عبدالعزيز باصقر
عبدالعزيز باصقر




مهند الديبو
مهند الديبو
49c48e81-5778-4537-b6b4-7fd2daf2e8c5
49c48e81-5778-4537-b6b4-7fd2daf2e8c5
-A +A
محمد الهتار (جدة) alhattar@
استيقظ من نومه ووجد أحد أصابعه في وضع الثني، فلم يلق بالاً لما يعانيه فأعاده إلى وضعه ومارس حياته طبيعياً، ومع الأيام بدأ يشعر أن سبابة يده اليمنى ليست على وضعها الطبيعي فمع أي حركة تنثني ولا تعود إلى وضعها الطبيعي إلا بدفع الأصبع بالقوة أو إعادته باليد الأخرى.

ظن في بادئ الأمر، أن ما يحدث أمر طارئ وتعود الحالة إلى ما كانت عليه، لكن ما استوقفه أن أصبعه الوسطى لحق بالسبابة ولازمها في الثني وعدم القدرة، وفشل المريض في استخدام أصبعيه، ما اضطره إلى مراجعة الطبيب الذي فاجأه بإصابته بمرض يطلق عليه أصبع الزناد! «Trigger Finger»، الذي يصنف بأنه من الأمراض التي يصاب بها المصابون بداء السكري، وخضع للعلاج وصولاً إلى التدخل الجراحي.


طقة وألم وتيبس!

«عكاظ» سبرت أغوار المرض وطرقت أبواب الأطباء المختصين لتسليط الضوء على طرائق علاجه والوقاية منه، ويرى استشاري جراحة العظام الدكتور عبدالعزيز باصقر، أن مرض أصبع الزناد يطلق عليه بالإنجليزية ( Trigger Finger) والمصطلح الطبي له Stenosing Tenosynovitis والترجمة الحرفية التهاب غمد الوتر المتضيق، وتمت تسميته بأصبع الزناد لأن الغمد الذي يمر فيه الوتر القابض للأصبع يصبح ضيقاً، وبالتالي تصعب حركة الوتر القابض وتصعب استقامة الأصبع عند ثنيه ويصدر صوت طقة عند استقامة الأصبع تشابه صوت الضغط على الزناد.

وتتراوح شدة علامات وأعراض أصبع الزناد بين الخفة والحدة تبدأ بالتدرج، تيبس الأصبع خصوصاً في الصباح، الشعور بطقة عند تحريك الأصبع، الشعور بألم أو عقدة في راحة اليد عند قاعدة الأصبع المصاب، تعليق الأصبع في وضع الانحناء مع الطقة عند الارتداد فجأة إلى الوضع المستقيم وثبات الأصبع في وضع الانحناء مع عدم القدرة على عودة الأصبع إلى الوضع الطبيعي.

النساء الخمسينيات أكثر إصابة

التخلص من المرض يبدأ باستعراض التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي من خلال اختيار خطة العلاج بعناية، وتتدرج الخطة العلاجية بين العلاج التحفظي عن طريق المسكنات والجبائر أو إبر الكورتيزون وتحرير غمد الوتر المتضيق بدون شق جراحي في العيادة ثم تحرير غمد الوتر المتضيق جراحياً.

ولاختيار العلاج الأنسب طبقاً لاستشاري جراحة العظام الدكتور باصقر، يجب تحديد درجة حدة المرض ومدة شكوى المريض بواسطة طبيب جراحة العظام المختص، وتتراوح نسبة الإصابة بأصبع الزناد في المجتمع بين 2-3%، وتزيد النسبة في مرضى السكري إلى 10%، ويصيب المرض الرجال والنساء في الفئة العمرية الأقل من ٥٠ سنة على حد سواء، أما الفئة العمرية الأكثر من ٥٠ سنة فتكون نسبة الإصابة بأصبع الزناد في النساء أعلى من الرجال.

جراحة اليوم الواحد تنهي الآلام

عن أسباب عدم استفادة المريض للعلاج بعد استخدامه للإبر، أوضح استشاري جراحة العظام باصقر، أن إبر الكورتيزون إحدى طرق العلاج بنسبة تتراوح من 60-90% وتختلف الفعالية بعدة عوامل تؤثر سلباً على فعاليتها كحدة المرض ومدة الإصابة

بمرض السكري.

وعن أسباب معاناة بعض المرضى من آلام في أناملهم، يبين استشاري جراحة العظام: كلما زادت حدة ومدة الإصابة بأصبع الزناد زادت الأعراض وبالتالي زادت الآلام وزادت الحاجة للتدخل الجراحي التي تعتبر من الجراحات الآمنة لليوم الواحد وتجرى تحت التخدير الموضعي، ويستطيع المريض ممارسة حياته من اليوم التالي للعملية.

الوتر السلس والنقرس الكاذب

الدكتور مهند الديبو، أخصائي جراحة العظام والمفاصل، عرّف أصبع الزناد بأنه تعثر انزلاق الوتر السلس، ويسبب ألماَ تدريجياَ ونقراَ وقفلاَ للأصبع، ويتم تشخيصه عن طريق الفحص الطبي، ويتم علاجه من خلال التجبير والأدوية المضادة للالتهابات وحقن الستيرويد والتدخل الجراحي لتسليك الوتر. مبيناً أن مرضى السكري يزداد لديهم هذا المرض، فيما تعتبر الأصابع الطويلة والبنصر أكثر شيوعاَ عند البالغين. وعن العوامل التي تتسبب في ظهور هذا المرض يشير أخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور مهند، إلى أن مرض السكري أهم الأسباب، ويأتي بعده التهاب المفصل الروماتويدي والتهاب الأوتار الكلسي والتهاب غمد الوتر الإنتاني. مضيفا أن أكثر من 60٪ من المرضى المصابين بأصابع الزناد لديهم دليل سريري أو تشخيص كهربائي على متلازمة النفق الرسغي، الإبهام الزناد الخلقي، قصور الغدة الدرقية، الساركويد والنقرس الكاذب.

ومن أعراضه -كما يقول أخصائي جراحة العظام والمفاصل الدكتور مهند- الإحساس بألم والنقر ويصبح الأصبع «مغلقاَ» في وضع مرن، موضحاً أن تشخيص المرض يتم من خلال تاريخه، وتبدأ بعد ذلك مرحلة العلاج غير الجراحي من خلال التجبير وتعديل النشاط، وتناول مضادات للالتهاب، والمرحلة الثانية من خلال حقن الكورتيزون وبعدها يأتي التدخل الجراحى لتسليك الوتر.