اتفقت السعوديات الثلاث موضي البريدي، شريفة يوسف، رهف العبيد على جملة واحدة، في حديثهن إلى «عكاظ» من غازي عنتاب: «نحن نفخر بتمثيل السعودية، وتقديم المساعدة للشعب التركي».
رهف التي عشقت العمل التطوعي التحقت بالعمل في الهلال الأحمر السعودي، بعد أن أنهت دراسة طبية طارئة، تقول إنها مستعدة للعمل المفتوح من أجل تقديم كل ما يحتاجه ضحايا الزلزال في تركيا، وتحدثت من الأعماق وهي تقول: حين صعدت سلم الطائرة وأنا في أول مهمة خارجية مع الهلال الأحمر، انتابني شعور الفخر وأنا أمثّل بلدي السعودية في الخارج في مهمة إنسانية.
أمام فرق الإنقاذ والمنظمات الإغاثية تقف موضي ورفيقاتها لا يتوانين عن تقديم الخدمات للمصابين أو أهالي الضحايا، وتتحرك موضي وكل الفريق السعودي مع أول كلمة تركية «سعودي عربستان»، بالإشارة إلى فريق العمل السعودي، ليجد المصاب نفسه أمام أيادي وخبرات سعودية شابة تجشمت عناء السفر لتؤدي دورها في عمليات الإنقاذ والعلاج. رهف العبيد، التي تتحدث التركية، تجشمت عناء السفر، ورغم البرد القارس إلا أن السعادة تغمرها، وهي تقدم الإسعافات الأولية للمتضررين، بل ترى أن السعادة هي العطاء بلا مقابل، وهذا ما جاء بها إلى تركيا في أول رحلة خارجية، بعد أن تلقت أعلى مستوى التدريب على التعامل مع الأزمات والكوارث.
وترى شريفة يوسف أنها مهما قدمت تشعر تبقى مقصرة في العمل الإنساني، فالعطاء لديها لا سقف له وبلا حدود، وهو شعار الفريق السعودي على الأراضي التركية.. «قدم بلا حدود من أجل الإنسانية».
قبل أن تغادر شريفة الرياض، تلقت جرعة هائلة من الدعم المعنوي من العائلة، التي ترى في هذا العمل مفخرة كبيرة، وهذا ما يدفعها للعمل بكل تفانٍ وإخلاص في الفريق العريق الذي يقوده مهندس الروح العالية والخدمة اللامتناهية عبدالله الرويلي.
عبدالله الرويلي المستشار وخبير الإغاثة الدولية، يعمل منذ سنوات في مجال العمل الإغاثي في الهلال الأحمر، وعلى الرغم من دراسته القانون وإمكاناته الأكاديمية في القانون الدولي، إلا أنه فضّل أن يعمل في خدمة الإنسانية والوطن ليقدم رسالة سعودية وشخصية للعالم، لذا كان الزلزال التركي متنفساً لصب خبراته الطويلة في العمل الإغاثي على مدار نحو عقدين من الزمن.
السترة الحمراء
19 شخصاً، يرتدون الستر الحمراء، ويتصدرهم عبدالله الرويلي، وضعوا خبراتهم طوال السنين الماضية على الأرض التركية، غازي عنتاب وأنطاكيا وقهرمان مرعش، لم تكن التجربة الأولى، بل كانت المسيرة طويلة من إيران إلى بامستان إلى إندونيسيا، والقائمة تطول، كل هذه الدول كانت ميادين للخبرات السعودية من الهلال الأحمر، قدموا فيها كل ما يمتلكون من إمكانات وخبرات وتفانٍ.
سألت الرويلي في نهاية لقاء طويل سرد فيه تاريخ الهلال الأحمر السعودي في العمل الإغاثي على الكثير من بقاع العالم، إلى أين تريد أن يصل الهلال الأحمر السعودي، فقال: طموحاتنا لا حدود لها.. اليوم الإغاثة السعودية باتت عالمية وعالية، والسلام والأمان هما الرسالة التي نريد نقلها من السعودية إلى العالم.
أن تعمل ضمن هذا الفريق، وفي كل الظروف هي مهمة صعبة وشاقة، لكن التحدي الأكبر أن تمتلك الدافع لهذا العمل.. ليس سهلاً أن تكون ضمن طاقم الهلال الأحمر السعودي.. مختتماً «مهمتنا طويلة على كل بقاع العالم».