وقعت شركة إعمار المدينة الاقتصادية، المطور الرئيسي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، اليوم (الأربعاء)، مذكرة تفاهمٍ مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بهدف تأسيس إطار عمل للتعاون في عدة مجالاتٍ، تماشيا مع المستهدفات البحثية لدى الجامعة، وتفعيلا لاستراتيجية مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وتجسيدا لرؤيتها بأن تصبح مدينة مستقبلية ومركزا للتصنيع والخدمات اللوجستية.
وخلال حفلٍ خاص أقيم اليوم، وقع مذكرة التفاهم الرئيس التنفيذي للشركة، السيد سيريل بيايا، والبروفيسور توني تشان، رئيس جامعة كاوست، وحضر التوقيع كلٌ من الأستاذ مازن الصالح، نائب الأمين العام لشؤون المدن الاقتصادية بهيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة والأستاذ سليمان الثنيان نائب رئيس كاوست للشؤون الحكومية، وعددٌ من كبار المسؤولين في الجهتين.
وتشمل مذكرة التفاهم الموقعة العديد من المجالات؛ من أهمها: أسلوب حياة المجتمع، والتعليم، والنقل، والموارد البشرية، والاستثمار، والبحث والتطوير، وريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية للشركات وتطوير البنية التحتية وحلول المدينة الذكية.
ويأتي توقيع المذكرة لتحقيق أهداف الهيئة في ما يتعلق بتمكين القطاع الخاص من قيادة التنمية المستدامة في المملكة، ودعم المملكة في مواجهة التحديات العالمية الجديدة والأخرى المتوقعة مستقبلا، كما ستسهم في تحقيق أهداف هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، المتمثلة في إيجاد وظائف جديدة، وتعزيز الابتكار الذي يولد بدوره ثورة في الصناعات العالمية، ويرفع من جودة حياة الناس في المملكة.
وبهذه المناسبة، صرح سيريل بيايا، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية، قائلا: «يسعدنا أن ندشن فصلا جديدا في علاقتنا الراسخة طويلة الأمد مع جامعة كاوست من خلال مذكرة التفاهم الجديدة، حيث سنعمل من خلال أجندتنا المشتركة الشاملة على تسريع تحقيق طموحنا بأن تكون مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجهة سكنية وسياحية وصناعية رائدة، تسهم في تحقيق المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية المتضمنة في رؤية المملكة 2030».
بدوره، علق البروفيسور توني تشان، رئيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، قائلا: «ضمن سعيهما لصنعٍ مستقبلٍ أفضل للمملكة ومجتمعها وشعبها، تواصل كلٌ من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة كاوست لتسخير إمكاناتهما الواسعة لتعزيز الابتكار المشترك، وتوليد المزيد من الفرص الواعدة. ومن خلال مذكرة التفاهم الجديدة، سنعمل على توظيف قدراتنا وخبراتنا وكفاءاتنا المتميزة لتطوير وتعزيز خدماتنا ومبادراتنا لمواكبة الاحتياجات المتغيرة لمجتمعنا. نحن ممتنون لإعمار المدينة الاقتصادية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية على هذه الشراكة مع جامعة الملك عبدالله مرة أخرى التي ستتيح لنا جميعا المضي نحو مستقبلٍ أكثر إشراقا».
وبموجب مذكرة التفاهم، ستعمل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة كاوست على التعاون لاستكشاف سبل جديدة تيسر التنقل بين الجهتين، كما ستعمل الجامعة والمدينة عن كثب مع القطاعين العام والخاص لتطوير شبكة مواصلاتٍ متميزةٍ عبر الطرق والماء والطائرات غير المأهولة، لتسهيل الحركة بين الجانبين، استنادا إلى النجاح الكبير الذي سجله التاكسي البحري الذي تم إطلاقه في أكتوبر الماضي.
وستتيح مذكرة التفاهم لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية فرصة توسيع الخدمات والفعاليات العائلية العصرية لسكان ومرتادي مجتمع جامعة الملك عبدالله، حيث سيتم تخصيص منتجاتها السكنية لتلائم احتياجات الكليات والطلاب وأسرهم، آخذين بالاعتبار متطلبات التعليم للأسر التي تختار الإقامة في أحيائها السكنية النابضة بالحياة، حيث ستبحث مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الأساليب التي يمكن اعتمادها لتسهيل تسجيل أطفال الأسر المقيمة بمجتمع الجامعة في مدرسة أكاديمية العالم داخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
وباعتبار الجهتين تضعان الأفراد في صميم رؤيتهما وخدماتهما وعملياتهما، تلتزم كلٌ من المدينة والجامعة بتنمية الكفاءات كعنصرٍ رئيسيٍ في الاتفاقية الجديدة، وستعملان على تعزيز التعاون للارتقاء بجهودهما في هذا المجال لمستوياتٍ أعلى، بما في ذلك؛ تبادل الخبرات، وتوظيف خريجي جامعة الملك عبدالله، والتدريب الداخلي لطلاب الجامعة، ودعم الراغبين في الالتحاق بكلية الأمير محمد بن سلمان للأعمال وريادة الأعمال، وبرامج البحث التطبيقي لطلاب جامعة الملك عبدالله، إلى جانب العديد من أوجه التعاون الأخرى.
من جهةٍ أخرى، ستسعى المدينة والجامعة لاستكشاف آفاق التعاون والشراكة المستقبلية، والحوافز، والبحث والتطوير، وسلاسل التوريد والاستيراد، كما سيتعاون الطرفان في تطوير مشاريع البنية التحتية والمرافق المستقبلية، لاعتماد نهجٍ موحدٍ للحصول على موافقات واعتمادات الجهات المختصة. كذلك، تركز مذكرة التفاهم على تطوير الحلول والخدمات الرقمية للمدن الذكية التي من شأنها دعم قطاع الأعمال بالمدينة وجعله أكثر تكاملا وسلاسة، فضلا عن تعزيز الاستفادة من إمكانات برنامج جامعة الملك عبدالله الذكي.
وبحكم أن التعاون في البحث والتطوير يعد أحدث أبرز مجالات هذه الشراكة الاستراتيجية، ومن أجل دعم مشاريع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الخاصة ومشاريع المستأجرين الصناعيين، ستسعى مذكرة التفاهم إلى الاستفادة من مرافق البحث والتطوير في جامعة كاوست، مثل المختبرات، وقدراتها في القطاعات الواعدة، بما في ذلك الطاقة التقليدية، والطاقة الشمسية، والتكنولوجيا الحيوية، ومواد البناء، والزراعة، والساحلية والبحرية، ومراكز البيانات، من بين أمور أخرى.
وتماشيا مع الزخم المتزايد، والنجاحات المتتابعة لريادة الأعمال في المملكة، ستتعاون مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وجامعة كاوست لخلق فرص للمبتكرين ورواد الأعمال في المملكة. وبموجب مذكرة التفاهم، سيتم العمل على تطوير عروض قيمة تنافسية للشركات الناشئة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتأسيس شركات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وتوفير بيئة مواتية للشركات الجديدة لتزدهر، إضافة إلى ذلك، ستمكّن مذكرة التفاهم المؤسسات من تعزيز جهود مسؤوليتها الاجتماعية من خلال السعي إلى تنفيذ برنامجين مشتركين على الأقل للمسؤولية الاجتماعية سنويا.