-A +A
عبدالهادي المطيري (المدينة المنورة) ahddi88@
ارتبط وادي العقيق في المدينة المنورة بالماء والخضرة وتغنى به الشعراء، وخلّدت الأصوات الغنائية تاريخه، ولا يزال صوت محمد علي سندي طرياً وهو يصدح برائعته (على العقيق اجتمعنا، نحن وسود العيون). وينقسم وادي العقيق إلى الأصغر وهو ما يقع فيه بئر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه والعقيق الكبير وهي المنطقة التي تقع فيها بئر عروة وبجانبة قصر عروة بن الزبير، والعقيق الأكبر ومنطقته تحديد حمراء الأسد.

وتقع على ضفاف الوادي مجموعة من القصور التي تعود للعصور الإسلامية الأموي والعباسي، ومن أشهرها قصر سعيد بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سكينة بنت الحسين، بالإضافة إلى قصر سعد بن أبي وقاص، وقصر عروة بن الزبير.


ويعرف بالوادي المبارك وارتبط بالسيرة النبوية، ما ميزه عن غيره وأكسبه المكانة في نفوس المسلمين وورد ذكره في السيرة النبوية والمصادر التاريخية وارتبط مكانياً وثقافياً بالمدينة المنورة منذ القدم. وعدت الباحثة في تاريخ المدينة المنورة عبير عبداللطيف النجار وادي العقيق أحد أشهر المعالم الجغرافية التاريخية التي لها ارتباط بتاريخ المدينة المنورة، سواءً قبل الهجرة أو بعدها، مبينةً بأن العقيق من عقّ الشيء أي شقه، حيث إن في الحجاز أكثر من وادٍ سمي بالعقيق، لكن الأكيد ذكر عقيق المدينة بكتب السيرة النبوية وهو الوادي المبارك الذي يمر من جانب مسجد الميقات أو مسجد ذي الحليفة. وأضافت النجار أنه من فضائل وادي العقيق قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: سمعت رسول الله ﷺ وهو بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آت من ربي فقال صلّ في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حج». وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال أتاني آت وأنا بالعقيق فقال: (إنك بوادٍ مبارك)، ويزيد من أهمية العقيق ما يرويه عامر بن سعد ‏عن رسول الله ﷺ راكباً إلى العقيق ثم رجع فقال: «يا عائشة جئنا من هذا العقيق فما ألين موطئه ‏وأعذب ماءه فقالت: يا رسول الله أفلا ننتقل إليه ‏قال وقد ابتنى الناس».