يرى الأستاذ المشارك في علم النفس الإكلينيكي الدكتور أحمد عمرو عبد الله، أن ما ظهر أخيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي من تصوير أشخاص يظهر لديهم ترديد آخر كلمة من الكلام يُطلق على الحالة «المصاداة»، وهي تكرار العبارات والكلمات المسموعة؛ سواء كانت هذه الكلمات المنطوقة لأشخاص من حولهم أو الأصوات المسموعة من التلفزيون أو الأجهزة الإلكترونية، وقد يكون التكرار لكلمة واحدة أو جملة كبيرة أو قد يكون التكرار لنغمة أو نبرة صوت.
وأضاف، أن هؤلاء يبذلون جهدًا كبيرًا للتعبير عن أفكارهم الذاتية لكنهم لا يتمكنون من التواصل بشكل فعال، فتجدهم يكررون سؤالًا طرح عليهم بدلاً من الإجابة عليه، ويمكن أن يحدث ذلك لبعض الأفراد عندما يكونون تحت قلق وكرب نفسي شديد، وتحدث الحالة بشكل مؤقت والبعض الآخر يظهر عليهم طوال الوقت، وقد يندهش المرء من أن أسلوب بعض الآباء الذين يجبرون الطفل على تكرار الكلام ما يصبح معززًا لهذه المشكلة والحالة، فعلى الرغم من أن الأطفال يتعلمون التحدث من خلال التقليد بتكرار ما يسمعونه في المنزل أو خارجه، إلا أنهم إذا استمروا في القيام بذلك بعد عمر 3 سنوات، من الضروري استشارة إخصائي تخاطب لأنه من المحتمل أن يعاني من المصاداة أو «الإيكولاليا».
البالغون أيضًا يصابون بالمصاداة !
من الشائع ظهور المصاداة أو تكرار الكلام التلقائي عند الأطفال، خصوصًا صغار طيف التوحد الذي يعاني ٧٥% منهم من المصاداة، وفي الوقت نفسه نجد الحالة عند البالغين، كما يقول الدكتور عمرو، وتسمى الحالة عند هذه الفئة ترديد الكلام التلقائي؛ أي التكرار اللا إرادي للكلمات الصادرة من الآخرين، فالمصاداة لدى البالغين قد تحدث عند الذين تعرضوا لإصابات الدماغ الصدمية الناتجة عن صدمات الرأس أو الذين يعانون من فقدان الذاكرة والخرف إلى جانب بعض حالات الفصام والصرع أو من لديهم تلف بالفص الجبهي الأيسر؛ سواء بسبب عوامل وراثية أو صدمات أو سكتات دماغية أو أسباب أخرى.
وبين عمرو، بأن أبرز أعراض الحالة تكرار العبارات والأصوات التي تم سماعها؛ سواء كان فوريًا مثل تكرار شيء على الفور بعد سماعه أو تكرار شيء بعد سماعه بساعات أو أيام، وهذه تعد أحد أنواع المصاداة. ويبدو على الفرد المصاب بترديد الكلام سرعة الانفعال بشكل كبير خصوصا عندما يتم طرح أسئلة عليه. ومن الأنواع الأخرى للمصاداة بخلاف ما تم ذكره هناك نوعان؛ الأول تفاعلي أو وظيفي والنوع الآخر غير تفاعلي، وتحدث المصاداة التفاعلية أثناء تواصل الفرد مع غيره. بينما تعد المصاداة غير التفاعلية أشبه بتكرار الحديث الذاتي لكن بصوت مسموع أي تكرار ما قاله الفرد نفسه دون تقليد عبارات الغير.
