إذا كان عميل إيران في اليمن عبد الملك الحوثي يعتقد أنه يستنزف طاقات السعودية والإمارات والجيش الوطني اليمني باستمراره في الهجمات اليائسة التي يقوم بها، فسيتكشف له قريباً جداً أنه إنما يستنزف نفسه؛ ويقوّض كل يوم فرص إمكان التوصل إلى تسوية سياسية بين أطراف الأزمة اليمنية. فقد هيأ له الإمداد الإيراني المتواصل بالمسيّرات، والصواريخ البالستية، والقذائف المدفعية أن تلك هي سبيله لترجيح الكفة لمصلحته. غير أنه يحصد شوكاً وعلقماً كل يوم؛ إذ إن مسيّراته عاجزة عن بلوغ أهدافها. كما أن صواريخه أضحت صيداً سهلاً للمضادات السعودية والإماراتية. وعلاوة على ذلك فإن الهزائم التي ألحقها به هجوم لواء العمالقة فضحت ضعفه، وانكساره. وستؤدي كل هذه الانكسارات في نهاية المطاف إلى رضوخه للمطلب الداعي لجلوسه إلى مائدة مفاوضات للاتفاق على تسوية سياسية. وهي مطلب يمني في المقام الأول، لأن الضرر الذي تلحقه جرائم الحوثي بالمواطنين اليمنيين الأبرياء العُزّل أكبر من أي ضرر يتصور الحوثي أنه يلحقه بقوات التحالف الذي تقوده السعودية. إنه النداء الأخير قبل أن يفوت أوان التسوية، ويَلحق التدميرُ الشامل بكل قدرات الحوثي إيرانية المنشأ.