تمضي الأوضاع في اتجاه التأزيم في الأزمة الناجمة عن الحرب الدائرة في أوكرانيا. وهو ليس تأزيماً على نطاق المواجهات بين روسيا وأوكرانيا فحسب، بل بدأت تلوح في الأفق بوادر تهديدات نووية بين الغرب من جهة وروسيا من الجهة الأخرى. ففيما تبدأ روسيا خلال أيام مناورات عسكرية لقواتها النووية؛ قررت منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بدء مناورات مماثلة في أجواء بلجيكا، وبحر الشمال، وبريطانيا، بمشاركة قاذفات بي - 52 الأمريكية القادرة على حمل قنابل نووية. وهو تصعيد غير مسبوق؛ فيما يتردد حديث في بروكسل عن ضرورة تهيئة سكان القارة الأوروبية للاستعداد لاندلاع نزاع نووي محتمل. وهو تطور يمقته الجميع، داخل أوروبا وخارجها. فقد ظنت شعوب العالم أنها ودعت بشاعة الحرب النووية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعززت ذلك بانتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينات القرن الماضي. غير أن شبح تلك الحرب البشعة أطلّ برأسه من جديد مع الأزمة الأوكرانية. وهو خيار ستعمل قوى المجتمع الدولي بكل ما أوتيت من دبلوماسية وعلاقات دولية على تفاديه. والمأمول أن تسفر تلك الجهود عن إيجاد حل يوقف الحرب، ويعيد التوازن للعلاقات بين الغرب وروسيا. ولذلك لم يبق أمام الإنسانية سوى تعزيز كل الجهود الهادفة للتوسط بين روسيا وأوكرانيا، ومنها مساعي الوساطة السعودية، ومساعي دول أخرى.