المبادرة تأكيدًا على اهتمام المركز بدعم وتشجيع كل ما يتعلق بإثراء المجتمع، التي تأتي مساهمة في مبادرة «السعودية الخضراء» التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله.
مشاركة متنوّعة
وسط غمار الماراثون تنافس القرّاء المتلهفون منذ بدء الساعات الأولى منه يوم الخميس 13 يناير 2022 وحتى اللحظات الأخيرة من اختتامه مساء يوم السبت 15 يناير 2022، فبات الجميع يبحث عن ضالته من الكتب؛ ليجدها وسط الرفوف في مكتبة «إثراء» أو ضمن إحدى المتاجر المتواجدة في بلازا المركز. حيث واصل المتسابقون والمهتمون التوافد إلى «إثراء»، تأكيدًا على شغف كافة أطياف المجتمع للقراءة، فلم يخلُ الماراثون من فئة عمرية دون أخرى، حيث أشعل الأطفال المنافسة مع الكبار عن ما يغذي العقل وسط حماس منقطع النظير، بغية الوصول إلى الصفحات المطلوبة، وعشية ذلك استطاعوا غرس شجرة في حديقة «إثراء»، فيما ظفر آخرون بميداليات ذهبية وبرونزية وفضية، لا سيما الأشخاص الذين تجاوزوا قراءة أكثر من ألف صفحة.
خلية نحل
بين ثنايا القصص والروايات العربية وتلك الإنجليزية، بدأ المتسابقون في طي صفحات الكتب، تحت شعار «انتفع بما تقرأ»، فالكاتبة منى الأحمري مؤلفة كتاب «زخّات قلم»، تحبس أنفاسها للوصول إلى أكثر من 500 صفحة، وتصف مشهد الماراثون بأنه أشبه بـ«خلية النحل»، مبينة بقولها «الجميع يدوي ويبحث بين الرفوف، سعيًا لتحقيق الهدف، وما ضاعف سعادتي الحضور اللافت لفئة الشباب، حيث اعتقدت يومًا أن القراءة اندثرت من حساباتهم، وباتت هناك وسائل أخرى يجدون أنفسهم بها». فيما أبحر الشاب عبدالعزيز الضمادي (12 عامًا)، في عالم القراءة لروايات متعددة باللغة الإنجليزية، وعلى الضفة المقابلة، جلست مجموعة فتيات لتبادل أطراف الحديث ومعرفة عدد الصفحات اللاتي وصلن إليها، وتقول فرقان الشرفا (16 عامًا) أن ماراثون اقرأ ساهم في ترجمة أهداف كانت كثيرة البحث عنها، مضيفة لطالما بحثت عن كتاب الساحرة الزرقاء، ورواية ليلة في القطار، ولشدة تعلقي بهما غدوت أقرأ بلا حساب، وتفاجأت بقراءة أكثر من 600 صفحة خلال 7 ساعات. ولم يقتصر الأمر على قراءة الفئة الشابة والأطفال، فكبار السن وجدوا مكانهم بين رفوف الكتب؛ لينغمسوا بقراءة الشعر تارة والروايات تارة أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن «ماراثون اقرأ» يأتي ضمن مسارات برنامج إثراء القراءة «اقرأ» بنسخته السابعة والذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ويهدف إلى بثّ روح الوعي لجيل قارئ قادر على إحداث تغيير مواكب لوتيرة التنمية المستدامة، وتمكين المجتمع على القراءة، تماشيًا مع أهداف «إثراء» في دعم كل ما يتعلق بتعزيز الجانب المعرفي والثقافي.