عشرات من الأقلام الندية تتلمذت على يد خالد المالك، فاكتسبوا من «الأستاذ» قيم المهنة وأدركوا أسرارها، فأضحوا «بروقاً للخير»، كما اختار المالك ذات المفردة عنواناً لأحد إصداراته جنباً إلى جنب «عيناني تدمعان». من مدينة الرس بمنطقة القصيم التي شهدت طفولته وعنفوان شبابه وتمام نضجه انطلق رئيساً لتحرير صحيفة الجزيرة، ورئيساً لهيئة الصحفيين السعوديين، ورئيساً لإتحاد الصحافة الخليجية، متوشحاً، في ذات الوقت، بمئات الجوائز خلال 5 عقود منح مهنة البحث والمتاعب رحيق شبابه، ولم يشأ رفاق العمر والمهنة وتلامذته أن يتركوا له فسحة «استراحة محارب» فانتخبوه بالإجماع رئيساً للمهنة وحادياً لركبها مع مهمات عدة تخير لها أصحاب الشأن ليشغل مع مهنة المتاعب عضوية ورئاسة مؤسسات خيرية وجمعيات طوعية وكراسي علمية لم تشغله عن حبه الأول والأخير للغة «الضاد» التي عشقها؛ فهو أول رئيس تحرير سعودي يلقي كلمة باللغة العربية في المؤتمر العالمي للصحف التاسع والخمسين ومنتدى المحررين الثالث عشر بجنوب أفريقيا في عام 2007م الذي نظمه «الاتحاد العالمي للصحف» win ifra، واعتمدت اللغة العربية بفضل مبادرته لتكون لغة معتمدة رسمياً بعد تسعة وخمسين عاماً من عمر هذا المحفل العالمي.
في يوم الخميس الماضي استضاف معرض الرياض الدولي للكتاب خالد المالك في حديث الصحافة، وعن أوضاع المؤسسات الصحفية، وما يتردد عن اقتراب رحيلها، فأشار بحنكة إلى ضرورة التفرقة بين الصحيفة والمؤسسات الصحفية وقد مضى من عمرها أكثر من ستين عاماً أثمرت عن تجارب ثرية وغنية لبناء عمل إعلامي يتناسب مع مستوى المملكة بفضل مهارات عشرات الإعلاميين، ومع ذلك لم يعد لدى المؤسسات القدرة على استيعاب شباب تعلمهم وتدربهم، ويؤكد المالك «نحن جميعًا شركاء في بحثنا عن إعلام قوي وموضوعي.. الصحف إذا طلبت الدعم فهي تنطلق من مبدأ أن المؤسسات الصحفية وجدت من أجل خدمة المملكة، والنظرة إليها على أنها مؤسسات تجارية غير صحيح، أنا لا أستطيع أن أبيع صحيفة على أي جهة استثمارية خارجية، ولكني أستطيع أن أبيع أي شركة تجارية لأنها ضمن الاستثمار، فالمؤسسات الصحفية لا تملك سجلاً تجارياً وهي ليست منصة استثمارية».
وأكد المالك في حديث الصحافة بمعرض الكتاب عن سعيه مع الجهات المعنية لدعم المؤسسات الصحفية لكي تبقى قادرة على مواجهة الحملات الشرسة ضد المملكة، وسيأتي الدور على المؤسسات الصحفية لدعمها، بشباب يستطيعون أن يكملوا المسيرة ممن تشربوا العمل الصحفي «أتمنى أن نناقش هذا الأمر بموضوعية ولا نخسر الصحافة الورقية دون أن تكون لدينا صحافة رقمية قادرة حتى لا نجد أنفسنا ذات يوم بلا هذا الصوت الذي ظل لسنوات طويلة مؤثرًا وقادرًا على أن يعبر عن المملكة ومنجزاتها.
