ضبابٌ.. ضباب... ضباب! لا شيء في بريطانيا غير الضباب. وبعدما ظلت العاصمة البريطانية وحدها عاصمة الضباب في البلاد؛ غدت حياة البريطانيين كلها ضباب لا رؤية واضحة معه. فها هو ذا الشتاء الثالث منذ اندلاع نازلة كورونا يقترب، وسط تردٍّ غير مسبوق في العلاقات بين بريطانيا وروسيا، ما أدى الى ارتفاع أسعار الطاقة، وتوقعات بأن تلجأ شركات الطاقة البريطانية إلى «تقنين» إمدادات الكهرباء والغاز خلال شتاء بريطانيا المعروف بزمهريره، وثلوجه، وصقيعه القاتل. وأدت تلك الصورة غير الواضحة إلى مخاوف من أن يضطر البريطانيون إلى التخلي عن الاستحمام بالماء الدافئ. قطعاً لن يكون بمستطاع الموسرين استخدام حمامات البخار في ضيعاتهم الفسيحة. بطارية لتخزين الطاقة الكهربية لتوفير بصيص من الضوء، ومنافذ لشحن الهواتف والكمبيوتر والتلفاز أثناء فترة انقطاع التيار الكهربائي أضحت أثمن وأغلى سلعة يلهث وراءها البريطانيون هذه الأيام، على رغم ارتفاع سعرها البالغ 1400 جنيه استرليني، وعلى رغم أن الشركة الصانعة أعلنت أنها لن تستطيع توفير أي عدد منها إلا بحلول 31 ديسمبر القادم!
وهو شتاء مثقل بهموم كبيرة أخرى: الضغوط الكبيرة التي تواجه الخدمة الصحية الوطنية، في حال إذا جاء الشتاء بموجة جديدة من إصابات فايروس كوفيد-19؛ واحتمالات تزايد الإصابة بالإنفلونزا القاتلة للمسنين والصغار دون سن الخامسة، وظاهرة الارتفاع المثير للقلق في الإصابة بالنوع الثاني من السكري وسط من تقل أعمارهم عن 40 سنة؛ والخوف من ظهور سلالات متحورة جديدة من فايروس كوفيد-19 يمكن أن تهدم التحصينات التي تم بناؤها من خلال التطعيم المكثف لسكان الجزر البريطانية بلقاحات كوفيد-19. وعلى رغم أن الجو في بريطانيا لا يزال دافئاً إلى حد ما؛ إلا أن الشتاء قادم لا محالة.
خلال شتاء سنة 2020 بدأ توزيع لقاحات كوفيد-19. وكان جميع السكان قيد الإغلاق. وفي الشتاء الذي تلاه نجحت اللقاحات في زيادة مناعة السكان. وأمكن في نهاية المطاف رفع القيود الصحية، كإلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، والتباعد الجسدي، ومنع التزاور. وهكذا ابتسم الحظ للبريطانيين، وبدا أنهم سينعتقون تماماً من قيد الوباء العالمي. بيد أن ظهور سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من السلالة الأصلية للفايروس، قذف بتلك الآمال والحظوظ في غيابة الجُب. وفيما يبدو ظاهرياً أن هذا الشتاء سيكون أفضل من سابقيه؛ إلا أن الأوضاع تتغير بلا توقف. وتقول أستاذة كرسية الصحة العمومية بجامعة أدنبره البروفسور ديفي سريدار، إن أكبر إنجاز صحي منذ سنة 2020 هو النجاح في خفض عدد وفيات كوفيد-19 إلى أدنى مستوى. وأضافت: لكن كوفيد-19 لا يزال أحد أكبر 10 أمراض مسببة للموت. ومع أن العدد الإجمالي لوفيات كوفيد-19 في