جاءت حادثة المنطاد الصيني فوق أجواء الولايات المتحدة لتوجد سبباً إضافياً للتوتر بين الدولتين العملاقتين، اللتين تتنازعان الهيمنة على العالم، الذي لا يزال يترنح بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يوشك على إكمال سنته الأولى في 24 فبراير الجاري، إضافة إلى استمرار نظام ملالي إيران في مؤامرات وجرائم الزعزعة، فضلاً عن ارتفاع وتيرة العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وكان إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصين، التي كان مقرراً أن تتم الجمعة، أول وأبرز نتائج حادثة المنطاد. وفيما تتمسك الصين بأن المنطاد علمي ومخصص لدراسة الطقس؛ تشدد واشنطن على أنه أداة للتجسس تهدد الأمن الأمريكي، وتنتقص السيادة الأمريكية. وتقول الصين، إن الحادثة تعزى إلى «قوة قاهرة»، وإنها «قضاء وقدر»، إذ غيّرت الريح اتجاه المنطاد. لكن التبريرات الصينية ليست مقنعة بالنسبة إلى الأمريكيين، خصوصاً أنها تأتي بعد أيام من توقيع واشنطن اتفاقاً مع الفلبين يمنح أمريكا حق استخدام قواعد عسكرية وبحرية في الفلبين، لمناوأة الصين في بحر الصين الجنوبي. وعلى رغم أنه لا يتوقع أن يؤدي التراشق بشأن المناطيد الصينية إلى حرب بين القوتين الكبيرتين؛ إلا أنه وضع ينبغي أن ترتقي فيه الدبلوماسية الأمريكية والصينية إلى أرفع مسلك يمكن أن يؤدي لخفض التوتر، وإزالة التهديد الذي تنطوي عليه مثل هذه المواجهات والخلافات.