وعن مسيرة هيئة الصحفيين السعوديين استذكر خالد المالك تاريخها منذ عقدين، إذ لا تتبع وزارة الموارد البشرية بل مرخصة من وزارة الإعلام والوزارة لا تدعم هيئة الصحفيين، وقد طالبنا بميزانية لكي تستطيع الهيئة القيام بأدوارها، ووزارة الإعلام عندها أسبابها وهي موضوعية ومقدرة في جانب، وغير موضوعية وغير مقدرة في جانب آخر، لذا فإن هيئة الصحفيين لا تستطيع القيام بأدوارها، ولا تستطيع أن تقدم أكثر مما قدمت، وهناك جمعيات تسمى إعلامية وما زالت تؤسس وهي تضر بقيمة ومكانة هيئة الصحفيين، وهناك جهات تمارس المهنة دون الحصول على عضوية الهيئة دون مظلة قانونية وفي مخالفة للأنظمة.
هل تستطيع الهيئة أن تدافع عن صحفي في وجه جهة معينة.. يجيب الرئيس: لدينا محامون متطوعون للدفاع عن الصحفيين، كل صحفي لديه مشكلة في النشر يستطيع أن يلجأ للهيئة وهي تزوده بمحامٍ مجانًا، والهيئة لا تقبل أن يساء لأي صحفي أو إعلامي، وعندنا خطوات مهمة قادمة، أبرزها تحويل الهيئة إلى اتحاد، ولدينا مشروع نظام جديد للهيئة حتى تكون الصحافة الرقمية ضمن اختصاص الهيئة، وهناك أعمال كثيرة تتم الآن، وقد فتحنا 17 فرعاً في عدد من مناطق ومدن المملكة.
المخاطر المستقبلية تتوقف على الظروف
عن المخاطر المستقبلية يقول خالد المالك من الصعب تحديد موعد معين لتوقف أي صحيفة، لكن الخطورة المستقبلية على المؤسسات الصحفية قائمة ما لم يحدث تغيير جذري وجوهري ودعم كبير لهذه الصحف وإلا فمصيرها التوقف؛ لكن التوقف سيكون بحسب ظروف كل مؤسسة؛ أي أن التوقف لجميع الصحف لن يكون في وقت واحد، ويجب أن نفرق بين الصحف وبين المؤسسات الصحفية، فاليوم لا توجد أي مؤسسة صحفية لديها إيرادات تغطي مصاريفها، بعض المؤسسات لديها احتياطيات ويصرف من هذه الاحتياطيات، وبعضها الآخر ليس لديها احتياطي وتسجل خسائر سنوية، وحتى هذه الاحتياطيات ستتآكل مع الزمن ما لم تتفوق الإيرادات وتزيد على المصروفات، فالإيراد التشغيلي هو المعيار.
واعرب خالد المالك في حديث الصحافة بمعرض الرياض عن أمله بإعادة النظر نظام المؤسسات الصحفية، فهو نظام قديم وفيه من الثغرات الشيء الكثير، وولد قبل التطور التقني والثورة المعلوماتية، ويجب صياغته بما يلبي المرحلة القادمة، فلا يمكن أن يكون لدينا نظام عمره ستون سنة والتعديلات التي تمت أكثر من مرة عليه هي تعديلات شكلية.
خسرنا كتَّاباً وأقلاماً مؤثرة
عن الإجراءات الترشيدية للصحف، استعرض خالد المالك بعض خطواتها ومنها خفض عدد الصفحات، وكمية الطبع، وإيقاف المكافآت للكتاب، وإغلاق بعض مكاتبها في الداخل والخارج، محاولة للإبقاء على الحد الأدنى من متطلباتها، وبذلك خسرت الصحف أقلاماً مؤثرة ما تسبب في ضعف المحتوى» وهذا طبيعي، وعندما توقف المؤسسات اشتراكاتها في الصحف، وتسمح بالإنفاق على المواقع ومنصات المشاهير هذا يضعف الصحف.
شخصية العام.. إعلامي
منحت الدورة العشرون لمنتدى الإعلام العربي في دبي جائزة «شخصية العام الإعلامية» لخالد المالك، في احتفالية حضرها رئيس مجلس دبي للإعلام الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم. وقدّرت الجائزة المسيرة المهنية الطويلة للمالك الذي أمضى عقودها الخمسة في خدمة الصحافة العربية وإثراء المشهد الإعلامي العربي، ولما قدمه من إسهامات جليلة في دعم مسيرة الصحافة السعودية. وصدر للمالك أكثر من 17 مؤلفاً، أغلبها في مجال الصحافة والإعلام.
