حاز الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري، من الفضل أكثره، ومن الوفاء أكمله، ومن العطاء أجمله، ومن الصدق أمثله، فكان محل ثقة ملوك بلادنا، لما لمسوه فيه وما خبروه من عميق انتمائه، وحقيق ولائه، ولم يكن لقب (مستشار الملوك) كثيراً عليه، لما يتمتع به من الرأي الناصح والحكمة والأناة والحلم والرأي السديد، إذ كان يُكلف -رحمه الله- من الملوك بحل المعضلات وإصلاح ذات البين وعتق الرقاب من القصاص وحل المشاكل المعقدة، وكان همزة الوصل بين المواطنين والحاكم. ولد المستشار الشثري عام ١٣٤٧هـ، في محافظة الرين التابعة لمنطقة الرياض عندما كان والده قاضيا بها، حيث ترعرع في كنف والده ووالدته. وعندما انتقل والده إلى الرياض أكمل تعليمه في كلية الشريعة واللغة العربية بالرياض حتى تخرج منها ليعين بعد ذلك في عام 1373هـ معلما في المعهد العلمي بالرياض قبل أن ينتقل للعمل رئيسا للشؤون الدينية بالحرس الوطني عام 1381هـ وهو من أسسها. وصدر أمر ملكي بتعيينه مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير في عام 1399ه، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته عام 1442ه. عرف، يرحمه الله، بالكرم والجود ومساعدة المحتاجين دون رياء، وكان باب منزله مفتوحا لأهل الحاجات من المواطنين وغيرهم، وحلقة وصل بين الحاكم والمحكوم يسمع شكاوى الناس ويسعى في حل مشاكلهم، يقف بجانب الضعيف ويشفع للمحتاج ويرشد كل من يقصد مجلسه العامر من الأمراء والعلماء والوجهاء والمواطنين وأصحاب الحاجات، سفرته ممدودة يرحب بالناس ويدعوهم لمشاركته طعامة طوال حياته ولم يغلق بابه عن أحد. كان -يرحمه الله- من الحريصين على توثيق صلة الرحم فكان لايفرق بين الأبناء والإخوان والأعمام في المكانة جميعهم يعاملهم باللطف والحب والتقدير والاحترام عطوفا على الصغار.