أكد القنصل العام الإندونيسي إيكو هارتونو عمق علاقة بلاده بالمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن للسعودية الفضل في الاعتراف باستقلال إندونيسيا قبل 77 عاما.
وثمن الخدمات المتميزة التي قدمت للحجاج والمعتمرين الإندونيسيين، مشيرا إلى أن مبادرة طريق مكة كان لها الأثر البالغ في تسهيل قدوم ومغادرة الحجاج الإندونيسيين مؤملا أن تشمل أكبر قدر ممكن من المناطق الإندونيسية.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وإندونيسيا لم يتأثر بسبب جائحة كورونا بل زاد ليبلغ 5.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن الزيادة بلغت خلال النصف الأول من العام الجاري 44%. فإلى التفاصيل:
• كيف رأيت الخدمات التي قدمت للحجاج والمعتمرين الإندونيسيين؟
•• موسم حج هذا العام كان ناجحا بشكل استثنائي وجميع الحجاج أدوا حجهم بكل يسر وسهولة، وكان الحجاج الإندونيسيون من أكثر حجاج هذا العام بنحو 100 ألف حاج، وبموجب المناقشات والأطروحات التي تمت مع الحجاج أكدوا يسر الفريضة بالنسبة لهم، وكانت الخدمات متقدمة ومتطورة بشكل أفضل من السنوات الماضية بما في ذلك مساحات المخيمات، إذ تمت توسعتها بشكل يفوق الأعوام الماضية، إضافة إلى خدمات متقدمة في الإعاشة والتموين.
مبادرة طريق مكة
• ماذا عن مبادرة طريق مكة، كيف كانت تجربتها وأثرها؟
•• كانت هذه المبادرة نقلة نوعية وتميزا في الإجراءات، وهدف ذلك التسهيل على الحجاج بحيث يتم إنهاء إجراءاتهم قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة، وبموجب هذه المبادرة يتم إيصالهم إلى مساكنهم بشكل مباشر. وقد تم تطبيق هذه المبادرة منذ 2018م وكان الحجاج الإندونيسيون من أوائل المستفيدين من هذه المبادرة، وهذا من الإجراءات المتميزة لتسهيل عملية دخول الحجاج بشكل سريع وسلس، وقد استفاد 70 ألف حاج قدموا عبر العاصمة جاكرتا. حتى أن الرئيس الإندونيسي يرغب في شمول تطبيق هذه المبادرة للحجاج القادمين من بقية المناطق الإندونيسية ليستفيد أكبر قدر من الحجاج من هذه التسهيلات المقدمة للحجاج الإندونيسيين. ربما هناك تحديات تواجهنا مثل إضافة بعض موظفي الجوازات والأجهزة، وسيكون هذا الأمر مكلفا لتقديم هذه الخدمة لما يقدر بـ50 ألف حاج من المناطق المختلفة، وأنا أؤيد وأدعم هذه المبادرة وأثني جدا على هذه الفكرة التي ساهمت في تسهيل كثير من الإجراءات وتذليل العديد من العقبات والصعوبات. بالأمس ودعنا آخر دفعة من الحجاج الإندونيسيين العائدين إلى بلادهم وكانت نتيجة الاستفتاء عن نوعية الخدمات المقدمة لهم على درجة عالية جدا، وكان الجميع يثني عليها، بقيت بعض التفاصيل الصغيرة مثل زيادة بعض التكاليف وبعد مواقع الحجاج عن الجمرات وزيادة دورات المياه لاستيعاب أكبر قدر من الحجاج الراغبين في الاستفادة منها، ونأمل أن تتحقق في الأعوام القادمة وليس لدينا شك في ذلك.
موسم العمرة
• وماذا عن موسم العمرة؟
•• بالنسبة للعمرة، فقد بدأ المعتمرون الإندونيسيون التوافد إلى الأراضي المقدسة بكل يسر وسهولة، ونتمنى أن تشملنا خدمة التسجيل عبر البوابة الإلكترونية المخصصة من قبل وزارة الحج والعمرة، كما نأمل أن تكون الاستفادة مخصصة للشركات المعتمدة تلافيا لأي عملية احتيال من الشركات الوهمية أو التخلف عن العودة إلى البلاد مرة أخرى، ومن ناحيتنا فإننا حريصون على ذلك، كما نشيد بالسماح للمعتمرين بالتجول للسياحة في كافة مناطق المملكة للتعرف والاطلاع على معالم السعودية المختلفة.
يوم الاستقلال
• بمناسبة يوم الاستقلال الإندونيسي، ماذا عن العلاقات السعودية الإندونيسية؟
•• يوم الاستقلال يوافق اليوم الأربعاء 17 أغسطس، وسنتحفل بمناسبة مرور 77 عاما على استقلال إندونيسيا، والمملكة العربية السعودية هي أول دولة اعترفت بهذا الاستقلال ونحن ندين بالفضل لها، ولن ننسى ذلك حكومة وشعبا، وسنقيم مناسبة احتفالية نجمع فيها عددا كبيرا من الضيوف قبيل اليوم الوطني السعودي للاستفادة من عدد كبير من الحاضرين.
حجم التبادل التجاري
• ماذا عن العلاقات الاقتصادية التجارية بين البلدين، كيف تقرأها؟
•• العلاقات مستمرة وفعالة وفي ازدهار وتقدم دائم، ونتطلع للمزيد من التعاون في الأعوام القادمة. لك أن تتخيل أن حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإندونيسية لم يتأثر بسبب جائحة كورونا، ففي عام 2021 قدر التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين بنحو 5.5 مليار دولار، في حين كان قبلها بعامين نحو 5 مليارات دولار، ما يعني ليس عدم تأثرها بل زيادتها أيضا. نحن نصدر إلى المملكة بشكل عام السيارات وقطع غيارها والمواد الخشبية والصناعات الورقية والأسماك، ونستورد منها المنتجات البترولية والمواد البيتروكيميائية والصناعات الحديدية والمعادن، كما زاد حجم التبادل التجاري خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 44%، ونطمح للمزيد من الاستيراد والتصدير بين البلدين. نحن ننظم معرض التجارة الدولي في جاكرتا كل عام لزيادة جذب المستثمرين، وسيكون المعرض متاحا حضوريا من 19 إلى 23 أكتوبر، ثم افتراضيا من 19 أكتوبر حتى 19 ديسمبر، أي لمدة 3 أشهر، ونسعد بحضور المستثمرين السعوديين إلى هذه المناسبات، إذ يقدر عدد الحاضرين نحو 120 مستثمرا، والسعودية من أكثر 5 دول استثمارا في إندونيسيا، كما نسعد بوجود السعوديين بيننا سواء كانوا سياحا أو مقيمين، ونعتبر هذا من الأمور الإيجابية ويعد دعما كبيرا للسياحة الوطنية لدينا، ويقدر إجمالي السياح السعوديين 130 ألف سنويا، وقد تأثر هذا العدد بسبب جائحة كورونا إلى 21 ألف سائح، ونطمح لارتفاع هذا العدد في الوقت القريب العاجل وعودته إلى ما كان عليه، خصوصا أنه تم السماح أخيرا بسفر السعوديين إلى إندونيسيا وهذا الأمر يبشرنا بالخير.