قال مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، في كلمة بعنوان (توحيدٌ ووحدة): «ثلاثة قرون تحمل بين طياتها قصص تاريخٍ عظيم.. تحكي ملاحم وبطولات الرجال.. وتحمل بين طياتها حقيقة كيانٍ لا شبيه له.. وطنٌ دستورهُ الكتاب والسنة.. ومنهجهُ الوسطية والاعتدال.. إنها فريدة التاريخ ثلاث مرات.. الدولة الشامخة التي زالت وعــادت.. ثم زالت وعُـــدنا.. وهذه مشيئة المولى جلّت قدرته.. يبعثُ الحي حتى وإن مات.. دولةٌ قامت على التوحيد في كل شؤونها.. وشعارها سيف أمنٍ ورمزُ عدالة.. ونخلةٌ الخير ثمرُها.. ورمزٌ لعلو القامة.. دولةٌ تحدّت الظروف.. فـذلّلت كُل صعب حتى استحالت قفارها - بفضل الله ثُم بعزائم رجالها - إلى حدائق نماءِ غناء.. وغدت مضرب مثلٍ للتقدم والرخاء.. دولةٌ قارعت الزمن وسبقته.. وها نحنُ اليوم بين دول العالم نتربعُ في الصدارة».
وأضاف الفيصل: «عربيةٌ سعودية.. تحلى قادتها بالحكمة وتزّينوا بالحلم وبالحزم اتصفوا.. فكانوا ولا يزالون للاستشارة والعِز منارة.. وسطّر شعبها الأبيُّ على مرّ العصور.. معاني الوفاء السامية.. إنها قِبلة المتقين ومهبط الوحي وموئل الأفئدة.. اصطفانا الله لخدمة بيته ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم.. وشرّفنا بخدمة قاصديهما.. فكُنا ولا نزال للإسلام وللمسلمين خُداماً مبتغين وجه الله لا نرجو من أحدٍ.. جزاءً ولا شكوراً».
وتابع أمير منطقة مكة المكرمة: «تأتي ذكرى التأسيس لتُعرّج على المرحلة الأهم.. وتذّكرُنا بنقطة التحوّل في تاريخ هذا الوطن الأشمّ.. وتُعيدُ للأذهان خطواتِ اللبِنة الأولى للتوحيد.. ونواة لمّ الشتات ووأد التناحر.. وصولاً لجمع الناس على كلمة سواء.. واليوم وبعد 300 عام نحتفي بتأسيس الوحدة الأعظم في التاريخ الحديث ونستلهم بطولات رجالٍ بذلوا الغالي والنفيس لتأسيس كيان عظيم.. تحققت فيه - بفضل الله عزّ وجل - الوحدة والاستقرار.. ووصلنا فيه إلى النماء والازدهار».