تواصلت أمس مِحنة الوباء العالمي بتسجيل 3.17 مليون إصابة جديدة في أرجاء العالم خلال الساعات الـ24 الماضية. ورافق ذلك قيد 9737 وفاة إضافية، تمثل زيادة نسبتها 32% عن وفيات العالم قبل 14 يوماً. ولذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منتصف نهار الأربعاء إلى 382.49 مليون حالة، وعدد الوفيات إلى 5.71 مليون وفاة. وتصدرت الولايات المتحدة الدول الأشد تضرراً من النازلة، بتسجيلها 424.077 إصابة جديدة الثلاثاء، رافقتها 2.636 وفاة إضافية، تمثل زيادة نسبتها 39% عن الوفيات الوبائية اليومية قبل 14 يوماً. وكان طبيعياً أن يرتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة أمس إلى أكثر من 76 مليوناً؛ فيما قفز عدد وفياتها إلى 913.924 وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا. وجاءت فرنسا ثانية بتسجيلها الثلاثاء 414.735 إصابة جديدة. وتلت ذلك روسيا بتسجيل أكثر من 140 ألف إصابة أمس الأول، بارتفاع نسبته 275% عما كان عليه وضعها الصحي قبل أسبوعين. وارتفع عدد إصابات بريطانيا أمس إلى 112.458 حالة خلال الساعات الـ24 الماضية. وانضمت إلى رابطة البؤس الوبائي اليابان، التي قالت أمس إنها سجلت الثلاثاء 80.222 حالة جديدة. واحتلت المكسيك مرتبة بارزة في تلك القائمة بتسجيلها الثلاثاء 43.099 إصابة جديدة، جعلت العدد التراكمي لإصاباتها يقترب شيئاً فشيئاً من 5 ملايين إصابة. وتواصلت مباراة الشقاء الفايروسي بين الدول الأوروبية الثلاث المتجاورة إيطاليا، وألمانيا، وإسبانيا. فقد تعدى العدد التراكمي لإصابات إيطاليا 11 مليوناً. فيما قفز عدد إصابات كل من ألمانيا وإسبانيا إلى ما يربو على 10 ملايين إصابة.
عودة إلى الولايات المتحدة... حيث يدنو عدد وفياتها بالوباء من مليون وفاة. وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الدولة الأقوى في العالم. وشددت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الأربعاء) على أن ذلك العدد يثير قدراً كبيراً من القلق؛ خصوصاً أن بلداناً عدة كان لديها عدد أكبر من الوفيات الوبائية في بداية نازلة كورونا. غير أن وفيات أمريكا فاقت نظيرتها في الدول الأخرى، بحسب الإحصاءات التي رصدتها قاعدة بيانات الصحيفة، وجامعة جونز هوبكنز، والبنك الدولي. وأشارت إلى أن تواصل ارتفاع وفيات أمريكا اليومية بالفايروس قضى على آمال أمريكيين كثر بأن التفشي الراهن لسلالة أوميكرون المتحورة وراثياً، وما قيل عن عدم قدرتها على إحداث قدر كبير من الضرر الصحي، سيجنبان الولايات المتحدة الألم الذي عانت منه خلال الموجات الفايروسية السابقة. فقد تعدى العدد اليومي لوفيات أمريكا بالوباء نظيره أثناء ذروة تفشي سلالة دلتا هناك خلال الخريف الماضي. وأضحى يصل إلى ثلثي ما كان عليه الموت الوبائي هناك خلال الشتاء الماضي، قبل ظهور اللقاحات المضادة للفايروس. وحرص عدد كبير من المشرّعين الأمريكيين على طي صفحة الوباء العالمي، والعودة إلى الحياة المعتادة، مثلما بدأ يحدث فعلياً في القارة الأوروبية؛ بيد أن ارتفاع عدد الوفيات بسلالة أوميكرون أخذ ينشر غيوماً كثيفة أمام تلك الآمال. ويعتقد أن من الأسباب الرئيسية للوفيات الأمريكية المتزايدة أن أمريكا، على رغم امتلاكها «ترسانة» من اللقاحات الحديثة، أخفقت في تطعيم أكبر عدد من سكانها؛ على النقيض مما نجحت فيه دول أوروبية بالدرجة نفسها من الثراء والقدرات؛ خصوصاً في تطعيم أكبر عدد ممكن من المسنين. وأردفت أمريكا لذلك الإخفاق بفشل آخر في توزيع أكبر عدد ممكن من الجرعات التنشيطية من لقاحات مرض كوفيد-19. وأشارت «نيويورك تايمز» في تحليل إحصائي لبيانات وفيات أمريكا إلى أنه منذ ظهور سلالة أوميكرون في الولايات المتحدة في 1 ديسمبر 2021 فاق عدد الوفيات الأمريكية نظيره في أي بلد غني آخر. وأدى ذلك بدوره إلى أن تُرزأ أمريكا بأكبر عدد من حالات التنويم في المشافي بسبب الإصابة بأوميكرون. ويموت الأمريكيون حالياً بمرض كوفيد-19 بضعف عدد وفيات بريطانيا، وأربعة أضعاف عدد وفيات ألمانيا بالوباء يومياً. ولكن على رغم ذلك يمكن القول إن ترسانة اللقاحات والأدوية المتاحة جعلت الوضع الصحي في أمريكا أفضل مما كان عليه في أتون تفشي سلالة دلتا. غير أن تلك الأسلحة والأدوات جعلت الدول الأوروبية قادرة على التحكم الوبائي، على رغم ارتفاع عدد الإصابات الجديدة يومياً. في حين أن عدد المصابين بأوميكرون في أمريكا أدى إلى أن تفيض المستشفيات بالمنومين، وإلى أن يرتفع معدل الوفيات إلى ما لا يقل عن 3.500 وفاة يومياً. وتشير الإحصاءات إلى أن 12% من الأمريكيين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً لم يحصلوا على جرعتي لقاحي موديرنا أو فايزر-بيونتك، ولا على الجرعة الوحيدة من لقاح شركة جونسون آند جونسون.
الهند.. يرتدون الكمامة..
كلٌّ بطريقته!
كثفت السلطات الهندية حملاتها لملاحقة الأشخاص الذين لا يرتدون كمامات في الأماكن العامة. واضطرت ولاية نيودلهي إلى تعيين موظفين إضافيين لمطاردة المخالفين. وتفرض غرامة فورية على المخالف. وغدا مألوفاً أن تُشاهَد قوات الشرطة وهي تجوب الطرقات لملاحقة من يخالفون قرار إلزامية ارتداء الكمامة. غير أن هذا التشدد من جانب السلطات لا يشمل تحديد نوع الكمامة، ولا يوضح درجات الحماية التي يوفرها كل نوع منها. ومع أن هناك من يرتدون الكمامات المرعوفة وسط الجراحين والأطباء؛ إلا أن كثيرين يفضلون الكمامة القماشية، التي يعتقد أنها لا تتيح حماية تذكر من سلالة أوميكرون المتحورة. وغالبية الهنود يرتدون الكمامة ويتركون أنوفهم وأفواههم مكشوفة. كما يضعها بعضهم على رأسه، كما يفعل من يرتدون النظارة أحياناً.
(الأرقام بالمليون)