جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس للمملكة أمس، بعد يوم من إعلان نجاح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في التوسط لإطلاق مقاتلين غربيين احتجزتهم روسيا في أوكرانيا. وهي وساطة اعتبرها المراقبون تأكيداً لدور إقليمي وعالمي مهم يقوم به الأمير محمد بن سلمان لمصلحة أطراف عدة تربطها علاقات وثيقة بالسعودية، خصوصاً روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. وجاءت زيارة شولتس للمملكة تأكيداً للدور الحاسم الذي يمكن أن تقوم به السعودية، باعتبارها أكبر مُصدِّر للنفط في العالم، لتحقيق أمن الطاقة الذي يثير قلق جميع دول العالم، خصوصاً من جراء النزاع الروسي الأوكراني. وكلها أدوار تقوم بها القيادة السعودية بكفاءة واقتدار، من أجل مصلحة المجتمع الدولي الذي يسعى إلى بناء عالم يسوده السلم، والأمان، والاكتفاء من مصادر الطاقة والغذاء. وهي أدوار تضطلع بها المملكة دون أن تريد جزاءً ولا شكوراً؛ بل تعتقد مخلصة أن بها تتحقق أهداف الاستقرار، وتبادل المنافع، وتأمين حاجات الشعوب إلى السلام، والاطمئنان، والحياة الآمنة. وما كان ذلك الإنجاز ليتأتى للسعودية لولا التزامها بدبلوماسيتها الهادئة التي تراعي مصالح الكبار والصغار، وتحترم جميع أطراف المجتمع الدولي. وهي دبلوماسية استقرت في العُرف السياسي السعودي منذ تأسيس المملكة على يد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي تصادف هذه الأيام المباركة الذكرى الـ92 لإعلانه قيام المملكة العربية السعودية.