وهنّأ رئيس مجلس دبي للإعلام الفائزين بجوائز الإعلام العربي، ضمن محاورها الثلاثة وما تشمله من فئات تغطي مختلف القطاعات الإعلامية الصحفية والمرئية والرقمية، متمنياً لهم دوام التوفيق في رسالتهم النبيلة ودورهم في إثراء المشهد الإعلامي العربي.
وفي وقت سابق، حصل المالك على جائزة الرواد من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر في احتفالية نظمها المجلس في قلعة صلاح الدين على هامش اجتماع وزراء الإعلام العرب، وجاء التكريم لإسهامات المالك في تشكيل الوعي والمعرفة ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة والدفاع عن قضايا الأمة، والقضايا العربية.
في يوم الخميس الماضي استضاف معرض الرياض الدولي للكتاب خالد المالك في حديث الصحافة، وعن أوضاع المؤسسات الصحفية، وما يتردد عن اقتراب رحيلها، فأشار بحنكة إلى ضرورة التفرقة بين الصحيفة والمؤسسات الصحفية وقد مضى من عمرها أكثر من ستين عاماً أثمرت عن تجارب ثرية وغنية لبناء عمل إعلامي يتناسب مع مستوى المملكة بفضل مهارات عشرات الإعلاميين، ومع ذلك لم يعد لدى المؤسسات القدرة على استيعاب شباب تعلمهم وتدربهم، ويؤكد المالك «نحن جميعًا شركاء في بحثنا عن إعلام قوي وموضوعي.. الصحف إذا طلبت الدعم فهي تنطلق من مبدأ أن المؤسسات الصحفية وجدت من أجل خدمة المملكة، والنظرة إليها على أنها مؤسسات تجارية غير صحيح، أنا لا أستطيع أن أبيع صحيفة على أي جهة استثمارية خارجية، ولكني أستطيع أن أبيع أي شركة تجارية لأنها ضمن الاستثمار، فالمؤسسات الصحفية لا تملك سجلاً تجارياً وهي ليست منصة استثمارية».
وأكد المالك في حديث الصحافة بمعرض الكتاب عن سعيه مع الجهات المعنية لدعم المؤسسات الصحفية لكي تبقى قادرة على مواجهة الحملات الشرسة ضد المملكة، وسيأتي الدور على المؤسسات الصحفية لدعمها، بشباب يستطيعون أن يكملوا المسيرة ممن تشربوا العمل الصحفي «أتمنى أن نناقش هذا الأمر بموضوعية ولا نخسر الصحافة الورقية دون أن تكون لدينا صحافة رقمية قادرة حتى لا نجد أنفسنا ذات يوم بلا هذا الصوت الذي ظل لسنوات طويلة مؤثرًا وقادرًا على أن يعبر عن المملكة ومنجزاتها.
وعن مسيرة هيئة الصحفيين السعوديين استذكر خالد المالك تاريخها منذ عقدين، إذ لا تتبع وزارة الموارد البشرية بل مرخصة من وزارة الإعلام والوزارة لا تدعم هيئة الصحفيين، وقد طالبنا بميزانية لكي تستطيع الهيئة القيام بأدوارها، ووزارة الإعلام عندها أسبابها وهي موضوعية ومقدرة في جانب، وغير موضوعية وغير مقدرة في جانب آخر، لذا فإن هيئة الصحفيين لا تستطيع القيام بأدوارها، ولا تستطيع أن تقدم أكثر مما قدمت، وهناك جمعيات تسمى إعلامية وما زالت تؤسس وهي تضر بقيمة ومكانة هيئة الصحفيين، وهناك جهات تمارس المهنة دون الحصول على عضوية الهيئة دون مظلة قانونية وفي مخالفة للأنظمة.
