يطلق عليها المتابعون لقب (الشجرة الغازية) لكثرة انتشارها وهيمنتها على البيئة المحيطة، كما يطلق عليها البعض في العالم اسم (شجرة الشيطان) لما تسببه من أضرار في بيئات وجودها ولقلة انتفاع الحياة الحيوانية منها ولانعدام فائدتها. إنها البروسبوس أو شجرة «المسكيت» النبتة التي غزت مساحات شاسعة من الأراضي وظهرت بشكل كبير في الأحياء وفي المناطق الرعوية لتشكل خطورة على الغطاء النباتي الرعوي وعلى النباتات. واستطلعت «عكاظ» رأي عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الزراعي والنباتي حول خطورة النبتة ومصيرها وكيفية الحد من انتشارها. يقول أستاذ علم الأحياء المشارك والباحث العلمي المشرف على فريق رصد للحياة الفطرية الدكتور سلطان الشريف إن نبات «السلم الأمريكي» أو ما يعرف بالمسكيت ظهر في بلادنا بعد إحضاره ضمن برامج التشجير الحضري ولمكافحة التصحر وهو قادم من بيئة جنوب أمريكا وظهر فساده وخطره في جميع أنحاء الوطن تقريباً، إذ انتشر في عدة مناطق بعضها يعاني بشدة من سيادته وقتله للنباتات المتوطنة الأصيلة بأكثر من طريقة أهمها ما يعرف بالخاصية الأليلوباثية التي أوضحت الدراسات العلمية أنه يفرزها عبر الجذور والأوراق، وهي مواد تقضي على جيرانه من النباتات الأخرى ليسود هو بالموقع.
يستطرد أستاذ علم الأحياء: إن نبات المسكيت يحجب الضوء عن الأعشاب والنباتات فتموت وتترك الموقع لصالحه وهو يفضل البيئة الرطبة والساحلية، وهناك جزر وشواطئ بالسعودية تغطت به، كما أن المسكيت يتعارض مع أبجديات الحفاظ على التنوع الأحيائي.
لم ينجح كحطب!
يشير أستاذ علم الأحياء سلطان الشريف، إلى أن حدود انتشار المسكيت لم تكن سريعة في المنطقة الوسطى مقارنة بالمناطق الساحلية الرطبة، وهذا لا يجعله بريئاً؛ لأن معدل نموه سريع ويطرح آلاف البذور التي تحملها مياه الأمطار إلى مناطق أخرى بعيدة ثم ينتشر مجدداً بمواقع جديدة. يضاف لذلك أنه شوكي تعلق به الأكياس البلاستيكية، والمحاولات الميدانية أثبتت صعوبة إزالتها. وهو غير رعوي ولم ينجح كحطب ولا يحقق ظلاً وارفاً أو موائل وليس طعاماً للطيور وغيرها من الأنظمة البيئية إذا ما قورن بأشجارنا المحلية المتوطنة. وعن غزو هذا النبات للبيئات والنباتات المجاورة يقول إن النبات صنفته الجهات المختصة على أنه ضار غازي قادر على قتل جيرانه مقابل غزوه هو فقط وهو بذلك يدمر قاعدة الهرم الغذائي في المنطقة التي ينتشر بها مُخلاً بالتوازن البيئي، خاصة الشبكات والسلاسل الغذائية، وخطورته تكمن بأنه يقضي على التنوع النباتي لصالح سيادته.
كيف الخلاص؟
عن أفضل السبل للتخلص منه يقول أستاذ علم الأحياء، إن هناك طرقاً متباينة للتخلص من خطأ إدخال هذا النبات إلى بيئة مختلفة عن بيئته حيث يغيّب عدوه الطبيعي، وأفضل تلك الطرق التطبيق الآمن للتخلص منه. أما من ناحية موقف الجهات تجاهه، لاحظنا تفهماً واضحاً وتوجهاً مبدئياً يشير إلى قرب إزالته، ومثل هذه القرارات تحتاج إلى حصر ودراسة وخطط عمل تحقق معايير الاستدامة قبل البدء ميدانياً. ولأهمية الحفاظ على الحياة البرية خاطبت أكثر من جهة معنية بشأنه، وكان أول خطاب 1437هـ، مُرفِقاً به ما يلزم من دراسات عالمية، ثم أتبعته بمخاطبات أخرى، منها 1439هـ مشفوعة بصور ميدانية محلية توضح خطره؛ تجنباً للوقوع بما وقع به غيرنا حيث عانت عدة دول وبذلت الغالي والنفيس من جهد ومال لمكافحة نبات المسكيت، وقد وصل انتشاره ببعض الدول إلى ثمانية عشر مليار متر مربع، وكشف علماء من عدة جامعات منها كينيا وأمريكا أن انتشاره بلغ 5 ملايين هكتار وهذه مساحات شاسعة، إزالتها تجهِد ميزانيات دول، وقد زُرع نبات المسكيت في هذه الدول المتضررة رغبة منها في زيادة الغطاء الأخضر ومكافحة التصحر.
