حذر رئيس التحالف العالمي للقاح (غافي) سيث بيركلي (الإثنين)، أنه من السابق لأوانه إعلان انتهاء الطوارئ المتعلقة بتفشي فايروس كورونا الجديد، الذي يسبب مرض كوفيد-19. وقال، إن الوباء يمكن أن يصبح أسوأ حالاً. ومن المقرر أن تعقد لجنة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً في يناير القادم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يتعين رفع حال الطوارئ الصحية العالمية المعلنة منذ ظهور الفايروس في مدينة ووهان بالصين نهاية سنة 2019. وأعلنت اللجنة آنذاك أن الفايروس يمثل «حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق دولياً» (PHEIC). وقال بيركلي، إن الوضع الوبائي قد يصبح أشد سوءاً. وأضاف: قد يتحسن أيضاً. إننا لا نعرف إلى أين يتجه. وتوقع أن يستمر الطلب على لقاحات كوفيد-19 خلال سنة 2023. ووزعت مبادرة «كوفاكس»، التي ينضوي التحالف العالمي للقاح تحت لوائها، نحو 1.9 مليار جرعة من اللقاحات على نحو 146 دولة منذ اندلاع نازلة كورونا.
واستمرت المخاوف أمس من اتجاه الفايروس إلى تكثيف هجمته على الإنسانية، مستغلاً الشتاء القارس الذي يجتاح النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ولا تزال اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة الأشد رزءاً بعدوى الفايروس خلال الساعات الـ24 الماضية:
• سجلت اليابان الإثنين 175961 إصابة جديدة.
• سجلت كوريا الشمالية الإثنين 86852 إصابة جديدة.
• سجلت الولايات المتحدة 65528 إصابة جديدة (الإثنين).
وسجلت دول العالم (الإثنين) 555973 إصابة جديدة، بزيادة نسبتها 21% عما كان عليه الوضع قبل أسبوعين. كما ارتفع عدد وفيات العالم الإثنين بـ 28%، ليصل إلى 1769 وفاة. وارتفع عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة (الإثنين) بنحو 56% مقارنة بما تم رصده قبل 14 يوماً. والأشد إثارة للقلق أن أمريكا قيدت (الإثنين) 468 وفاة، تزيد بنحو 48% عن وفياتها اليومية قبل 14 يوماً. وواصلت الصين أمس، المضي في خطواتها الهادفة إلى تقليص التدابير الوقائية ضد الوباء العالمي، التي تعرف باستراتيجية «صفر كوفيد». وأعلنت ولاية نويفو ليون، الواقعة شمال المكسيك، الليل قبل الماضي أنها قررت فرض إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة المغلقة، في مسعى يهدف إلى خفض العدد المتزايد للإصابات الجديدة بكل من كوفيد-19، وفايروس الجهاز التنفسي المَخْلَوي. وقال وزير صحة الولاية، التي تضم ثالثة كبرى مدن المكسيك، وهي مدينة مونتيري، إن قرار إلزامية ارتداء الكمامة سينفذ بشكل فوري. وتقول السلطات إن أكثر الإصابات الجديدة في المكسيك يتم تسجيلها في ولاية نويفو ليون، التي حصل 86% من سكانها على جرعة وحيدة فقط من لقاحات كورونا.
اليابان تبدأ تجارب متقدمة للقاح جديد
أعلنت شركة ميجي هولدينغز الدوائية المحدودة في اليابان أمس، أنها بدأت مرحلة ثالثة من تجربة سريرية على لقاح ابتكرته، مستخدمة تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي (mRNA). وأشارت إلى أن التجربة ستستمر إلى أبريل 2024. وأوضحت أن اللقاح قامت بتطويره شركة أركتوروس ثيرابيوتكس الدوائية الأمريكية. وستتم خلال التجربة مقارنة فعالية اللقاح الجديد بلقاح مرسال الحمض النووي الروسيوزي الذي طورته شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية. وستتحصل على منحة مالية لتطوير نظام ياباني لإنتاج اللقاحات في الأراضي اليابانية. وكانت شركة سانكيو الدوائية اليابانية أعلنت أن لقاحاً ابتكرته باستخدام التكنولوجيا نفسها لكبح كوفيد-19 أظهر فعالية. وقالت سانكيو إنها تنوي التقدم ببياناتها للجهات الرقابية لفسح اللقاح الجديد في يناير 2023. وفي سياق ذي صلة؛ أعلنت شركة سيونوغي الدوائية اليابانية أمس (الثلاثاء)، أن الحكومة اليابانية وافقت على شراء مليون جرعة إضافية من دواء اخترعته لعلاج كوفيد-19. وكانت الحكومة اليابانية اتفقت في السابق مع شيونوغي على تزويدها بمليون جرعة من العقار الجديد المسمى «إينسيتريلفير»، ويعرف تجارياً بـ «كوكسكوفا». وتأتي الخطوة الحكومية فيما تواجه اليابان تسارعاً غير مسبوق في تفشي كوفيد-19 في أراضيها.
