-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
يوم التأسيس يؤرخ لأيام ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة، قادت للحاضر المزدهر الذي تشهده المملكة حالياً، والمستقبل الزاهر الذي ينتظرها، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فالذكرى الخالدة تؤكد العمق التاريخي والحضاري والثقافي للدولة السعودية منذ تأسيسها قبل 3 قرون، والتلاحم والترابط الوثيق بين المواطنين وقيادتهم.

وعند تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير 1727) كان عمره -آنذاك- 30 عاماً، حيث ولد في الدرعية عام 1697 وإبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت، ودائمة الاقتتال والحروب في ما بينها، ورغم صغر سنه إلا أنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته الدرعية ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقاً بين مركزين. ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحّد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف. وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقراراً كبيراً وازدهاراً في مجالات متنوعة، واستقلالاً سياسياً وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.


إن التأسيس هو اليوم الأول لقيام أول دولة مكتملة الأركان في الجزيرة العربية، وتعكس مناسبة يوم التأسيس رؤية لملحمة تاريخية ويوماً في ذاكرة الأجيال ترويه مراحل الازدهار والتطور والإنجازات وتقلبات الزمن والتحديات في صناعة مجد خالد وقيادة الدولة بمنهج قويم، وتستذكر الأجيال بكل الحب ثمرات التأسيس الذي وضعه الأسلاف بسياسة متسقة ومنتظمة مع ظروف الحياة ومتطلباتها المتغيرة. ويجسّد هذا اليوم ذكرى مجيدة لنا وفق رؤية ثاقبة حافظت على مكتسبات الوطن.

وينظر المؤرخون تأسيس المملكة على أنه ملحمة تاريخية بطولية من بداية التأسيس، مروراً بالحفاظ على الأماكن المقدسة وتمكين المسلمين من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في أمن وأمان، فالذكرى لتاريخ ناصع سطّره قادة هذه البلاد بأسطر من ذهب، وحملوا راية التوحيد ووحّدوا البلاد من التشتت والحروب والانقسامات، وتحوّل الوطن اليوم إلى دولة ضاربة في أعماق التاريخ.

إنه يوم يخلّده التاريخ بكل الحب والولاء لولاة الأمر، إذ خرجت العاصمة الإسلامية من جزيرة العرب إلى الشام والعراق ومصر، وتحدث العالم عبر العصور عن العواصم؛ بغداد ودمشق وقاهرة المعز والقدس، وكل من يقارن تلك العواصم وآثارها في تلك العصور يلاحظ الفارق الكبير عن جزيرة العرب التي كانت على حالها بصحرائها، رغم أن فيها مكة المكرمة قبلة المسلمين والمدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية. وجاء الاحتلال العثماني للعالم العربي ورسخ الاهتمام بعواصمه على حساب الجزيرة العربية مع الاهتمام بالزراعة والفلاحة والشواطئ البحرية، وهي ما كانت تدر الغلال والأموال والسلاح والقوة، في حين كانت الصحارى والبراري القاحلة هي ما يميز الجزيرة العربية؛ لكل ذلك كانت صحوة رجال مخلصين من أهل العلم والصلاح لإنقاذ جزيرة العرب مما هي فيه من تأخر وتخلف وعصبية وجاهلية لأكثر من 1300 عام.

انطلقت عودة الرشد والدين والتوحيد على كلمة الحق «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مع آل سعود، توحدت خلفهم قبائل العرب والبدو مع الدولة السعودية الأولى بالدرعية، ومن ثم الدولة السعودية الثانية في منطقة الرياض، التي حاول العثمانيون سحقها من خلال حرب ضروس في شمال وقلب وغرب وجنوب البلاد، تصدى لها آل سعود ورجالهم وأبناء القبائل جيلاً بعد جيل، وأعادوا تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز ورجاله، في جهاد امتد لسنوات طويلة حتى توحّدت نجد والحجاز وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. هذا ما قدمه لنا الأجداد من آل سعود ومن ثم الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك -رحمهم الله- والآن عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان.

وليس لنا في ذكرى يوم التأسيس سوى تأكيد الحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن العشرين، في تحويل الجزيرة إلى حاضرة من أهم حواضر العالم، والاجتهاد لحماية وتنمية هذا الوطن.

مسيرة الأجداد والأحفاد

3 قرون من التلاحم والترابط الوثيق

قادة الوطن سطّروا التاريخ بأحرف من ذهب

حملوا راية التوحيد ووحّدوا البلاد من التشتت

استقرار وازدهار في شتى المجالات

التأسيس.. قيام أول دولة في الجزيرة العربية