بريطانيا هذه السنة كان أقل من السابقة؛ إلا أن الصيف الماضي شهد عدداً من الوفيات أكبر مما حدث في صيف سنة 2021، بحسب أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية. كما أن الإصابات الجديدة تنحو منحى تصاعدياً، إلى درجة أن الأرقام الرسمية تفيد بأن نحو مليوني بريطاني أصيبوا بالوباء العالمي خلال الأسبوع الماضي وحده. وشهد الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر الماضي 625 وفاة بكوفيد-19. وتشير إحصاءات الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر الماضي إلى أن 12406 أشخاص لا يزالون منومين في المستشفيات. وهو ما حدا بوزير الصحة في حكومة مقاطعة أسكتلندا الدكتور حمزة يوسف إلى التحذير من أن الأشهر القادمة ستكون الأكثر تحدياً على مر تاريخ الخدمة الصحية الوطنية. وأشار يوسف إلى أنه لا تزال هناك وظائف شاغرة لأكثر من 13 ألف كادر صحي. وعلى رغم التوقعات بألا تحدث زيادة كبيرة في حالات التنويم؛ فإن أي زيادة من ذلك القبيل ستكون مدمرة للخدمة الصحية الوطنية. وأوضحت البروفسور سريدار، لصحيفة «الغارديان» أمس، أن الخدمة الصحية البريطانية لن تنكسر فجأة، كما حدث في الهند والبرازيل؛ «لكنها ستنهار ببطء. وهو أمر مؤسف بالنسبة إلى من قد يحتاجون إليها خلال أشهر الشتاء». وتزداد المخاوف من هجمة شرسة لفايروس الإنفلونزا، الذي سجل غياباً خلال سنتي الوباء العالمي الماضيتين. ومن العلامات التي تنذر بالشر أن موسم الإنفلونزا بدأ هذا العام سابقاً لأوانه. فهذا هو أول شتاء لم يعد البريطانيون يدسون فيه أفواههم وأنوفهم تحت قناع الوجه. وهو أول شتاء خلا من قيود الاختلاط بين السكان. وتوقعت الدكتورة سريدار أن يؤدي أي ارتفاع في إصابات كوفيد-19، والإنفلونزا، وفايروس الجهاز التنفسي إلى عودة الشركات إلى توجيه موظفيها بالعمل من منازلهم. وأضافت، أن كثيرين سيضطرون إلى حماية أنفسهم بالعودة لارتداء الكمامات. وأوضحت أنه بينما شهد الموسمان السابقان للفايروس هيمنة سلالة واحدة على المشهد الصحي، سيكون هذا الشتاء مختلفاً من حيث تعدّدُ السلالات الفرعية المتحورة، خصوصاً سلالتي BQ.1 وBF.7. وما يزيد الصورة قتامة أن حملة التطعيم بالجرعة التنشيطية الثانية من لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا تقتصر على من تعدت أعمارهم 50 عاماً، والنساء الحوامل، والكوادر الصحية من سن 16 إلى 49 سنة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وفي المقابل قررت الولايات المتحدة إتاحة الجرعة التنشيطية الثانية لأي شخص، من جميع الأعمار. ويضاف إلى تعقيدات المشهد الشتوي في بريطانيا تزايد عدد المصابين بمرض «كوفيد المزمن». ويقدر عددهم حالياً في بريطانيا بـ 2.3 مليون نسمة.
التحقيق في «الواتساب» الخاص بجونسون !