ويؤخذ عقار كوكسكوفا في شكل قرص بالفم مرة يومياً مدة 5 أيام، لمنع الفايروس من استنساخ نفسه داخل الخلايا الإنسانية. ولا يوجد في العالم دواء مماثل يتم تناوله بالفم سوى عقاري اسكلوفيد، ودواء أنتجته شركة ميرك الدوائية الأمريكية.
ومن ناحية أخرى؛ أعلنت شركة فايزر، أن عائداتها من مبيعات لقاحها القائم على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي ستراوح بين 10 مليارات و15 مليار دولار خلال سنة 2023. وأدى الإعلان إلى ارتفاع قيمة سهم فايزر في بورصة نيويورك بنسبة 2% بعد ظهر الإثنين، ليصل سعره إلى 25.59 دولار. ويتوقع أن تصل عائدات فايزر بنهاية السنة الحالية إلى 100 مليار دولار، أي أكثر من ضعف مستواها قبيل اندلاع الوباء العالمي. ويعزى ذلك إلى الطلب القوي على لقاح فايزر، وعقار باكسلوفيد الذي ابتكرته لمعالجة مرض كوفيد-19. وخلال نوفمبر الماضي أعلنت فايزر أنها قررت زيادة توقعات أرباحها من مبيعات لقاحها خلال 2022 بنحو ملياري دولار. لكن فايزر قالت، إنها تتوقع أن تخسر 17 مليار دولار من مبيعاتها السنوية خلال الفترة 2025 - 2030، بسبب انقضاء حقوق ملكية بعض براءات اختراعاتها الدوائية. وعلى صعيد آخر؛ أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أنها أقرت استخدام عقار أداغراسيب، الذي ابتكرته شركة ميراتي ثيرابيوتيكس الدوائية الأمريكية لمعالجة سرطان الرئة. وقالت ميراتي، إن عقارها سيتم تسويقه باسم «كارازاتي». وأضافت أنه سيباع بنحو 19750 دولاراً للعبوة التي تحوي 200 قرص.
كشف باحثون أوروبيون بُعداً جديداً لمخاطر التغير المناخي. وقالوا، إن ذوبان الجليد في المناطق القطبية الشمالية المتجمدة قد يميط اللثام عن عدد من الفايروسات الخطيرة التي ظلت مدفونة تحت الجليد عشرات آلاف السنوات. وأشار الباحثون إلى أنهم عثروا على فايروس متجمد في بحيرة متجمدة منذ 48500 سنة. وأوضحوا أن عينات أخذوها من بحيرة متجمدة في سيبيريا في روسيا أكدت العثور على 13 فايروساً لا علم للإنسانية بها. وأطلقوا عليها «الفايروسات الشبحية». وقالوا، إن هذه الفايروسات لا تزال مُعدية، على رغم أنها ظلت في حال كُمُون آلاف السنوات. وذكر الباحثون أن العلماء ظلوا يحذرون منذ سنوات عدة من أن ذوبان الجليد القطبي قد يتسبب في انطلاق غازات الدفيئة، خصوصاً غاز الميثان. لكنهم أقروا بأنهم ليسوا على دراية بما يمكن أن يؤدي إليه ذلك الذوبان إذا أسفر عن فايروسات ظلت مدفونة في الثلج طوال الألفيات الماضية. وأكد الباحثون من روسيا وألمانيا وفرنسا، أنهم سيواصلون أبحاثهم في هذا المجال لاكتشاف مخاطر عودة تلك الفايروسات للحياة، واحتمالات إضرارها بالإنسانية.