دعا المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام، إلى استثمار وقتهم في أيام الحج المعدودة في الإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله جل جلاله الذي قال في كتابه الكريم (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) «الحج - 28»، وطالبهم باستحضار النية والإخلاص ومجاهدة النفس.
وحث المفتي في كلمة له، ضيوف الرحمن على استشعار عظمة العبادة، فالحج شعيرة من شعائر الإسلام العظمى، وأن يكون كل ما يقومون به من مناسك وأعمال في المشاعر المقدسة، ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى واتباعاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن هذه الأيام هي أيام غفران ورحمة، ويجب ألا تضيع سدى.
وحذر المفتي من الوقوع في ما يفسد الحج، من اللغو والرفث والمعاصي والمنكرات من الأقوال والأفعال، كما طالب كل الحجاج بضرورة الالتزام بالضوابط والإجراءات التي وضعتها سلطات الحج للتيسير على ضيوف الرحمن وتسهيل أداء المناسك في أمن وسلامة، وعلى رأسها الالتزام بالإجراءات الصحية وبالمواعيد المخصصة للتحركات والتفويج والوسائل المرتبطة بذلك تحقيقًا لمصالح الحجاج، مشدداً على أن طاعة ولي الأمر بالتقيد بعدم الحج إلا بتصريح رسمي هي طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أنه لا يجوز شرعاً لأي حاج أن يضر نفسه أو يسعى لإيصال الضرر إلى الآخرين، محذراً من استغلال المناسك في إحداث الفوضى أو إيذاء الحجاج أو تعمد التدافع، أو رفع الشعارات السياسية والحزبية والنعرات القومية والتعصبات المذهبية، مؤكداً أن كل هذه الأمور مخالفة لمقاصد شعيرة الحج وغايتها الأساسية، التي أمرنا الله فيها بالخضوع والتذلل له جل جلاله.
واختتم مفتي عام السعودية كلمته داعياً الله تعالى بأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين وأن يعينها على تيسير الحج لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، وأن يوفق الحجيج في أداء المناسك على أحسن وجه، وأن ييسر لهم تلبية الشعيرة، ويتقبل منهم السعي والطواف ويهديهم إلى طاعته (قل بفضل الله وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مما يَجْمَعُونَ) [يونس - 58].