بالإعلان رسمياً أمس تولي الملك تشارلز الثالث عرش المملكة المتحدة، وما يرافق ذلك من مسؤوليات قيادية تشمل التحالفات التي أرستها والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية في الممتلكات السابقة للإمبراطورية البريطانية فيما وراء البحار، تشهد بريطانيا فتح صفحة جديدة في تاريخها الحديث، الذي هيمنت عليه زعامة الملكة الراحلة، وحسن تدبيرها لأمور بلادها على مدى سبعة عقود. وفيما يعني اعتلاء تشارلز الثالث العرش نهاية الحقبة إليزابيثية الثانية في بريطانيا؛ فإن ثمة توقعات كبيرة بأن يفتح عهد الملك تشارلز، وولي عهده أمير ويلز الأمير وليام نافذة جديدة لتعاون أوثق بين دول العالم في شأن ملفات التغير المناخي، والعناية ببيئة الكوكب الأرضي، وجهود مكافحة الفقر التي عرف عن الملك تشارلز الثالث حماسته لها. ولا شك في أن بقاء الملك تشارلز الثالث بانتظار لحظة اعتلائه العرش طوال العقود الماضية أتاح به فرصة ثمينة للتدرب على مهمات من يجسد سيادة بريطانيا، ودورها التاريخي في كل مكان من بقاع العالم. ومما يُحمد للملك تشارلز الثالث أنه اقتدى بوالدته الراحلة في محاولة إقامة علاقات مرنة ودائمة مع كل الأطراف، من دون تأثر وانفعال بمجريات السياسة الدولية. ولذلك ترى غالبية المحللين والمراقبين للشأن العالمي أن تولي تشارلز عرش بريطانيا تطور إيجابي محمّل بوعود كثيرة، من تقارب بين الشعوب، وتعاون بين الأمم، وتكاتف من أجل بيئة خالية من التلوث. وهي قضايا كرّس لها العاهل البريطاني الجديد جلّ اهتماماته خلال العقود الماضية.