تمهلوا يا ساخرون
الدكتور عمرو يضيف بالقول: إنه قد تبدو الحالة مقبولة اجتماعيًا إلى حد ما لدى الأطفال كصورة من مشاكل النمو اللغوي حتى إن تسبب في ضعف التواصل وسوء التوافق النفسي لديهم، إلا أن ظهورها بين البالغين يبدو غريبًا لدى البعض ومدعاة للسخرية، وهي الحالات التي ظهرت أخيرًا على منصات التواصل الاجتماعي؛ سواء كان ذلك حقيقة أو افتعالًا أو تمارضًا، وكان من الضروري تثقيف المجتمع بطبيعة السلوك نحو مزيد من التوعية النفسية وخفض وصمة المرض النفسي. «من المهم أن تضع في اعتبارك أن الطفل أو البالغ المصاب بترديد الكلام التلقائي لا يفهم حقًا أي شيء يكرره ولا يدرك أنه يقوم بذلك، لذلك لا ينبغي أن نوبخهم على سلوكهم. هذه التكرارات ليست مقصودة وليس الغرض منها إزعاج أو مقاطعة، ولكنها تحدث تلقائيًا، حتى لو كانت خارج السياق الاجتماعي».
هنا يستوجب القلق
المختصة في النطق والتخاطب نورة السيف توضح، أن عملية إعادة الكلمات والأصوات المسموعة تُعد طبيعياً في مرحلة عمرية معينة في الأطفال، فالتقليد في هذه المرحلة يُعتبر وسيلة فعالة لتجربة الأصوات وممارسة اللغة الاجتماعية الناشئة، وقد تبدأ الظاهرة بشكل طبيعي عند الأطفال في عمر 18 شهرًا كجزء من عملية التطور اللغوي الطبيعي التي تصل إلى ذروتها في عمر 30 شهراً، ثم تبدأ تدريجياً بالاختفاء عندما يبلغ الطفل عمر 3 سنوات، ويعتبر عدم اختفاء هذه الظاهرة أمراً مقلقاً يستحق الاهتمام، حيث إن 85% من الأطفال المصابين بمرض التوحد تستمر لديهم ظاهرة ترديد الكلام التلقائي بعد هذا العمر. وأضافت السيف، أن هناك العديد من الأسباب التي تساعد على ظهور هذه المشكلة ومنها وجود مرض نفسي أو عصبي أو إعاقة ذهنية وكذلك كثرة إلحاح الأهل على تكرار الكلام من قبل طفلهم يساعد على تفاقم المشكلة في الكثير من الأوقات أو ظهورها، إضافة إلى التشتت والحركة الزائدة تضعف القدرة على الاستماع والمعالجة اللغوية، ويلجأ الطفل للتكرار وليس للتعبير، والتأخر اللغوي لدى الأطفال يُصحب عادة والتدريب الخاطئ على مهارات التخاطب واعتماد أسلوب التلقين والتكرار غير الممنهج، وتعزيز استجابات الإيكولاليا المبكرة لدى الطفل.
وأضاف، أن هؤلاء يبذلون جهدًا كبيرًا للتعبير عن أفكارهم الذاتية لكنهم لا يتمكنون من التواصل بشكل فعال، فتجدهم يكررون سؤالًا طرح عليهم بدلاً من الإجابة عليه، ويمكن أن يحدث ذلك لبعض الأفراد عندما يكونون تحت قلق وكرب نفسي شديد، وتحدث الحالة بشكل مؤقت والبعض الآخر يظهر عليهم طوال الوقت، وقد يندهش المرء من أن أسلوب بعض الآباء الذين يجبرون الطفل على تكرار الكلام ما يصبح معززًا لهذه المشكلة والحالة، فعلى الرغم من أن الأطفال يتعلمون التحدث من خلال التقليد بتكرار ما يسمعونه في المنزل أو خارجه، إلا أنهم إذا استمروا في القيام بذلك بعد عمر 3 سنوات، من الضروري استشارة إخصائي تخاطب لأنه من المحتمل أن يعاني من المصاداة أو «الإيكولاليا».
البالغون أيضًا يصابون بالمصاداة !
من الشائع ظهور المصاداة أو تكرار الكلام التلقائي عند الأطفال، خصوصًا صغار طيف التوحد الذي يعاني ٧٥% منهم من المصاداة، وفي الوقت نفسه نجد الحالة عند البالغين، كما يقول الدكتور عمرو، وتسمى الحالة عند هذه الفئة ترديد الكلام التلقائي؛ أي التكرار اللا إرادي للكلمات الصادرة من الآخرين، فالمصاداة لدى البالغين قد تحدث عند الذين تعرضوا لإصابات الدماغ الصدمية الناتجة عن صدمات الرأس أو الذين يعانون من فقدان الذاكرة والخرف إلى جانب بعض حالات الفصام والصرع أو من لديهم تلف بالفص الجبهي الأيسر؛ سواء بسبب عوامل وراثية أو صدمات أو سكتات دماغية أو أسباب أخرى.
