تلعب جمهورية الملالي على كل الحبال، أملاً في تمرير أكاذيبها على المجتمع الدولي، الذي بدأ صبره على ممارساتها ينفد، فهي ماضية في إنتاج صواريخ بعيدة المدى، كما أنها تصنع المسيرات لإمداد روسيا في حربها في أوكرانيا، وهي -في الوقت نفسه- قطعت شوطاً متقدماً في محاولات تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من الدرجة المطلوبة لصنع قنبلة ذرية، وهي في كل الحالات لا تتصرف باعتبارها صوتاً واحداً موحداً خلف سياسات مرشدها علي خامنئي وتوجيهاته، فهاهو موقع «نور» الإخباري المقرب من المرشد وكبار أعوانه يعترف بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84%، ليسارع مسؤول آخر لتكذيب تلك المعلومات، واصفاً ما يقال عن إيران بهذا الشأن بأنه مؤامرة!. وفي الوقت نفسه، وعدت إيران بتحديث نظام الدفاع الجوي السوري، لتمكين نظام بشار الأسد من التصدي للضربات الإسرائيلية المتكررة. فهل تستطيع إيران حقاً أن تفتح أكثر من ثلاث جبهات في وقت واحد؟ نظرياً الإجابة أن ذلك ممكن، لكن عملياً يستحيل أن تتمكن إيران من شنِّ حروبٍ عدة في أماكن مختلفة من العالم؛ فهي تدرك أن جيشها وعتادها بات قديماً ومتهالكاً، وليس أمامها سوى ممارسة التخويف من طريق التصريحات الصحفية، والتسريبات، فتتفرغ بذلك لسياستها التي تنمُّ عن جُبنها وخَوَرها، بمهاجمة من تعتبرهم أعداءها من خلال المليشيات «الذيلية»، لكن أن تواجه إيران أية دولة في العالم فذاك حلم تعرف أنها ليست بَالِغَتَهُ.