عام توشك شمسه على الغروب.. دون أن يكون العالم قد حقق أياً من الحلول العاجلة لقضايا ونزاعات أدمت الإنسانية وأوجعتها؛ إذ إن الحرب في أوكرانيا لا تزال تبحث عن حل منذ اندلاعها قبل 298 يوماً، على رغم ما خلّفته من تبعات، شملت نقص إمدادات القمح، وزيادة التضخم الاقتصادي، وتهديد القارتين الأوروبية والأمريكية الشمالية بنقص إمدادات الغاز والنفط في شتاء غير مسبوق، من شدة كثافة ثلوجه، وانخفاض درجات حرارته. كما أن هذا النزاع الواقع في أقصى أصقاع أوروبا طغى على بقية مشكلات العالم التي تتسبب بأوجاع مؤلمة في القارات الأخرى؛ إذ إن الفقر لا يزال يلتهم سكان أفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا. كما أن النزاعات الرئيسية في العالم لا تزال بلا حل: مشكلة سد النهضة، الحرب على الإرهاب في غرب أفريقيا وشرقها، والنزاع في شمال البحر الأبيض المتوسط. وبالطبع فإن مشكلة فلسطين ستدخل عاماً جديداً يتوقع أن تستمر فيه إراقة الدم الفلسطيني. كما أن النظام الإيراني لا يزال يهدد السلام العالمي، ويواصل زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط من دون رادع؛ بل يحث خطاه للتعجيل بامتلاك سلاح نووي سيكون تهديداً للعالم كله. عام جديد يقف على الأبواب وليس بين يدي سكان المعمورة سوى التمسك بأمل واهٍ بأن يكون عاماً سعيداً، يأتي بالسلام للمقهورين، والغنى للفقراء، والطعام للجياع، والازدهار للاقتصادات التي تعاني في كل مكان.