هل تستطيع الهيئة أن تدافع عن صحفي في وجه جهة معينة.. يجيب الرئيس: لدينا محامون متطوعون للدفاع عن الصحفيين، كل صحفي لديه مشكلة في النشر يستطيع أن يلجأ للهيئة وهي تزوده بمحامٍ مجانًا، والهيئة لا تقبل أن يساء لأي صحفي أو إعلامي، وعندنا خطوات مهمة قادمة، أبرزها تحويل الهيئة إلى اتحاد، ولدينا مشروع نظام جديد للهيئة حتى تكون الصحافة الرقمية ضمن اختصاص الهيئة، وهناك أعمال كثيرة تتم الآن، وقد فتحنا 17 فرعاً في عدد من مناطق ومدن المملكة.
المخاطر المستقبلية تتوقف على الظروف
عن المخاطر المستقبلية يقول خالد المالك من الصعب تحديد موعد معين لتوقف أي صحيفة، لكن الخطورة المستقبلية على المؤسسات الصحفية قائمة ما لم يحدث تغيير جذري وجوهري ودعم كبير لهذه الصحف وإلا فمصيرها التوقف؛ لكن التوقف سيكون بحسب ظروف كل مؤسسة؛ أي أن التوقف لجميع الصحف لن يكون في وقت واحد، ويجب أن نفرق بين الصحف وبين المؤسسات الصحفية، فاليوم لا توجد أي مؤسسة صحفية لديها إيرادات تغطي مصاريفها، بعض المؤسسات لديها احتياطيات ويصرف من هذه الاحتياطيات، وبعضها الآخر ليس لديها احتياطي وتسجل خسائر سنوية، وحتى هذه الاحتياطيات ستتآكل مع الزمن ما لم تتفوق الإيرادات وتزيد على المصروفات، فالإيراد التشغيلي هو المعيار.
واعرب خالد المالك في حديث الصحافة بمعرض الرياض عن أمله بإعادة النظر نظام المؤسسات الصحفية، فهو نظام قديم وفيه من الثغرات الشيء الكثير، وولد قبل التطور التقني والثورة المعلوماتية، ويجب صياغته بما يلبي المرحلة القادمة، فلا يمكن أن يكون لدينا نظام عمره ستون سنة والتعديلات التي تمت أكثر من مرة عليه هي تعديلات شكلية.
خسرنا كتَّاباً وأقلاماً مؤثرة
عن الإجراءات الترشيدية للصحف، استعرض خالد المالك بعض خطواتها ومنها خفض عدد الصفحات، وكمية الطبع، وإيقاف المكافآت للكتاب، وإغلاق بعض مكاتبها في الداخل والخارج، محاولة للإبقاء على الحد الأدنى من متطلباتها، وبذلك خسرت الصحف أقلاماً مؤثرة ما تسبب في ضعف المحتوى» وهذا طبيعي، وعندما توقف المؤسسات اشتراكاتها في الصحف، وتسمح بالإنفاق على المواقع ومنصات المشاهير هذا يضعف الصحف.
شخصية العام.. إعلامي
منحت الدورة العشرون لمنتدى الإعلام العربي في دبي جائزة «شخصية العام الإعلامية» لخالد المالك، في احتفالية حضرها رئيس مجلس دبي للإعلام الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم. وقدّرت الجائزة المسيرة المهنية الطويلة للمالك الذي أمضى عقودها الخمسة في خدمة الصحافة العربية وإثراء المشهد الإعلامي العربي، ولما قدمه من إسهامات جليلة في دعم مسيرة الصحافة السعودية. وصدر للمالك أكثر من 17 مؤلفاً، أغلبها في مجال الصحافة والإعلام.
وهنّأ رئيس مجلس دبي للإعلام الفائزين بجوائز الإعلام العربي، ضمن محاورها الثلاثة وما تشمله من فئات تغطي مختلف القطاعات الإعلامية الصحفية والمرئية والرقمية، متمنياً لهم دوام التوفيق في رسالتهم النبيلة ودورهم في إثراء المشهد الإعلامي العربي.
وفي وقت سابق، حصل المالك على جائزة الرواد من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر في احتفالية نظمها المجلس في قلعة صلاح الدين على هامش اجتماع وزراء الإعلام العرب، وجاء التكريم لإسهامات المالك في تشكيل الوعي والمعرفة ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة والدفاع عن قضايا الأمة، والقضايا العربية.