الهجليج والقرض والغاف
في المملكة 2200 نوع نباتي مختلف، منها قرابة 150 نوعاً متوطناً أصيلاً، يقول أستاذ علم الأحياء: لا نحتاج إلى إدخال نباتات غير مدروسة إلى بيئتنا المميزة عالمياً. هذا من ناحية الأصل، أما من ناحية البدائل، فلدينا أشجار وارفة الظلال وشجيرات غاية في الجمال ومتسلقات نشاهدها على الجبال والتلال وأعشاب طبية واقتصادية تميزت بخصال الكمال، وإن أردنا استعراض باقة من أسماء بدائل مميزة فعلى رأسها يأتي الغاف الرمادي والقرض والهجليج والأثل والمورينجا العربية والسدر والسرح والسيال والعتم.. وغيرها، ولكل منطقة قائمة نباتات منصوح بها تختلف نسبياً عن المناطق الأخرى. وعليه، إن نجحت إزالته «ولا أرى سبيلاً لفشلها» فلا نحتاج وضع بدائل إلا أن تكون لإعادة توطين أنواع محددة بأعداد مدروسة في مواقع متضررة.
نبات دخيل وغازي
طالبة الدراسات العليا والباحثة في شؤون النبات سارة حاتم العتيبي، ترى أن أشجار المسكيت تنتشر من الساحل الغربي وصولاً إلى جازان لأنها تفضل البيئات الرطبة والأودية وهذا ما يجعل ضررها أعمق لأن التنوع النباتي المحلي في هذه البيئات أفضل من غيره وكلّما قلّ التنوع النباتي، قلّت الحياة الفطرية وفقدت الأرض اتزانها البيئي وأثرت بدورها على صحة الإنسان، وأصبح هنالك خلل في نظام البيئة.
وتستطرد العتيبي، أنه تبعاً لمنظمة IUCN التي تُعنى بحفظ الطبيعة والتنوع الأحيائي يتم تصنيف النبات على أنه دخيل وغازي بعدة صفات أهمها سرعة انتشاره وإنتاجه لثمار مليئة بعدد لا يُحصى من البذور المتحملة للظروف الصعبة وإفراز جذوره مواد تثبط نمو النباتات الأخرى حوله في ظاهرة تُسمّى بالتضاد البيوكيميائي ما يجعله المسيطر في المنطقة، وبالتالي يقلّ التنوع الأحيائي ما يؤثر بدوره على تنوع الحياه الفطريه كاملة. وعن المبادرات والحلول للحد من انتشاره قالت العتيبي: إن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي سبق أن أعلن عن مبادرته لمكافحة عدّة نباتات غازية على رأسها شجرة المسكيت. وما زالت الدراسات قائمة لتحديد أفضل طريقه للمكافحة إذ إنْ الطريقة الخطأ من الممكن أن تزيد من مشكلة انتشاره بشراسة أكبر لاسيما أنه لبيئتنا ما هو ملائم لها ومن ذلك الأكاسيات بأنواعها (السلم، السمر)، السدر البري، الأثل، الرنف وغيرها.
مأوى للمتسللين
الناشط البيئي والمستشار والخبير الزراعي سعيد السهيمي، يرى أن هذا النبات لا علاقة له بالسلم، وهذا الاسم أطلقه بعض الأشخاص نظراً لوجود الشوك فيه بينما هو في الواقع نوع من أنواع الغاف ولم يكن لدى المسؤولين علم بخطورة انتشاره حتى فقدت السيطرة عليه وانتشر رغم أن بيئة الجزيرة العربية ليست بيئته الأصلية فهو قادم من أمريكا الجنوبية، لكنه الآن أصبح منتشراً في كل مكان وهو يستهدف المناطق الرطبة التي تحوي المياه الجوفية والتي يكثر فيها الغطاء النباتي من أعلى الأودية شرقا إلى سواحل البحر غربا. وأضاف السهيمي، أن النبات يسمى (غازي) لأنه ينتشر بسرعة ولديه بذور سريعة الإنبات وجذور تضرب عميقاً في الأرض حتى تصل إلى أكثر من 60 مترا، خانق للنباتات الأخرى بحيث يمنعها من النمو حوله، قد يفرز بعض المواد الكيميائية التي تجعله مسيطراً في المنطقة، قد يؤثر على كثير من الأودية في المنطقة الجنوبية حيث تغيرت ملامحها النباتية الأصلية المحلية، كما يمكن أن يغير مجاري الأودية بانتشاره السريع وقد يستعمله كثير من مخالفي الأنظمة للتستر.
