تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ونيابة عنه، حضر أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز اليوم (الإثنين)، انطلاقة منتدى الرياض الدولي الإنساني في دورته الثالثة، الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية.
وألقى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة كلمة المنتدى، وقال إن العالم يشهد الكثير من الكوارث والأزمات والصراعات والأحداث التي فاقمت الأوضاع الإنسانية وضاعفت تحدياتها، وآخرها ما حل بالشعبين السوري والتركي من كارثة، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود وتوسيع رقعة المانحين دولا وهيئات وأفرادا، مشيراً إلى أن المنتدى يحظى بالاهتمام الكبير والمشاركة الفاعلة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، إذ يشارك قيادات العمل الإنساني في 50 دولة ونحو 60 منظمة، ما يجعل العالم يتطلع لما يخرج من الجمع رفيع المستوى من حلول وتوصيات تصب في مصلحة العمل الإنساني.
وأوضح أن المجتمعين سيناقشون الفجوة الإنسانية وتوحيد الجهود وآليات تطوير العمل الإنساني، وتفعيل إيجاد حلول مستدامة وفاعلة، والاستفادة من التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات، وتوسيع المساعدات والتحقق من أثرها على الأرض، وتفعيل الرقابة والشفافية والحيادية، إضافة إلى تركيزه على دور المرأة والشباب في الاستجابة الإنسانية.
الأمم المتحدة: الاحتياجات تتصاعد والأزمات تتراكم
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، ألقى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، شكر في بدايتها السعودية، موضحاً أن المشهد الإنساني الماثل قاسٍ، فالاحتياجات تتصاعد في جميع أنحاء العالم والأزمات الإنسانية تتراكم، ويتطلع اليائسون إلينا في وقت الحاجة، وتتعرض حقوق الإنسان، خصوصا حقوق المرأة لهجوم وحشي في العديد من الأماكن ما يضر بمجتمعات بأكملها، مشيراً إلى أن العالم يعيش أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث والمجاعة تدق على العديد من الأبواب، مفيداً أن التوترات عالية من حرب أوكرانيا التي على وشك دخول عامها الثاني إلى كارثة زلزال تركيا وسورية الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في دمار لا يوصف.
وأضاف مارتن غريفيث أن أكثر من 350 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية حول العالم، وأكثر من 222 مليون شخص لا يعرفون متى سيأكلون وجبتهم التالية، أو ما إذا كانوا سيجدون ما يأكلونه أصلًا، و45 مليون شخص باتوا بالفعل على شفا المجاعة، معظمهم من النساء والأطفال، ونحن بحاجة إلى نحو 54 مليار دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأكثر تضرراً.
وفي ختام كلمته، أكد غريفيث أنه لا يمكن للعمل الإنساني أن يقف بمفرده، فنحن بحاجة إلى كل الأيدي على سطح السفينة، من خلال العمل معا لإيقاف النزاعات ومعالجة حالة الطوارئ المناخية ومحاربة المجاعات والاستعداد لحالات الطوارئ التالية التي ستظل حتماً قاب قوسين أو أدنى.
وزير الخارجية: السعودية تغيث الملهوف دون تمييز
وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أكد أن المملكة دأبت منذ تأسيسها على حشد إمكاناتها من أجل خدمة القضايا الإنسانية ومد يد العون لرفع المعاناة عن المتضرر وإغاثة الملهوف دون تمييز عرقي أو ديني، وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة 95 مليار دولار أمريكي، استفادت منها 160 دولة حول العالم عبر 7 عقود.
وأضاف أنه في خضم الأزمات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية تستمر المملكة بالتقدم في عطائها الإنساني والتنموي، مما جعلها في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الإنمائية والإنسانية إلى الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل بمبلغ يتجاوز 7 مليارات دولار أمريكي.
واستذكر وزير الخارجية أن آخر الجهود الإنسانية للمملكة هو توجيه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات إنسانية متنوعة وتنظيم حملة شعبية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي، وهذه الأحداث المتكررة تذكرنا بحاجتنا الماسة لإنسانية بلا حدود، لضمان صون الإنسان وكرامته، وتدفعنا لمضاعفة الجهود في سبيل تجنب ويلات الحروب، والتعاون لمواجهة الكوارث، وضمان إيصال المساعدات لمستحقيها تماشياً مع القانون الدولي الإنساني ومبادئ العمل الإنساني.
وبين أن المملكة عملت بشكل استباقي للحد من تدهور أوضاع الدول والمجتمعات المتضررة، والسعي لإيجاد الحلول العملية والفاعلة من خلال التعاون الإقليمي والدولي، حيث أعلنت المملكة في العامين الماضيين سلسلة من المبادرات التي تجاوزت المستوى الوطني، وأثبتت ريادة المملكة في شؤون المناخ على المستويين الإقليمي والعالمي، وتم الإعلان عن تأسيس مركز إقليمي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لخفض الانبعاثات الكربونية ومقره الرياض مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لغرب آسيا «الإسكوا»، وهذا التعاون يجسد أهمية العلاقات متعددة الأطراف لدعم التوازن والسلام والتنمية وتجاوز الأزمات العالمية.