حسام بن صالح بن سمران الجهني.
حسام بن صالح بن سمران الجهني.




وكر الحرازات
وكر الحرازات
-A +A
إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@
لم يرتدع الإرهابي «حسام صالح سمران الجهني» بإيقافه عام 1425هـ؛ إثر مشاركته في تجمعات مخالفة، وواصل إجرامه في غسل أدمغة المراهقين وتدريبهم على التفخيخ عبر اليوتيوب في محاولة أسماها الحرب الناعمة لتجنيد الصغار واستخدامهم في التفجير. ارتدى حسام جلد الأفعى وأوهم من حوله بتوبته وتراجعه عن فكره الإرهابي رغم العناية والاهتمام وخضوعه لبرامج الإصلاح ليطلب الصفح حيث تم الإفراج عنه عام 1427هـ .

ويعد حسام أحد العناصر القيادية، الذي انتهج الفكر التكفيري عام 2003، وأيد القاعدة وداعش، وتم إيقافه بموجب أحكام قضائية بين عامي 2005 و2007، وفي 2017 لانضمامه إلى تنظيم داعش الإرهابي.


وتلون الإرهابي وعاد سريعًا للضلال وشكل خلية إرهابية تهدف للخروج المسلح ضد الدولة والارتباط بتنظيم «داعش» الإرهابي وبتنظيمات إرهابية أخرى، وإيواء المطلوبين أمنياً، وتوفير الأسلحة والمتفجرات والأحزمة الناسفة والتدريب عليها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي وتجنيد الأشخاص، وإطلاق النار على رجال الأمن وعلى مراكز الشرط والمقار الأمنية.

واختار حسام وكرا أمام مقر الدوريات الأمنية وشرطة منطقة مكة المكرمة بحي النسيم وجلب أمرأة باكستانية ادعى أنها زوجته، واستغل وجودها ليقوم بتوفير مأوى لخلية الحرازات الشهيرة؛ تنفيذاً لأوامر التنظيم الذي جعله تحت أمر زعيم التنظيم في جدة خالد السرواني.

وزار الإرهابي الجهني أحد مكاتب العقار في حي الحرازات بجدة لإيجاد استراحة بحجة استخدامها مسكنا، وتجول وحيدا في الحي بحثا عن منزل مناسب، ليخبره أحد سكان الحي بوجود استراحة لدى مكتب العقار تنطبق عليها المواصفات أهمها أن تكون في منطقة هادئة بعيدة عن الإزعاج، وفي اليوم التالي حضر للموقع برفقة المرأة الباكستانية، وقدمها لمالك الاستراحة على أنها زوجته وبناء على ذلك تمت كتابة العقد ودفع إيجار 6 أشهر مقدما. وعمد إلى ترك المنزل للهالكين بعد تأمينه بما يحتاجونه وتحويله إلى معمل لصناعة المتفجرات.

نجحت الأجهزة الأمنية في كشف وكر الحرازات وعندما أيقن من بداخله أن الوكر بات مطوقاً، بادروا بإطلاق النار على رجال الأمن. ورفضوا الاستجابة للتسليم، فاضطرت قوات الأمن السعودية إلى الرد عليهما بالمثل. وعندما شعرا باليأس عمدا إلى تفجير حزامين ناسفين كانا يرتديانه، فتطايرت أشلاؤهما في الموقع، فيما انفجر المعمل الكائن بالاستراحة.

واتضح خلال مباشرة رجال الأمن التحقيقات في استراحة الحرازات أن المطلوبين اللذين قتلا بتفجير أنفسهما هما خالد السرواني ونادي العنزي، إضافة إلى جثة مطيع الصيعري الذي قتله زملاؤه بعد أن شكوا في رغبته بتسليم نفسه، ولخشيتهم من افتضاح أمرهم، تمالأوا على قتله وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج التي أمرتهم بتنفيذ العملية؛ ومهّدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحراً بقطع رقبته دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته، وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل في وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية، إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات.

وعملت الخلية على التخلص من جثة الصيعري بلفها في سجادة وإلقائها في حفرة بإحدى زوايا الاستراحة بعمق متر تقريبًا، وردمها بعد ذلك؛ ظناً منهم أن الله لن يفضحهم، ويقيض على يد رجال الأمن اكتشاف جريمتهم والعثور على الجثة واستخراجها من الحفرة؛ وثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود للمطلوب أمنيًا مطيع سالم يسلم الصيعري.

وارتبطت خلية «الحرازات» بعمليات إرهابية منذ عام 2015 حتى 2017. كان من ضمنها عمل إرهابي في باحة «مستشفى الدكتور سليمان فقيه» بجدة، بجانب التفجير عند المسجد النبوي الشريف، الذي نتج عنه مقتل واستشهاد 4 من رجال الأمن وإصابة 5 آخرين.

كما تورط أعضاء خلية الحرازات باستئجار آلية لحفر قبر مطيع الصيعري ودفنه في الاستراحة، بعد أن تم قتله، ونقض التعهدات السابقة والالتزام بالمواطنة الصالحة، كما خططت الخلية لاستهداف أحد أئمة الحرم عبر رصده، إلا أن تأخر خروج الإمام من الحرم أدى إلى غير ذلك، ولم تقف الخلية بتخطيطها عند ذلك، بل تتبعت إحدى الشخصيات من الأسرة الحاكمة، في مدينة جدة، ورصدته بهدف استهدافه، ذلك إلى جانب طلب بعضهم الدعم والخروج إلى سوريا للقتال.

وثبتت علاقة الخلية بالعمل الإرهابي الآثم الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف في الرابع من يوليو/‏‏ 2016، عبر تأمين الحزام الناسف المستخدم في الجريمة النكراء وتسليمه للانتحاري، نائر مسلم النجيدي، سعودي الجنسية، الذي فجّر نفسه في موقف للسيارات قرب المسجد النبوي، وأسفرت الحادثة عن استشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة خمسة آخرين.

وضبط الجهني جاء في عملية استباقية نجحت في شقة حي النسيم، وتم إلقاء القبض عليه قبل أن يتمكن من المقاومة، وبمعيته المرأة الباكستانية، وضُبط بشقته سلاح رشاش وحقيبة مشركة وأجهزة هاتف جوال في حالة تشريك غير مكتملة.