قررت الدول الغربية؛ ممثلة بالاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، فرض حد أقصى على سعر برميل النفط الروسي، بحيث لا يتجاوز 60 دولاراً. وهو قرار مفهوم، في سياق المواجهة بين الغرب وروسيا، جراء غزو أوكرانيا المستمر منذ 24 فبراير 2022، إذ إن الغرب يريد أن يحرم روسيا من أي عائدات كبيرة يمكن أن تحققها، لئلا تستخدمها في «تشحيم» آلتها الحربية في أوكرانيا. وترد روسيا بأن هذا العداء الغربي لن يجعل موسكو تكف عن إيجاد عملاء لنفطها. ويمكن أن يُفهم في هذا الشأن تمنّعُ روسيا عن حضور محادثات مع الولايات المتحدة، للبحث في اتفاق الحدِّ من التسلح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم. ويلاحظ أن ذلك التمنُّع ترتب عليه إعلان سلاح الجو الأمريكي، أمس الأول، الكشف عن أحدث قاذفة نووية أمريكية مزودة بتكنولوجيا الاستخفاء (B21)، لتحل محل القاذفات الإستراتيجية الراهنة؛ وهو ما يعني عملياً أن التوتر بين الغرب وروسيا أعاد القوتين الكبريين إلى السباق على التسلح، وهي أوضاع ليس فيها منتصر أو خاسر؛ ما يؤكد أن الحل الناجع إنما يكون بإبداء حسن النية، والتفاوض على حل ينشر السلام، ويفتح الآفاق لتعاون حقيقي بين الأمم وحكوماتها.