يعتزم مسؤولو التحقيق الرسمي في كارثة الوباء العالمي في بريطانيا الاطلاع على رسائل تطبيق واتساب الخاص برئيس الحكومة السابق بوريس جونسون؛ للتأكد من أي أخطاء في صنع القرارات، وأي أخطاء في تقدير الأوضاع، خلال الفترة الأولى من الأزمة الصحية. وقال المستشار القانوني للتحقيق هوغو كيث، إن لجنة التحقيق تريد أن تعرف كيف تصدت الحكومة المركزية للوباء العالمي، وكيف توصلت إلى القرارات التي اتخذتها. وأضاف أن اللجنة ستتساءل: هل أدى قرار إغلاق بريطانيا إلى خسائر في الأرواح، هل أدى انتهاك الأنظمة الحكومية إلى تقويض الثقة العمومية بالحكومة البريطانية. وقال كيث، في إيجاز يسبق استجواب الشهود على مدى ثمانية أسابيع، إنه مع ارتفاع عدد وفيات كوفيد-19 إلى أكثر من 180 ألف بريطاني سيتم التدقيق بوجه الخصوص في القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء السابق جونسون، ووزراء حكومته، وكبار المستشارين السياسيين للوزراء، ومستشاروها العلميون والطبيون منذ يناير 2020 انتهاء بقرار الإغلاق الأول الذي صدر في نهاية مارس 2020.
وهو شتاء مثقل بهموم كبيرة أخرى: الضغوط الكبيرة التي تواجه الخدمة الصحية الوطنية، في حال إذا جاء الشتاء بموجة جديدة من إصابات فايروس كوفيد-19؛ واحتمالات تزايد الإصابة بالإنفلونزا القاتلة للمسنين والصغار دون سن الخامسة، وظاهرة الارتفاع المثير للقلق في الإصابة بالنوع الثاني من السكري وسط من تقل أعمارهم عن 40 سنة؛ والخوف من ظهور سلالات متحورة جديدة من فايروس كوفيد-19 يمكن أن تهدم التحصينات التي تم بناؤها من خلال التطعيم المكثف لسكان الجزر البريطانية بلقاحات كوفيد-19. وعلى رغم أن الجو في بريطانيا لا يزال دافئاً إلى حد ما؛ إلا أن الشتاء قادم لا محالة.
خلال شتاء سنة 2020 بدأ توزيع لقاحات كوفيد-19. وكان جميع السكان قيد الإغلاق. وفي الشتاء الذي تلاه نجحت اللقاحات في زيادة مناعة السكان. وأمكن في نهاية المطاف رفع القيود الصحية، كإلزامية ارتداء قناع الوجه (الكمامة)، والتباعد الجسدي، ومنع التزاور. وهكذا ابتسم الحظ للبريطانيين، وبدا أنهم سينعتقون تماماً من قيد الوباء العالمي. بيد أن ظهور سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من السلالة الأصلية للفايروس، قذف بتلك الآمال والحظوظ في غيابة الجُب. وفيما يبدو ظاهرياً أن هذا الشتاء سيكون أفضل من سابقيه؛ إلا أن الأوضاع تتغير بلا توقف. وتقول أستاذة كرسية الصحة العمومية بجامعة أدنبره البروفسور ديفي سريدار، إن أكبر إنجاز صحي منذ سنة 2020 هو النجاح في خفض عدد وفيات كوفيد-19 إلى أدنى مستوى. وأضافت: لكن كوفيد-19 لا يزال أحد أكبر 10 أمراض مسببة للموت. ومع أن العدد الإجمالي لوفيات كوفيد-19 في بريطانيا هذه السنة كان أقل من السابقة؛ إلا أن الصيف الماضي شهد عدداً من الوفيات أكبر مما حدث في صيف سنة 2021، بحسب أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية. كما أن الإصابات الجديدة تنحو منحى تصاعدياً، إلى درجة أن الأرقام الرسمية تفيد بأن نحو مليوني بريطاني أصيبوا بالوباء العالمي خلال الأسبوع الماضي وحده. وشهد الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر الماضي 625 وفاة بكوفيد-19. وتشير إحصاءات الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر