زار ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أمس (الثلاثاء)، منطقة الأكروبوليس الأثرية في العاصمة اليونانية أثينا، واطلع خلال الزيارة على ما تحتويه منطقة الأكروبوليس الأثرية من مبانٍ ومناطق ومسارح أثرية شملت مبنى أريثيون، ومنطقة بيلفادير، ومنطقة بارثينيون، ومسرح ديونيسوس، ومسرح اديون هيروديس.
ماهو «أكروبوليس أثينا»؟
«أكروبوليس» أو «أكروبول»، هضبة صخرية عالية وسط أثينا، يأتي مصطلح «أكرو» من صفة (العلو والارتفاع) واسم «بوليس» من (مدينة أو بلدة)، وهذا يعني أن «أكروبوليس» معناها «المدينة المرتفعة». وهو معبد يوناني قديم يقع في العاصمة اليونانية أثينا على قمة تل، يعد من أشهر المعابد اليونانية القديمة.
تتألف هذه الهضبة من أربعة تلال هي: تل ليكافيتوس، تل الحوريات، تل بينكس، تل فيلوبابوس، وتشكلت قمة الأكروبوليس المسطحة نتيجة آلاف السنين من الإنشاء بدءاً من العصر البرونزي، فيما لا يوجد أي تأريخ لما حصل على الأكروبوليس قبل أن تُزرع من قبل الميسينيين في نهاية العصر البرونزي، إذ يظن المؤرخون أن اليونانيين الميسينيين بنوا مجمعاً هائلاً محاطاً بجدار عظيم تبلغ سماكته 15 قدماً وارتفاعه 20 قدماً من أجل منزل الحاكم المحلي وعائلته في أعلى الأكروبوليس.
وقد اعتاد اليونانيون القدماء بناء أكروبوليس لكل مدينة ذات أهمية، وكان الأكروبوليس في أثينا له الشأن الأعظم من بين جميع المعابد في المدن اليونانية القديمة، وفي حالة الغزو الخارجي كان اليونانيون يتخذون الأكروبوليس قاعدة حصينة يقاومون القوات الغازية حتى النهاية.
يعتبر أكروبوليس أثينا من أهم وأشهر أكروبوليس أنشأه اليونانيون من بين جميع المدن اليونانية القديمة، الواقع في إقليم أتيكا، يرتفع بـ152 مترا عن سطح البحر، وهو جبل صخري ذو أبعاد تقدر بـ270×150 مترا، وقد سكنها البشر منذ القدم والتي اكتشفت آثارهم التي تعود إلى عام 3000 قبل الميلاد، وهي عبارة عن منازل وقصر للحاكم آنذاك.
أنشأ الأكروبوليس في أثينا أحد رجال الدولة اليونانية، وهو بريكليس Pericles، ومن الأعمال المهمة التي قام بها: بناء أربعة مبان رئيسية، وهي: معبد البارثنون (وهوأكبر معبد أنشأه اليونانيون من بين جميع المعابد في الأكروبوليس، وكلمة بارثنون باليونانية القديمة تعني أثينا الفتاة المحاربة)، بوابة بروبيليون (وهي المدخل الرئيسي للأكروبوليس الواقع في غرب التلة)، ومعبد أثينا (وهو المعبد الأصغر في الأكروبوليس)، ومعبد أريخثيون (وهو اخر معبد بني في الأكروبوليس ويعد من أكثر المعابد فنا وزينة ولقي اهتماما عظيما في العهد اليوناني القديم).
بقي الأكروبوليس سليماً في العصور اليونانية المظلمة من 800 قبل الميلاد إلى 480 قبل الميلاد، وأُقيمت العديد من الاحتفالات الدينية هناك، وعكست القطع الأثرية العائدة إلى ذلك الزمن فخامة أثينا اليونانية، وإذا بدت الأكروبوليس مذهلة في حضارة الميسينيين، فهي لم تكن أقل إثارةً خلال العصر الذهبي لأثينا تحت حكم بريكليس، حين وصلت أثينا إلى قمتها الثقافية، وعقد العزم على إيصال الأكروبوليس إلى مستوى لا سابق له من الروعة وبدأ بمشروع بناء ضخم استمر 50 عاماً، وساعد كل من المعماريين المعروفين كاليكريتس وإيكتينوس والنحات المشهور فيدياس بالتخطيط وتنفيذ خطة بيركلس تحت إشرافه المباشر، ولم يعش بريكليس طويلاً ليشهد رؤيته للأكروبوليس تصبح حقيقة بالكامل، لكن بنائي المعبد تابعوا العمل حتى أكملوا المشروع.
بعد حرب الاستقلال اليونانية عام 1822، عادت الأكروبوليس إلى اليونانيين في حالة سيئة للغاية، وبدأ الحفر في كامل الموقع في نهاية القرن التاسع عشر وبدأت الإصلاحات في بداية القرن العشرين، وعام 1975 أُسست لجنة الحفاظ على المعالم الأثرية في الأكروبوليس وتشمل مهندسي عمارة وعلماء آثار ومهندسي كيمياء ومهندسين مدنيين، وتعمل اللجنة بجانب خدمة ترميم الأكروبوليس، على أرشفة وحفظ تاريخ الأكروبوليس وترميم مبانيها لتبدو كشكلها الأصلي قدر الإمكان، كما تعمل اللجنة على تخفيض الأذى البيئي الحاصل بسبب التلوث والعوامل الجوية، وإيجاد طرق للحد من الأذى في المستقبل، وتفتح أكروبوليس أبوابها على مدار السنة وتقع في منطقة مزدحمة من مدينة أثينا، وأضيف الموقع عام 1987 إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي.