استباقاً لبدء الدوريات البحرية المسلحة، التي ستقوم بها سفن البحرية الأمريكية في مياه البحر الأحمر اعتباراً من اليوم (الأحد)؛ بدأت قادة مليشيا الحوثي «الوَلْوَلَة» من هذا الإجراء. فهم يدركون أن من شأن هذه الدوريات أن تضع حداً لعمليات تهريب السلاح الإيراني للمليشيا، التي تخضع لسيطرة إيران بالكامل في جميع قراراتها العسكرية والمدنية، بما في ذلك قرارات توجيه السلاح نحو صدور المواطنين اليمنيين. والإجراء الأمريكي لم ينتج من العدم، فقد سبقته حوادث عدة لضبط أسلحة شحنتها إيران لعميلها اليمني، كما سبقته محاولات فاشلة عدة قام بها إرهابيو المليشيا لإطلاق زوارق ومسيَّرات مفخخة تجاه سفن تجارية، وناقلات نفطية، بل استهدفت أيضاً إحدى السفن الحربية الأمريكية. ويأتي القرار تأكيداً لأهمية ممر باب المندب لعبور السفن المحملة بالنفط والبضائع؛ وهو أمر يعني كثيراً بالنسبة إلى التجارة العالمية، خصوصاً لجزءٍ كبيرٍ من صادرات النفط السعودي لدول العالم. ويعلم قادة المليشيا الحوثية أن «الوَلْوَلَة» لن تجدي فتيلاً، وأن اتفاق الهدنة الذي توصل إليه اليمنيون، تحت رعاية الأمم المتحدة، يتطلب مزيداً من حسن النِّيَّات للإقبال على مفاوضات سلام مجدية وحقيقية، بهدف التوصل إلى حل دائم للأزمة اليمنية. وسيكتشف الحوثي أن الانصياع لأوامر إيران لن يزيده سوى مزيد من الغرق، والوحل، والخسارة؛ إذ إن إيران نفسها في حيرة من أمرها بشأن اتفاقها مع الغرب بشأن برنامجها النووي، وسياسات الزعزعة والهيمنة التي تمارسها في المنطقة.