-A +A
محمد الكادومي (جازان) mohm50500@
تزخر منطقة جازان بموروث تاريخي قديم، تنوعت فيها مفردات التراث والتاريخ منذ عهود مضت وحافظت على هذه المفردات، متمسكة بعراقة الماضي التليد كأحد ملامح الاهتمام بالحاضر المشرق، بهذه المنظومة الشاملة من التاريخ والتراث ما زالت شواهد ذلك التراث والتاريخ والقلاع والحصون قائمة تشهد على عظمة تلك الأجيال. وتعد قلعة «الدوسرية» أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية في منطقة جازان، إذ تتميز بطابعها التراثي والتاريخي، بوصفها متحفاً سياحياً في أعلى قمة بمدينة جيزان يمكن زيارتها والتمتع بموقعها الإستراتيجي بالمنطقة.

وتقع القلعة في أعلى قمة جبل في وسط مدينة جيزان تطل على البحر الأحمر، بُنيت على شكل مربع ومساحتها الإجمالية تقدر بنحو 900 متر مربع، وتتكون القلعة من دورين وأربعة أبراج أسطوانية الشكل، وترتكز على قواعد زِيْدَ في ضخامتها حديثاً، ويتخلل الأبراج وجدرانها العديد من الفتحات المستخدمة للأغراض العسكرية، إلى جانب المتاريس الجنوبية والغربية التي أُضيفت لتكون خطوطا أولية دفاعية لبنائها المرتفع عن سطح البحر بنحو 250 متراً.


واستُخدمت القلعة كحصن عسكري في عدة حقب تاريخية، فيما جعل منها الشيخ عبد الله القرعاوي في مدة نشره للعلم في منطقة جازان مقرا للتعليم والدراسة ونشر العلم بين طلاب المنطقة.

وفي عام 1351 أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بإعادة ترميمها، لتكون مقرا للجيش السعودي، حيث انتهت عملية إعادة بناء القلعة في أوائل عام 1352، واستقرت في القلعة أول حامية عسكرية سعودية بها.

وعملت أمانة منطقة جازان خلال الفترة الماضية على تنفيذ مشروع تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة الدوسرية الذي يهدف إلى التطوير التكاملي مع مكانة القلعة التاريخية، إضافة إلى ربطها بالسوق الداخلي لمدينة جيزان بما يسهم في توفير منتجات سياحية على المسار السياحي لمدينة جيزان، وتوفير منطقة جذابة حول القلعة لسواح المنطقة والمهتمين بالتراث.