تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ونيابة عنه، حضر وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي حفل تسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه للفائزين بها في دورتها العاشرة في مقر الأمم المتحدة في فيينا بجمهورية النمسا.
وألقى كلمة خلال الحفل استعرض فيها جانباً من أنشطة حكومة المملكة التي تنفذ بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين نحو المحافظة على البيئة في المملكة وإعادة تأهيلها وتوفير المياه الصالحة للشرب والحد من فقدها وتشجيع الإبداع والبحث العلمي في هذا المجال.
وافتُتح الحفل بكلمة لسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا المندوب الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان أشار فيها إلى الأهمية الحيوية للمياه والأزمات الناتجة عن ندرتها التي تهدد عدة دول حول العالم بالجفاف خصوصا في ظل أزمة المناخ والارتفاع في درجات الحرارة، وصعوبة التعامل مع أزمة الغذاء مما يؤدي إلى مخاطر نشوب النزاعات.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في حفل تسليم الجائزة التي أسسها ومولها الأمير سلطان بن عبدالعزيز عام 2002 لتجسد اهتمام المملكة العربية السعودية بالمياه والمحافظة عليها وتعبر عن حرصه على دعم العلماء والمخترعين والمنظمات البحثية التي تسهم في توفير الحلول المستدامة في هذا المجال الذي يمثل شريان الحياة البشرية، وحظيت هذه المبادرة الدولية باهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.
وأشاد بجهود قيادة المملكة وخططها لاستدامة الموارد المائية وترشيد استخدامها والمحافظة عليها، وبدت تلك الجهود والإستراتيجيات واضحة وجلية بالأهداف التي رسمتها رؤية 2030 الطموحة التي أطلقت إستراتيجيتها الوطنية للمياه تحت إشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة لتنمية وتحقيق الاستدامة للموارد المائية للأجيال القادمة.
وهنأ الفائزين بالجائزة حيث قدّموا من خلال أبحاثهم العلمية حلولاً رائدة ومبتكرة في مجال توفير مياه الشرب اللازمة لشعوب العالم ومعالجة قضايا ندرة المياه والمحافظة عليها، متمنيا لهم مزيدًا من العطاء لخدمة الإنسانية والعالم أجمع.
وقدم الشكر للرئيس الفخري لمؤسسة جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، لما يقدمه من دعم ورعاية دائمة أوصلت هذه الجائزة لما هي عليه اليوم.
من جانبه ألقى ضيف الشرف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة كاسابا كوروسي بكلمة -عبر الاتصال المرئي- أشاد فيها بالجائزة وبالأهداف النبيلة التي تسعى لتحقيقها في تحفيز الإبداع البشري للمشاركة في حل قضايا ندرة المياه والمحافظة عليها.
من جهته أوضح رئيس جامعة الملك سعود رئيس مجلس الجائزة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر في كلمته أن الجائزة تربطها بالأمم المتحدة صلات وثيقة، فقد حصلت على صفة مستشار خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة في العام 2013، كما حصلت في العام 2008 على صفة عضو مراقب أيضاً في لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، كما أقيم حفل تسليم الجائزة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ويقام الآن في مقرها في فيينا للمرة الأولى وتوجت هذه العلاقة بتوقيع مذكرة تفاهم بينهما تم بموجبها إنشاء أول بوابة دولية للعلماء المتخصصين بالمياه والفضاء على مستوى العالم.
بدوره ثمن الأمين العام للجائزة الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ لخادم الحرمين الشريفين رعايته الكريمة للحفل، معرباً عن سعادته لتحقق العديد من رؤى مؤسسها الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الحد من خطورة ندرة المياه لما فيه مصلحة البشرية من خلال هذه الجائزة التي تولى قيادتها بكل حكمة وحرص على تألقها الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.
وشكر الدكتور آل الشيخ كلا من الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في فيينا، والوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي UNOOSA لمشاركتهم الفعالة في إنجاح الحفل ومساندة الأمانة العامة للجائزة في تنظيمه على أعلى مستوى, مهنئاً الفائزين بالجائزة في دورتها العاشرة على الإنجاز المبدع الذي حققوه, ومتمنيا لهم مزيداً من التفوق والتألق والعطاء.
ودعا العلماء المبدعين في جميع أنحاء العالم للترشح لنيل جوائز الدورة الحادية عشرة قبل نهاية ديسمبر 2023م من خلال موقعها www.psipw.org.
فيما عبر الفائزون عن سعادتهم بهذه المناسبة, متناولين أهم ملامح إبداعاتهم التي استحقوا بموجبها نيلها.
كما نوه المدير المكلف لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي نيكولاس هدمان بالعلاقة الوطيدة التي تربط الأمم المتحدة بالجائزة منذ العام 2008 للمساهمة معاً في تحقيق الأمن المائي وحل مشكلة ندرة المياه والمحافظة عليها التي تضمنها الهدف السادس المتعلق بالمياه والصرف الصحي ضمن مجموعة أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة وتسعى لتحقيقها مع جميع دول العالم حتى العام 2030.