وبين عمرو، بأن أبرز أعراض الحالة تكرار العبارات والأصوات التي تم سماعها؛ سواء كان فوريًا مثل تكرار شيء على الفور بعد سماعه أو تكرار شيء بعد سماعه بساعات أو أيام، وهذه تعد أحد أنواع المصاداة. ويبدو على الفرد المصاب بترديد الكلام سرعة الانفعال بشكل كبير خصوصا عندما يتم طرح أسئلة عليه. ومن الأنواع الأخرى للمصاداة بخلاف ما تم ذكره هناك نوعان؛ الأول تفاعلي أو وظيفي والنوع الآخر غير تفاعلي، وتحدث المصاداة التفاعلية أثناء تواصل الفرد مع غيره. بينما تعد المصاداة غير التفاعلية أشبه بتكرار الحديث الذاتي لكن بصوت مسموع أي تكرار ما قاله الفرد نفسه دون تقليد عبارات الغير.
تمهلوا يا ساخرون
الدكتور عمرو يضيف بالقول: إنه قد تبدو الحالة مقبولة اجتماعيًا إلى حد ما لدى الأطفال كصورة من مشاكل النمو اللغوي حتى إن تسبب في ضعف التواصل وسوء التوافق النفسي لديهم، إلا أن ظهورها بين البالغين يبدو غريبًا لدى البعض ومدعاة للسخرية، وهي الحالات التي ظهرت أخيرًا على منصات التواصل الاجتماعي؛ سواء كان ذلك حقيقة أو افتعالًا أو تمارضًا، وكان من الضروري تثقيف المجتمع بطبيعة السلوك نحو مزيد من التوعية النفسية وخفض وصمة المرض النفسي. «من المهم أن تضع في اعتبارك أن الطفل أو البالغ المصاب بترديد الكلام التلقائي لا يفهم حقًا أي شيء يكرره ولا يدرك أنه يقوم بذلك، لذلك لا ينبغي أن نوبخهم على سلوكهم. هذه التكرارات ليست مقصودة وليس الغرض منها إزعاج أو مقاطعة، ولكنها تحدث تلقائيًا، حتى لو كانت خارج السياق الاجتماعي».
هنا يستوجب القلق
المختصة في النطق والتخاطب نورة السيف توضح، أن عملية إعادة الكلمات والأصوات المسموعة تُعد طبيعياً في مرحلة عمرية معينة في الأطفال، فالتقليد في هذه المرحلة يُعتبر وسيلة فعالة لتجربة الأصوات وممارسة اللغة الاجتماعية الناشئة، وقد تبدأ الظاهرة بشكل طبيعي عند الأطفال في عمر 18 شهرًا كجزء من عملية التطور اللغوي الطبيعي التي تصل إلى ذروتها في عمر 30 شهراً، ثم تبدأ تدريجياً بالاختفاء عندما يبلغ الطفل عمر 3 سنوات، ويعتبر عدم اختفاء هذه الظاهرة أمراً مقلقاً يستحق الاهتمام، حيث إن 85% من الأطفال المصابين بمرض التوحد تستمر لديهم ظاهرة ترديد الكلام التلقائي بعد هذا العمر. وأضافت السيف، أن هناك العديد من الأسباب التي تساعد على ظهور هذه المشكلة ومنها وجود مرض نفسي أو عصبي أو إعاقة ذهنية وكذلك كثرة إلحاح الأهل على تكرار الكلام من قبل طفلهم يساعد على تفاقم المشكلة في الكثير من الأوقات أو ظهورها، إضافة إلى التشتت والحركة الزائدة تضعف القدرة على الاستماع والمعالجة اللغوية، ويلجأ الطفل للتكرار وليس للتعبير، والتأخر اللغوي لدى الأطفال يُصحب عادة والتدريب الخاطئ على مهارات التخاطب واعتماد أسلوب التلقين والتكرار غير الممنهج، وتعزيز استجابات الإيكولاليا المبكرة لدى الطفل.