وتعجب السهيمي، من بعض الأشخاص الذين يدافعون عن هذه النبتة لجهلهم بخطورتها، أما أفضل السبل للتخلص منها فهو اقتلاع أشجاره قبل موعد التزهير حتى لا يكون هناك أي بذور تسقط في التربة عند اقتلاعها، وهناك بالفعل أبحاث ودراسات من قبل الجهات المعنية تستهدف القضاء عليه وإزالته ولكن لم يتم البدء فيها، وبإذن الله يكون هناك استبدال لهذه النبتة الخطرة واستبدالها بالبدائل المناسبة من واقع بيئتنا النباتية التي تزخر بأنواع عديدة من النباتات المتنوعة.
أتى بها اجتهاد خاطئ
الناشط البيئي و رئيس رابطة الأفلاج الخضراء محمد الحبشان قال: إن النبات ظهر نتيجة اجتهاد خاطئ إذ تم استيرادها من مواطنها الأصلية أمريكا وأستراليا لما ذكر عن قدرتها على إيقاف زحف الرمال و التعايش مع قسوة الأجواء لكن جاءت بنتائج كارثية إذ اُكتشف فيما بعد أنها تغزو وتسيطر على المناطق التي تزرع فيها وتمد جذورها لتقضي على جميع النباتات حولها بامتصاص المياه والمغذيات من التربة ما أدى إلى اختفاء النباتات المحلية وتضرر الرعي، كما أن لهذا النبات القدرة على مد جذورها لتصل للمياه السطحية تحت الأرض، و سجل في إحدى المناطق وصولها لمسافة 56 مترا، ومن أبرز صفاتها سرعة انتشارها العجيبة إذ تنتج كمية بذور كبيرة تنتشر مع السيول وفي المناطق الساحلية الرطبة ما أضر بالأودية وتسببت كثافة نموها في تغيير مجاري بعض الأودية وانجراف التربة بها.
و أردف الحبشان أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي قام مؤخرا بتصنيف الأشجار الغازية ولديهم مشروع لمحاربة هذه الشجرة بطرق علمية وكيميائية حديثة إذ إن التعامل مع هذه الشجرة لا يمكن بالطرق العادية الميكانيكية أي بالقطع و الإزالة لأن لديها قدرة على العودة للنمو بسرعة كبيرة وفي القريب سنسمع عن بدء هذا المشروع الضخم وستكون البدائل هي الأشجار المحلية التي كانت تنمو قبل قدوم هذه الشجرة فلكل منطقة أشجارها التي تتأقلم مع طبيعتها.
يستطرد أستاذ علم الأحياء: إن نبات المسكيت يحجب الضوء عن الأعشاب والنباتات فتموت وتترك الموقع لصالحه وهو يفضل البيئة الرطبة والساحلية، وهناك جزر وشواطئ بالسعودية تغطت به، كما أن المسكيت يتعارض مع أبجديات الحفاظ على التنوع الأحيائي.
لم ينجح كحطب!
يشير أستاذ علم الأحياء سلطان الشريف، إلى أن حدود انتشار المسكيت لم تكن سريعة في المنطقة الوسطى مقارنة بالمناطق الساحلية الرطبة، وهذا لا يجعله بريئاً؛ لأن معدل نموه سريع ويطرح آلاف البذور التي تحملها مياه الأمطار إلى مناطق أخرى بعيدة ثم ينتشر مجدداً بمواقع جديدة. يضاف لذلك أنه شوكي تعلق به الأكياس البلاستيكية، والمحاولات الميدانية أثبتت صعوبة إزالتها. وهو غير رعوي ولم ينجح كحطب ولا يحقق ظلاً وارفاً أو موائل وليس طعاماً للطيور وغيرها من الأنظمة البيئية إذا ما قورن بأشجارنا المحلية المتوطنة. وعن غزو هذا النبات للبيئات والنباتات المجاورة يقول إن النبات صنفته الجهات المختصة على أنه ضار غازي قادر على قتل جيرانه مقابل غزوه هو فقط وهو بذلك يدمر قاعدة الهرم الغذائي في المنطقة التي ينتشر بها مُخلاً بالتوازن البيئي، خاصة الشبكات والسلاسل الغذائية، وخطورته تكمن بأنه يقضي على التنوع النباتي لصالح سيادته.
