دشن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، اليوم، حي حراء الثقافي المقام في سفح جبل حراء في مكة المكرمة، الذي قامت بتنفيذه إحدى الشركات الاستثمارية، بإشراف الهيئة الملكيّة لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وفور وصوله إلى مقر الحفل أزاح الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا بافتتاح المشروع رسميًا، ثم قام بجولة داخل معرض الوحي الموجود في حي حراء الثقافي الذي يضم معرضًا عن القرآن الكريم حيث استمع لشرح عن قاعات المعرض وتقنياته كما زار القاعة التي تحاكي غار حراء، وضمَّت مُجسَّمًا للغارِ نُفِّذ بالأبعاد الطبيعية له. بعد ذلك انتقل الأمير خالد الفيصل وضيوف الحفل إلى قاعة الحفل الخطابي الذي انطلق بالسلام الوطني، ثم آيات بينات من القرآن الكريم، تلتها كلمة الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس صالح الرشيد، ثم شاهد الحضور عرضًا وثائقيًا عن المشروع وأهميته والاستراتيجيات التي ينطلق منها، بعدها غادر أمير مكة المكرمة مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
يذكر أن حي حراء الثقافي يعد معلمًا سياحيًّا وثقافيًا يعبر عن رعاية المملكة العربية السعودية للمواقع التاريخية، ويستثمر عطاءات الموقع الطبيعية، وقيمته التاريخية؛ ويرتبط بجبل حراء وغار حراء، حيث المكان الذي ابتدأ فيه نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويحظى بمكانة في وجدان المسلمين.
ويضم معرضًا للوحي يأخذ الزائر إلى رحلة معرفيَّة؛ للتعرُّف على الغار الذي نزل فيه الوحي، إلى النبي محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما جُهِّز المعرضُ المصاحب بأحدثِ تقنياتِ الصوتِ والصورةِ، كما يستمتعُ الزائر فيه بمشاهدة غارِ حراءٍ عبرَ مُجسَّم للغارِ نُفِّذ بالأبعاد الطبيعية له.
ولتلبيةِ حاجةِ الراغبين في صعودِ الجبل للوصول إلى الغار؛ يجرِي العمل على تنفيذِ طريق مُزوَّدٍ باللوحاتِ الإرشادية، ووسائلِ السلامة.
ولكون غار حراء هو المكان الذي نزلت فيه أولى آيات القرآن الكريم، فقد أقيم متحف القرآن الكريم، الذي يبرز جوانب العناية بِه على مر العصورِ، بأسلوبِ عرض مُتحفِيّ، ويضمُّ مُقتنياتٍ ومخطوطاتٍ نادرةً للمصحفِ الشريفِ.
ويسعى الحي إلى أن يكون مكانًا مناسبًا للأسرة بجميع أفرادها، إذ لم يقتصر محتواه على الكبار فقط؛ بل خصّصت قاعة للأطفال؛ تمكّنهم من الاستمتاع بالترفيه والمعرفة في وقت واحدٍ.
إضافة إلى ذلك، يستمتع الزوار بحديقةِ حراءٍ بين أحضان الطبيعة، مع مجموعةٍ متنوعةٍ منَ المقاهي والمطاعم والمرافِقِ الخدمِيَّة والتِّجارية الأخرى.
يذكر ان هذه هي المرحلة الأولى من مشروع حي حراء الثقافي الذي تشرف عليه الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الثقافة ووزارة السياحة وأمانة العاصمة المقدسة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن والهيئة العامة للأوقاف، ويهدف الى تطوير الموقع بما يليق بمكانته التاريخية، ومكانة المملكة العربية السعودية، ورعايتها للبقاع المقدسة، والمواقع التاريخية فيها إضافة إلى استثمار عطاءات المكان الطبيعية، وقيمته التاريخية، بما ينسجم مع مكانة مكة المكرمة، وبعدها الديني والإنساني والتاريخي والإسهام في إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين بصورة صحيحة وسليمة وإضافة عناصر تنموية، تمثل قيمة مضافة للمكان، لخدمة زواره من سكان مكة المكرمة وقاصديها.
ويقع المشروع على مساحة تفوق 67 ألف متر مربع، ويتكون من معرض للوحي يعرض قصة نزول الوحي على الأنبياء وصولاً إلى خاتم الرسل، ويفرد المعرض جناحًا خاصًا يحكي قصة نزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وجانبًا من سيرته عليه الصلاة والسلام. ويقدم عرضًا تقنيًا جذابًا، يأخذ المشاهد في رحلة سمعية وبصرية إثرائية.
كما يضم متحفًا للقرآن الكريم هو أول متحف متخصص في القرآن الكريم في مكة المكرمة، يعرّف المتحف بكتاب الله تعالى، ويبين عظمته وعالميته، ومظاهر الاحتفاء والعناية به، وأثره في حياة المسلمين عبر منظومة واسعة من التقنيات الحديثة والمقتنيات المميزة إضافة إلى مجموعة من أنفس مخطوطات القرآن الكريم.
وتوجد مراحل مستقبلية للمشروع يجري العمل على إنجازها تباعًا.