أبدت القوى الكبرى والأمم المتحدة قلقاً شديداً من قيام روسيا أمس، بقصف البنى الأساسية لميناء أوديسا الأوكراني، المطل على البحر الأسود؛ بعد أقل من 24 ساعة من توقيع اتفاق إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا بشأن ضمان خروج شحنات القمح الأوكراني من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود؛ منها ميناء أوديسا، إثر وساطة قادتها تركيا، ورعتها الأمم المتحدة. وكانت دول العالم أبدت ارتياحاً كبيراً لاستجابة روسيا للمطالب الداعية إلى السماح بمغادرة السفن المحملة بالقمح الأوكراني، لأنها تمثل الحل الوحيد الذي يمكن أن يمنع توسع نطاق الأزمة الغذائية التي تجتاح أرجاء المعمورة. وقد أدت الأزمة إلى ارتفاع أسعار الغذاء، وارتفاع معدلات التضخم، وتزايد تكاليف المعيشة في كل مكان. والمأمول أن تضطلع روسيا بتعهداتها للمجتمع الدولي، بموجب اتفاق إسطنبول، لإنقاذ مئات الملايين ممن يهددهم أصلاً التغير المناخي، الذي تسبب في الجفاف، وفي الأمطار والفيضانات الموسمية التي أسفرت عن مئات القتلى، وتشريد مئات آلاف الأشخاص. وإذا كان اتفاق إسطنبول يمكن أن ينجح في الغرض الذي أبرم من أجله، فالمأمول أن تقوم وساطات مماثلة لتطويره إلى تفاهم يضع حداً للحرب في أوكرانيا، ويجعل العالم قادراً على استنشاق عبير الأمن والأمان مجدداً، ليكرس طاقاته لصد التغير المناخي، والأزمات الأخرى التي تهدد شعوب بلدانه.