السفير عصام الثقفي
السفير عصام الثقفي
-A +A
أمل السعيد (الرياض) amal222424@
أكد سفير السعودية في إندونيسيا عصام الثقفي لـ«عكاظ»، أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، اختير القائد العالمي الأكثر محبة لدى الشعب الإندونيسي، وذلك في استطلاع أجراه أحد مراكز الدراسات الإندونيسية. وأوضح السفير الثقفي، في حواره لـ«عكاظ»، أن الشعب الإندونيسي يتابع عن كثب التغيرات الكبيرة التي أحدثها ولي العهد على أرض الواقع، من خلال رؤيته الطموحة لتحقيق الرفاهية للشعب السعودي. وبين أن إندونيسيا تنظر بتقدير كبير لرؤية المملكة 2030 الطموحة، التي وضع لبناتها الأمير محمد بن سلمان، منوهاً بالعلاقات المميزة التي تجمع السعودية وإندونيسيا في العديد من المجالات، إذ إنهما من الدول ذات الثقل الاقتصادي في العالم، إضافة إلى ما يجمع بينهما من وحدة العقيدة الإسلامية. وتحدث الثقفي عن عدد من المحاور المتعلقة بعلاقات البلدين الشقيقين، وبعض الاهتمامات الأخرى. وإلى تفاصيل الحوار:

أبواب مفتوحة للتعاون


• كيف ترى التعاون المشترك بين المملكة وإندونيسيا في الوقت الراهن؟•• يعمل البلدان على إقامة وإيجاد المزيد من فرص التعاون والشراكة في شتى المجالات، فزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى إندونيسيا في العام ٢٠١٧، وكذلك زيارة الرئيس جوكو ويديدو إلى المملكة في العام ٢٠١٩، فتحت الأبواب بشكل كبير لتعزيز فرص التعاون، خصوصا في مجالي التجارة والاستثمار، كما وقع خلال الزيارتين العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية ومجالات أخرى، وهناك زيارات متبادلة بين البلدين على مستويات عليا يتم فيها التنسيق لعلاقات قوية قادمة، ونحتاج هنا إلى إرادة قوية بين الطرفين وهي موجودة ولله الحمد، فرؤية ٢٠٣٠ من ضمن أهدافها توسيع دائرة علاقات المملكة مع الدول الخارجية، خصوصا في الجوانب الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.

• ما أبرز مجالات التعاون القائمة بين البلدين؟•• هناك تنسيق قائم بين البلدين على مستوى القضايا السياسية وكذلك تنسيق المواقف في الهيئات الدولية والمنظمات، وكما هو معروف فإن إندونيسيا تترأس هذا العام ٢٠٢٢ قمة مجموعة العشرين، ومنذ بداية رئاستها في يناير والتنسيق والتعاون بين البلدين قائم في الكثير من القضايا المطروحة للبحث في كافة اجتماعات المجموعة، وكان آخرها اجتماع وزراء الخارجية، الذي عقد في (بالي) أخيراً.

• من الناحية الاقتصادية، ما دور إندونيسيا في رؤية السعودية 2030، وما أهم مجالات التعاون؟

•• تنظر إندونيسيا بتقدير كبير لرؤية المملكة 2030 الطموحة، التي وضع لبناتها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي اختير قبل فترة باعتباره القائد العالمي الأكثر محبة لدى الشعب الإندونيسي، في استطلاع أجراه أحد مراكز الدراسات الإندونيسية، وهذا دليل على أن الشعب الإندونيسي يتابع عن كثب التغيرات الكبيرة التي أوجدها ولي العهد على أرض الواقع من خلال رؤيته الطموحة لتحقيق الرفاهية للشعب السعودي.

تعاون لمواجهة الإرهاب

• ما مجالات التعاون بين السعودية وإندونيسيا لمواجهة الإرهاب؟•• هناك تعاون قائم بين الأجهزة المعنية بهذا الخصوص في البلدين، كما أن هناك اتفاقيات موقعة بهذا الشأن.

• هل يوجد تعاون وبرامج في مجال التعليم بين البلدين؟•• أولاً، هناك معهد العلوم الإسلامية والعربية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، الذي يمنح الشهادة الجامعية للدارسين الإندونيسيين في بلادهم، إلى جانب دورات اللغة العربية لمئات الطلبة الإندونيسيين على مدى أكثر من 40 عاماً، من خلال مقره الرئيسي في (جاكرتا) وفروعه في كلمن سورابايا، ميدان واتشيه، هذا إضافة إلى أكثر من 400 منحة دراسية تقدم للطلاب الإندونيسيين في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعتي الإمام والملك سعود في الرياض وفي مختلف التخصصات، هذا إلى جانب التعاون القائم بين عدد من الجامعات السعودية وقريناتها الإندونيسية من حيث تبادل الخبرات وإقامة المحاضرات، ولا أنسى هنا دورات اللغة العربية التي تقدمها جامعة أم القرى للطلبة الإندونيسيين، والتي استمرت عن بعد خلال جائحة كورونا وبكفاءة عالية.

إعجاب بما تشهده السعودية

• كيف يرى الإندونيسيون التغيرات الثقافية التي حدثت في السعودية؟•• الشعب الإندونيسي يتابع بإعجاب كافة التغيرات التي تجري على أرض المملكة، وخصوصا الثقافية منها، وقد منحت السفارة بالتعاون مع وزارة الإعلام في المملكة فرصة الزيارة لعدد من الإعلاميين الإندونيسيين إلى المملكة للاطلاع عن قرب على تلك التغيرات خلال موسم الرياض الماضي، واستضافة المملكة للفورمولا 1 في جدة، وقد التقوا بالعديد من المسؤولين عن تنفيذ الرؤية.