كيف الخلاص؟
عن أفضل السبل للتخلص منه يقول أستاذ علم الأحياء، إن هناك طرقاً متباينة للتخلص من خطأ إدخال هذا النبات إلى بيئة مختلفة عن بيئته حيث يغيّب عدوه الطبيعي، وأفضل تلك الطرق التطبيق الآمن للتخلص منه. أما من ناحية موقف الجهات تجاهه، لاحظنا تفهماً واضحاً وتوجهاً مبدئياً يشير إلى قرب إزالته، ومثل هذه القرارات تحتاج إلى حصر ودراسة وخطط عمل تحقق معايير الاستدامة قبل البدء ميدانياً. ولأهمية الحفاظ على الحياة البرية خاطبت أكثر من جهة معنية بشأنه، وكان أول خطاب 1437هـ، مُرفِقاً به ما يلزم من دراسات عالمية، ثم أتبعته بمخاطبات أخرى، منها 1439هـ مشفوعة بصور ميدانية محلية توضح خطره؛ تجنباً للوقوع بما وقع به غيرنا حيث عانت عدة دول وبذلت الغالي والنفيس من جهد ومال لمكافحة نبات المسكيت، وقد وصل انتشاره ببعض الدول إلى ثمانية عشر مليار متر مربع، وكشف علماء من عدة جامعات منها كينيا وأمريكا أن انتشاره بلغ 5 ملايين هكتار وهذه مساحات شاسعة، إزالتها تجهِد ميزانيات دول، وقد زُرع نبات المسكيت في هذه الدول المتضررة رغبة منها في زيادة الغطاء الأخضر ومكافحة التصحر.
الهجليج والقرض والغاف
في المملكة 2200 نوع نباتي مختلف، منها قرابة 150 نوعاً متوطناً أصيلاً، يقول أستاذ علم الأحياء: لا نحتاج إلى إدخال نباتات غير مدروسة إلى بيئتنا المميزة عالمياً. هذا من ناحية الأصل، أما من ناحية البدائل، فلدينا أشجار وارفة الظلال وشجيرات غاية في الجمال ومتسلقات نشاهدها على الجبال والتلال وأعشاب طبية واقتصادية تميزت بخصال الكمال، وإن أردنا استعراض باقة من أسماء بدائل مميزة فعلى رأسها يأتي الغاف الرمادي والقرض والهجليج والأثل والمورينجا العربية والسدر والسرح والسيال والعتم.. وغيرها، ولكل منطقة قائمة نباتات منصوح بها تختلف نسبياً عن المناطق الأخرى. وعليه، إن نجحت إزالته «ولا أرى سبيلاً لفشلها» فلا نحتاج وضع بدائل إلا أن تكون لإعادة توطين أنواع محددة بأعداد مدروسة في مواقع متضررة.
نبات دخيل وغازي
طالبة الدراسات العليا والباحثة في شؤون النبات سارة حاتم العتيبي، ترى أن أشجار المسكيت تنتشر من الساحل الغربي وصولاً إلى جازان لأنها تفضل البيئات الرطبة والأودية وهذا ما يجعل ضررها أعمق لأن التنوع النباتي المحلي في هذه البيئات أفضل من غيره وكلّما قلّ التنوع النباتي، قلّت الحياة الفطرية وفقدت الأرض اتزانها البيئي وأثرت بدورها على صحة الإنسان، وأصبح هنالك خلل في نظام البيئة.
وتستطرد العتيبي، أنه تبعاً لمنظمة IUCN التي تُعنى بحفظ الطبيعة والتنوع الأحيائي يتم تصنيف النبات على أنه دخيل وغازي بعدة صفات أهمها سرعة انتشاره وإنتاجه لثمار مليئة بعدد لا يُحصى من البذور المتحملة للظروف الصعبة وإفراز جذوره مواد تثبط نمو النباتات الأخرى حوله في ظاهرة تُسمّى بالتضاد البيوكيميائي ما يجعله المسيطر في المنطقة، وبالتالي يقلّ التنوع الأحيائي ما يؤثر بدوره على تنوع الحياه الفطريه كاملة. وعن المبادرات والحلول للحد من انتشاره قالت العتيبي: إن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي سبق أن أعلن عن مبادرته لمكافحة عدّة نباتات غازية على رأسها شجرة المسكيت. وما زالت الدراسات قائمة لتحديد أفضل طريقه للمكافحة إذ إنْ الطريقة الخطأ من الممكن أن تزيد من مشكلة انتشاره بشراسة أكبر لاسيما أنه لبيئتنا ما هو ملائم لها ومن ذلك الأكاسيات بأنواعها (السلم، السمر)، السدر البري، الأثل، الرنف وغيرها.
