-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
أوضح عضو هيئة كبار العلماء سابقاً الدكتور قيس آل الشيخ مبارك، أن الأصل في التمثيل الإباحة، بحسب ما يظهر له، إذا مُثِّلَ الحال تمثيلاً صحيحاً، مشيراً إلى أن التحريم يحتاج إلى دليل، وليس في التحريم نصٌّ من حديث ولا أثر. وأبدى تفهمه لتحفظ وتحرَّج بعض العلماء من الفتوى بالإباحة، لا لحرمة التمثيل في ذاته، بل حمايةً لجناب الصحابة الكرام.

وعد المبارك التمثيل تصويراً للغائب وكأنه ماثلٌ أمام المشاهِد، فالوصف والتمثيل يقوم مقام الـمعاينة، كما في الحديث: «لا تَصفُ المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها)، فنزَّل الوصف والتمثيل منزلة الرؤية الحسيَّة، ومن هذا الحديث أخذ الإمام مالك أن الوصف في المبيع الغائب يرفع الجهالة عنه، فأجاز بيع الغائب على الصِّفة.


ويرى المبارك أن للتمثيل أثراً كبيراً على النفس، فهو يقوم بما لا تقوم به الكتابة ولا ما يقوم به الكلام، ففي الموطأ؛ من حديث البراء بن عازب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ مَاذَا يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا؟ فأشار بيده وقال: أربعاً، وكان البراء يشير بيده، ويقول: ويدي أقصرُ من يد رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

فأشار النبـيُّ -صلى الله عليه وسلَّم- بيده الشريفة لأن التمثيل أوْقعُ في النفس مِن الكلام المجرَّد، تذكيراً لها كي لا تنسى، قال الحافظ أبو الوليد الباجي: «وأشار بيده لِيَكُونَ فِي ذلك تَذْكِرَةٌ له ومَنْعٌ مِنْ النِّسيانِ».