• هل يوجد تعاون وبرامج في المجال الطبي بين البلدين؟•• خلال جائحة كورونا كان هناك تعاون بين وزارتي الصحة في البلدين، وهناك أعداد كبيرة من الممارسين الصحيين الذين يعملون في مستشفيات المملكة، كما كان هناك تعاون بين وزارتي الصحة لتفعيل تطبيق «توكلنا» والتطبيق الإندونيسي (بادولي ليندونقي) بالنسبة للمسافرين بين البلدين زمن الجائحة.

• حدثنا عن العلاقات بين السعودية وإندونيسيا في المجال الرياضي؟•• تشهد الساحة الرياضية الإندونيسية حالياً وجود المنتخب السعودي لكرة السلة الذي أجرى عدة مباريات مع نظيره الإندونيسي، وهناك تعاون جزئي بين وزارتي الرياضة في البلدين نطمح إلى أن يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة في مجالات عدة.

نجاح باهر لموسم الحج

• ماذا عن مبادرة طريق مكة، وكيف كان أثرها على الشعب الإندونيسي؟•• هذه المبادرة تحقق وللموسم الثالث نجاحاً باهراً على مستوى الحج الإندونيسي، وتجد قبولاً منقطع النظير لدى المسؤولين الإندونيسيين، وخصوصاً المسؤولين عن شؤون الحج، وذلك لمدى الدقة والانتظام للفريق المكلف، حيث لم يتجاوز الانتهاء من رحلة ركابها يفوقون 400 حاج أكثر من 45 دقيقة، وهذا إنجاز يحسب لهم، كما أن الفريق كان حاضراً في مطار «سوكارنوحتا» إلى آخر حاج إندونيسي وبنفس الهمة والنشاط التي بدأوا بها، وتطالب السلطات الإندونيسية بتطبيق المبادرة في أكثر من مطار إندونيسي حتى تعم الفائدة أكبر عدد من الحجاج الإندونيسيين.

• حدثنا عن زيارة وزير الخارجية لإندونيسيا ومشاركة السعودية في قمة العشرين؟•• جاءت مشاركة وزير الخارجية في مؤتمر وزراء خارجية مجموعة العشرين ضمن الجدول المعد لعدد من الوزراء والخبراء على مستوى عام الاستضافة، ويعتبر مؤتمر وزراء الخارجية تمهيدياً لمؤتمر القمة الذي سيعقد في جزيرة بالي خلال شهر نوفمبر القادم.

• تبهر السعودية العالم في كل عام بما تقدمه من خدمات خلال موسم الحج، كيف تصف ذلك؟ •• من نعم الله سبحانه وتعالى أن سخر ملوك المملكة وحكوماتها المتتالية لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج البيت الحرام ومعتمريه، وهذا شرف عظيم منحنا إياه المولى سبحانه وتعالى، ولا شك أن تلك الخدمات وخصوصاً في السنوات الأخيرة أصبحت مثار إعجاب كل من يسر له الحج أو تابعه من خلال وسائل الإعلام العالمية.

وتصلني شهادات تقدير وعرفان من كل مسؤول إندونيسي بدءاً مما تقدمه سفارة المملكة في جاكرتا مع بدايات كل مرسم حج حتى عودة آخر حاج إلى أهله ودياره سالماً غانماً.

رسائل رياضية للمنتخب

• ما رسالتك للمنتخب السعودي الأولمبي بعد تحقيقه كأس آسيا؟•• منتخبنا السعودي يشرفنا دائماً بمشاركاته، وخصوصاً على مستوى الكرة الآسيوية، ورسالتي له أن جمهورك السعودي على كافة مستوياته وانتماءاته الكروية ينتظر منك المزيد، فأنت رمز الكرة السعودية ونجاحاتك تحسب لنا جميعاً.

• ما رسالتك لمنتخبنا السعودي وبلادنا تشارك للمرة السادسة في كأس العالم المقام هذه المرة بقطر؟•• أمنياتي بكل التوفيق، فالفوز وتحقيق البطولات هو ديدنكم وهو أيضاً ما نستحقه منكم.

• تميزت المملكة بالاستضافات العالمية في جميع الألعاب الرياضية، ما تعليقكم على هذا التطور والنجاح الذي تشهده الرياضة السعودية والاهتمام الكبير الذي تجده من القيادة؟•• جاءت رؤية 2030 لكي لا تستثني أي قطاع في الدولة من العمل على تطويره وتنميته، وليس مستغرباً أن يحظى القطاع الرياضي بكل هذا الاهتمام من الدولة فباتت منشآتنا الرياضية قادرة على استقطاب أي مناسبة رياضية مهما كانت، وباتت المملكة مطمح كل الأندية والمناسبات الرياضية بأن تقام فعالياتها على أرضها، وهذا مشهد آخر من انفتاح بلادنا على كل العالم لتكون محط أنظاره.

• هل لكم كلمة أخيرة؟•• أشكر صحيفة «عكاظ» التي تقف دائماً إلى جانب أنشطة وفعاليات سفارات المملكة في الخارج، وأخص بالذكر في جنوب شرق آسيا وخصوصاً إندونيسيا، راجياً أن أكون قد وفقت في إجاباتي، فالحديث عن بلادنا الغالية وما حققته من إنجازات في ظل حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لا تكفيه اللقاءات، أسأل المولى عز وجل أن يديم علينا هذا الفضل، ويوفق قيادتنا لمزيد من تحقيق المعجزات.