-A +A
«عكاظ» (الظهران) okaz_online@
ازدانت مطاعم ومقاهٍ بالمنطقة الشرقية، بشعارات وعبارات تذيلت بـ«الشرقية تُبدع»، تأكيدا على بث روح الإبداع بشتى أنواعه، فلم تكن النقوش والزخارف على الأكواب اعتيادية وإنما رسائل تكشف العلاقة بين الإبداع واستقطاب المرتادين الذين ألهمهم المكان برؤية فنّية في رمزية إلى شغف الاكتشاف والتفنن بالابتكار، فهناك من فضّل الرسم على الأكواب من الخارج، في الوقت الذي تزينت زخارف الأطباق بنكهة الإبداع ورائحة الإلهام، وصولًا إلى واجهات المحلات التي عبّرت عن هدف المبادرة ورسالتها وتطلعاتها المستقبلية.

فمقهى «مذاق الابتكار» شكّل منعطفًا لمن يبحثون عن الاستشارة في المكائن والمطاحن منها المنزلي وأخرى التجاري، وجاءت الاستشارات تلبية للفكر الإبداعي بطريقة تعليمية مشوّقة لتلك المكائن، كما يتم تزويده بالمشورة الأخيرة والنصيحة لشراء الجهاز المناسب لطلبه. ولم تبتعد المقاهي الأخرى عن هذا النهج، فالبعض قدّم ورش عمل هادفة للرسم على القهوة بشعارات للمبادرة. وفي سياق مختلف قدّمت مقاهٍ أخرى كمقهى «لا بانير» وسيلة معرفية عبر منتج القهوة من خلال استغلال مستخلصاتها وتحويلها إلى منتجات تجميلية كمقشرات طبيعية أو استخدامها بالتربة للزرع والتعقيم وحفظها بطرق مختلفة داخل الثلاجة للاستفادة منها بمنتجات عدة خلافًا لما هو معتاد، فتلك التصوّرات أبهرت العديد من مرتادي المقاهي والمطاعم بصورة لافتة، لاسيما أنهم يستمدون أفكارهم من قيمهم الفكرية التي تربط بين الحس الإبداعي والمخرج النهائي.


ومما لوحظ أن اللوحات الفنّية عبر الأكواب والتصاميم شكّلت طيفا للإعجاب انعكس داخل المقاهي والمطاعم، فمن أروقة مقهى «شرق» ومقهى «رست»، ومقهى «مو» تم فتح مساحات المكان لعرض لوحات فنّية لفنانين تشكيليين تتطلع إلى إحياء تجانس فكري ثقافي يبث الوعي برسائل من نوع مختلف تحاكي التصور البشري وانعكاسات المكان الذي يعد ملاذًا آمنا لهم، لذلك انبثقت فكرة إعادة تصميم المكان داخل أحد المقاهي (بسطة كرك) للمشاركة في المبادرة من واقع التغيير الديناميكي، بالشراكة مع مجموعة آوان العقارية التي نفّذت جلسة حوارية بطابع إبداعي تمحورت حول واقع التصميم إلى التنفيذ، متطلعة في الوقت ذاته إلى تقديم أوجه الدعم للطلبة المشاركين في فعالية «هيّا لنشجر»، بهدف غرس التعليم بالمسؤولية المجتمعية وهو أحد توجهات مبادرة «الشرقية تُبدع»، التي تسعى إلى تنفيذ أفكار ومواد إبداعية ملموسة، تسهم في تعزيز الشعور بالإبداع والابتكار، إلى جانب دعم الطاقات الشبابية، ومدّ جسور التواصل مع أصحاب القدرات والمواهب الإبداعية وذوي الأفكار المبتكرة ومنظمات المجتمع التي بدورها تمنح فضاءات للمبدعين في المساهمة بصنع القرار والتعبير عن متطلباتهم عبر الإبداع، لاعتباره أداة للتنمية المستدامة.

وفي سياق متصل، ربطت مقاهي ومطاعم بين روافد الإبداع وتطوير الموهوبين بالمنطقة الشرقية كي يجنحوا نحو الإبداع، عبر مجالات عدة كالرياضة والثقافة والتعليم والسياحة، وهذا ما تمكّن منه مقهى «موتف كافيه» الذي استعرض محاضرات حول ذلك على شاشات داخل المقهى وبأماكن أخرى بهدف دعم الموهوبين واستقطاب العديد منهم.