الماضي إلى أن 12406 أشخاص لا يزالون منومين في المستشفيات. وهو ما حدا بوزير الصحة في حكومة مقاطعة أسكتلندا الدكتور حمزة يوسف إلى التحذير من أن الأشهر القادمة ستكون الأكثر تحدياً على مر تاريخ الخدمة الصحية الوطنية. وأشار يوسف إلى أنه لا تزال هناك وظائف شاغرة لأكثر من 13 ألف كادر صحي. وعلى رغم التوقعات بألا تحدث زيادة كبيرة في حالات التنويم؛ فإن أي زيادة من ذلك القبيل ستكون مدمرة للخدمة الصحية الوطنية. وأوضحت البروفسور سريدار، لصحيفة «الغارديان» أمس، أن الخدمة الصحية البريطانية لن تنكسر فجأة، كما حدث في الهند والبرازيل؛ «لكنها ستنهار ببطء. وهو أمر مؤسف بالنسبة إلى من قد يحتاجون إليها خلال أشهر الشتاء». وتزداد المخاوف من هجمة شرسة لفايروس الإنفلونزا، الذي سجل غياباً خلال سنتي الوباء العالمي الماضيتين. ومن العلامات التي تنذر بالشر أن موسم الإنفلونزا بدأ هذا العام سابقاً لأوانه. فهذا هو أول شتاء لم يعد البريطانيون يدسون فيه أفواههم وأنوفهم تحت قناع الوجه. وهو أول شتاء خلا من قيود الاختلاط بين السكان. وتوقعت الدكتورة سريدار أن يؤدي أي ارتفاع في إصابات كوفيد-19، والإنفلونزا، وفايروس الجهاز التنفسي إلى عودة الشركات إلى توجيه موظفيها بالعمل من منازلهم. وأضافت، أن كثيرين سيضطرون إلى حماية أنفسهم بالعودة لارتداء الكمامات. وأوضحت أنه بينما شهد الموسمان السابقان للفايروس هيمنة سلالة واحدة على المشهد الصحي، سيكون هذا الشتاء مختلفاً من حيث تعدّدُ السلالات الفرعية المتحورة، خصوصاً سلالتي BQ.1 وBF.7. وما يزيد الصورة قتامة أن حملة التطعيم بالجرعة التنشيطية الثانية من لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا تقتصر على من تعدت أعمارهم 50 عاماً، والنساء الحوامل، والكوادر الصحية من سن 16 إلى 49 سنة، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. وفي المقابل قررت الولايات المتحدة إتاحة الجرعة التنشيطية الثانية لأي شخص، من جميع الأعمار. ويضاف إلى تعقيدات المشهد الشتوي في بريطانيا تزايد عدد المصابين بمرض «كوفيد المزمن». ويقدر عددهم حالياً في بريطانيا بـ 2.3 مليون نسمة.
التحقيق في «الواتساب» الخاص بجونسون !
يعتزم مسؤولو التحقيق الرسمي في كارثة الوباء العالمي في بريطانيا الاطلاع على رسائل تطبيق واتساب الخاص برئيس الحكومة السابق بوريس جونسون؛ للتأكد من أي أخطاء في صنع القرارات، وأي أخطاء في تقدير الأوضاع، خلال الفترة الأولى من الأزمة الصحية. وقال المستشار القانوني للتحقيق هوغو كيث، إن لجنة التحقيق تريد أن تعرف كيف تصدت الحكومة المركزية للوباء العالمي، وكيف توصلت إلى القرارات التي اتخذتها. وأضاف أن اللجنة ستتساءل: هل أدى قرار إغلاق بريطانيا إلى خسائر في الأرواح، هل أدى انتهاك الأنظمة الحكومية إلى تقويض الثقة العمومية بالحكومة البريطانية. وقال كيث، في إيجاز يسبق استجواب الشهود على مدى ثمانية أسابيع، إنه مع ارتفاع عدد وفيات كوفيد-19 إلى أكثر من 180 ألف بريطاني سيتم التدقيق بوجه الخصوص في القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء السابق جونسون، ووزراء حكومته، وكبار المستشارين السياسيين للوزراء، ومستشاروها العلميون والطبيون منذ يناير 2020 انتهاء بقرار الإغلاق الأول الذي صدر في نهاية مارس 2020.