أضحت المواجهة المحتملة بين الغرب وروسيا، التي ستكون أوكرانيا مسرحها، الشاغل الأكبر للقادة الغربيين، خصوصاً من حضر منهم أعمال مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ. وتأتي تهديدات القادة الغربيين لروسيا، وتوعدها بعقوبات اقتصادية ومالية غير مسبوقة، وبسلاح أشد خطورة يتمثل في قيام واشنطن وحلفائها الغربيين بتعزيز قدرات الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي شرق القارة الأوروبية لتزيد النزاع تأجيجاً؛ فيما يلتزم الكرملين الصمت، مكتفياً بإعلانه السابق أنه لا يريد حرباً مع الغرب. وأدى التمترس الروسي خلف فكرة الغزو إلى تشديد موقف ألمانيا، التي بدا مستشارها الجديد متردداً في بداية الأمر حيال معاقبة روسيا. ويحاول الزعماء الغربيون إبقاء الباب مفتوحاً أمام الجهود الدبلوماسية، لكن مطالبة روسيا بعدم توسع الحلف الأطلسي شرقاً؛ وإرغام أوكرانيا على عدم التقدم بطلب للانضمام إلى الحلف تبدو مطالبةً يستحيل على الحلف الغربي قبولها. ويرى الدبلوماسيون الأمميون إمكان التوصل إلى توافق بين الغرب والشرق، يتطلب القبول بقدر من التنازلات. غير أن أي تشدد روسي حيال التسوية المرجوّة سيعني أن موسكو قررت العودة لعالم الحرب الباردة. وهو واقع أدى إلى اشتعال حروب التجسس، وزاد وتيرة السباق على التسلح. ولذلك فإن على الغرب وموسكو ترك باب المساعي الدبلوماسية مُشرعاً مهما طال التأزم والتهديدات والوعيد.