لم تكفْ وسائل الإعلام العالمية عن الحديث عن القمتين اللتين استضافتهما الرياض (الجمعة)، بين الرئيس الصيني والقادة الخليجيين، وبين الزعماء العرب والرئيس الصيني. فقد أجمع كثيرون على أنهما تجسيد للطفرات التي تحققها الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. فقد جاء هذا الحشد الخليجي العربي الصيني بعد أشهر من انعقاد قمم جدة التي جمعت القادة العرب والخليجيين برئيس الولايات المتحدة. ومن الواضح أن الغرض الأساسي لقمم الرياض، التي تضاف إليها قمة الملك سلمان مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، هو تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي والاستثماري بين الصين والدول الخليجية والعربية. وهو تجمع مشروع ولا ينبغي إلقاء أي ظلال من الريبة عليه؛ لأن الاتفاقات والمحادثات التي جرت في الرياض تمت في العلن، ولم تخرج عن نطاق المصالح الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية بين الدول الخليجية والعربية والصين. ويمثل نجاح قمم الرياض الثلاث تأكيداً لقدرة الدبلوماسية السعودية على حشد التحالفات، وإقامة الشراكات الاقتصادية على أسس متينة، كما أن فيها فائدة كبيرة للاقتصاد العالمي. وهي من دون شك دبلوماسية فريدة وضعت المملكة العربية السعودية في مكانها الذي تستحقه في ريادة الاقتصاد العالمي.