«لطالما صورت وسائل الإعلام الغربية النساء السعوديات على أنهن مثال للمرأة المسلمة والعربية، التي تظهر على أنها مخفية ومجهولة في الأشكال التقليدية للزي، إلا أن جريدة عكاظ قدمت صورا عديدة للهوية والحضور النسائي للسعوديات، بما يؤكد أن السياسات المؤثرة على حقوق المرأة في السعودية قد تقدمت في السنوات الأخيرة». هكذا علق المحررون والمحكمون للمجلة العلمية العريقة (خلاصة دراسات الشرق الأوسط) في منصة وايلي الشهيرة وذات التأثير والتي يتجاوز عمرها الـ200 عام، بقيادة البروفيسور طارق إلياس «أستاذ دكتور في اللغويات التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز، و تجاوز عدد أبحاثه المائة بحث وعدد الاستشهاد بها يتجاوز ٢٦٠٠ استشهاد».
ونشر فريق من الأكاديميين السعوديين، ( المحاضر عبدالرحمن الجابري «مختص باللغويات في الجامعة السعودية الإلكترونية»، و الدكتورة نسرين الحربي «دكتوراه في الأدب الإنجليزي الحديث ونظرية النوع الأدبي ودراسات الاستشراق الحديث والمعاصر، أستاذ مساعد في قسم اللغات الأوروبية وآدابها بجامعة الملك عبد العزيز»، و الدكتورة أريج الجهني، «أستاذ مساعد في دراسات المرأة والهوية في جامعة الملك سعود»)، ورقة بعنوان: «الألوان والاستشراق كمجموعات: استكشاف سيمائية إعادة العرض والتقديم للنساء السعوديات في الصحف البريطانية والسعودية».
وقد استخدمت الدراسة مقياس الصور الملونة (CIS) كأداة بحث، كما تم الحصول على بيانات هذه الدراسة من مجموعة معينة من الصحف البريطانية والسعودية.
وأسفرت هذه الدراسة عن عدد من النتائج، أهمها التناقض في تمثيل المرأة السعودية في الخطاب الصحفي الذي تم دراسته، إضافة إلى ذلك كانت الاختلافات في اختيار اللون والاستخدام بين الصحف واضحا.
وتعتبر هذه الدراسة فرصة مهمة لتعزيز الفهم لتمثيل المرأة السعودية في الصحف البريطانية مقابل السعودية. وتقدم أيضًا مساهمة كبيرة في البحث حول تحليل الخطاب النقدي من خلال إظهار كيفية تأثير القوة والاستشراق على تمثيل المرأة السعودية، كما يمكن لوسائل الإعلام وتمثيلات النساء السعوديات أن يلعبن دورا كبيرا في تشكيل الآراء والتأثير على استجابة الجماهير لمجتمعات معينة أو تمثيلية وعرقية حول العالم.
ولطالما كان البحث في التمثيل السيميائي في الخطاب اللغوي كأدوات للمعنى في الثقافة مجالًا مثمرًا للبحث على مدى العقود الماضية. وبناءً عليه، فإن وسائل الإعلام في الغرب لا زالت تميل إلى تجاهل التحسينات التي طرأت على الوضع الاجتماعي للمرأة السعودية على الرغم من حقيقة أن هذه التغييرات الاجتماعية التي تحققت أحدثت تغييرات ملحوظة في تمثيل المرأة المحلية في وسائل الإعلام السعودية.