تهدد نُذر الحرب بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وبين الغرب وروسيا من الجهة الأخرى، ببناء واقع دولي جديد، وفي وقت عصيب بالنسبة إلى الإنسانية، التي تخوض حرباً مستمرة منذ أكثر من سنتين ضد وباء كورونا، وما أدى إليه من خلل اقتصادي، وسكاني، واجتماعي في أرجاء العالم؛ علاوة على ما أثاره الوباء من توترات واحتجاجات زادت تعطيل أوجه الحياة في بلدان ومنشآت عدة. ولا يزال الأمل موجوداً في أن تنجح الاتصالات المكثفة الجارية بين موسكو وكييف ودول العالم في نزع فتيل التوتر قبل وقوع الغزو المحتمل. إن حدوث هذا التطور لن يقتصر تأثيره على العلاقات بين موسكو وجارتها، بل سيمتد تأثيره ليشمل مجمل العلاقات الدولية، وسيؤجج الحرب الباردة التي لم يصدق أحد أنها ستنهار مع سقوط حائط برلين. وهو نزاع سيكون له انعكاسه من دون شك على أداء الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، ما سيؤدي بدوره إلى تسابق لا مبرر له على النفوذ بين المعسكرين الغربي والشرقي في أنحاء العالم. ولا بد أن يتسع صدر النظام العالمي، الذي ظل متماسكاً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لاستيعاب الخلافات بين الغرب وموسكو في شأن توسيع منظمة حلف شمال الأطلسي، وتوفير الضمانات الأمنية المطلوبة للشعب الأوكراني.