مأوى للمتسللين
الناشط البيئي والمستشار والخبير الزراعي سعيد السهيمي، يرى أن هذا النبات لا علاقة له بالسلم، وهذا الاسم أطلقه بعض الأشخاص نظراً لوجود الشوك فيه بينما هو في الواقع نوع من أنواع الغاف ولم يكن لدى المسؤولين علم بخطورة انتشاره حتى فقدت السيطرة عليه وانتشر رغم أن بيئة الجزيرة العربية ليست بيئته الأصلية فهو قادم من أمريكا الجنوبية، لكنه الآن أصبح منتشراً في كل مكان وهو يستهدف المناطق الرطبة التي تحوي المياه الجوفية والتي يكثر فيها الغطاء النباتي من أعلى الأودية شرقا إلى سواحل البحر غربا. وأضاف السهيمي، أن النبات يسمى (غازي) لأنه ينتشر بسرعة ولديه بذور سريعة الإنبات وجذور تضرب عميقاً في الأرض حتى تصل إلى أكثر من 60 مترا، خانق للنباتات الأخرى بحيث يمنعها من النمو حوله، قد يفرز بعض المواد الكيميائية التي تجعله مسيطراً في المنطقة، قد يؤثر على كثير من الأودية في المنطقة الجنوبية حيث تغيرت ملامحها النباتية الأصلية المحلية، كما يمكن أن يغير مجاري الأودية بانتشاره السريع وقد يستعمله كثير من مخالفي الأنظمة للتستر.
وتعجب السهيمي، من بعض الأشخاص الذين يدافعون عن هذه النبتة لجهلهم بخطورتها، أما أفضل السبل للتخلص منها فهو اقتلاع أشجاره قبل موعد التزهير حتى لا يكون هناك أي بذور تسقط في التربة عند اقتلاعها، وهناك بالفعل أبحاث ودراسات من قبل الجهات المعنية تستهدف القضاء عليه وإزالته ولكن لم يتم البدء فيها، وبإذن الله يكون هناك استبدال لهذه النبتة الخطرة واستبدالها بالبدائل المناسبة من واقع بيئتنا النباتية التي تزخر بأنواع عديدة من النباتات المتنوعة.
أتى بها اجتهاد خاطئ
الناشط البيئي و رئيس رابطة الأفلاج الخضراء محمد الحبشان قال: إن النبات ظهر نتيجة اجتهاد خاطئ إذ تم استيرادها من مواطنها الأصلية أمريكا وأستراليا لما ذكر عن قدرتها على إيقاف زحف الرمال و التعايش مع قسوة الأجواء لكن جاءت بنتائج كارثية إذ اُكتشف فيما بعد أنها تغزو وتسيطر على المناطق التي تزرع فيها وتمد جذورها لتقضي على جميع النباتات حولها بامتصاص المياه والمغذيات من التربة ما أدى إلى اختفاء النباتات المحلية وتضرر الرعي، كما أن لهذا النبات القدرة على مد جذورها لتصل للمياه السطحية تحت الأرض، و سجل في إحدى المناطق وصولها لمسافة 56 مترا، ومن أبرز صفاتها سرعة انتشارها العجيبة إذ تنتج كمية بذور كبيرة تنتشر مع السيول وفي المناطق الساحلية الرطبة ما أضر بالأودية وتسببت كثافة نموها في تغيير مجاري بعض الأودية وانجراف التربة بها.
و أردف الحبشان أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي قام مؤخرا بتصنيف الأشجار الغازية ولديهم مشروع لمحاربة هذه الشجرة بطرق علمية وكيميائية حديثة إذ إن التعامل مع هذه الشجرة لا يمكن بالطرق العادية الميكانيكية أي بالقطع و الإزالة لأن لديها قدرة على العودة للنمو بسرعة كبيرة وفي القريب سنسمع عن بدء هذا المشروع الضخم وستكون البدائل هي الأشجار المحلية التي كانت تنمو قبل قدوم هذه الشجرة فلكل منطقة أشجارها التي تتأقلم مع طبيعتها.