-A +A
رسْمُ سيناريو ما سيحدث في إيران خلال سنة 2023 لا يحتاج إلى تخصص في الاستراتيجيا والعلوم السياسية، فقد غدا واضحاً وضوح الشمس أن الثورة الشعبية الهادفة لتخليص إيران من ظلم الملالي؛ الذي يحكمها بقبضة من حديد منذ 1979، ماضية الى حين تحقيق هدفها، بعدما قدَّمت مئات الشهداء من النساء والرجال والأطفال. ويزيد الأمر قتامة بالنسبة الى أن النظام المتخصص في الزعزعة والتخريب والقتل أنه لم تعد هناك خيارات كافية أمام مرشده علي خامنئي؛ فقد أغلق على نفسه أبواب الاختيار منذ أن قرر أن الأولوية عنده تنصرف إلى بقاء ما يسميه «الجمهورية الإسلامية»، بغض النظر عن ثمن ذلك مهما كانت فداحته. ويؤمن خامنئي بأنه يجوز له، من خلال حرسه الثوري ومليشيا الباسيج، قتل جميع أفراد الشعب الإيراني إذا تعارضت مطالبهم مع هدفه المعلن. وهو ما يعني أن المرشد لن تطرف له عين إذا كان الحفاظ على نظامه سيؤدي إلى جريان بحور من الدم في كل مدينة وقرية. وهو يتقبل ذلك على رغم إدراكه جيداً أن الغرب حسم أمره على ضرورة منازلة «الجمهورية الإسلامية» لتصفيتها نهائياً. ويلاحظ أن إحياء الاتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي لم يعد يهم الغرب كثيراً. وكالعادة فإن الشعب الإيراني المقهور سيكون ضحية هذا الصدام مع الغرب، عقوباتٍ، وشظف عيش، وانعدام كل أمل في التقدم، وتطور التعليم، والصحة، وجودة الحياة.