-A +A
«عكاظ» (جدة)

أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) حملة «إلى الذكاء الاصطناعي»، وهي فعالية للاحتفال باليوم الدولي للمرأة تضم «هاكاثون» علمياً لمعالجة التحيز بين الجنسين، وضعف تمثيل النساء بصفة عامة والسعوديين والعرب بصفة خاصة في برمجيات الذكاء الاصطناعي.

أظهر بحث حديث أجرته «كاوست» على مجموعة شهيرة من أدوات وبرمجيات الرسوم والتصوير بتقنية الذكاء الاصطناعي، أنه عندما طُلب من هذه الأدوات الحاسوبية عمل تصميم تخيلي لشخصية مخترع أو رائد أعمال أو مهندس حاسب آلي، كان متوسط تمثيل المرأة في هذه النتائج لا يتجاوز 1% فقط. وهو مخالف للواقع إذا ما نظرنا إلى أن ثلث رواد الأعمال في المرحلة المبكرة هم من النساء، وأنهن يمثلن 20% من علماء الحاسب الآلي في العالم، وأنهن أيضاً يمتلكن 45% من الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية. وتدلل هذه النتائج على التحيّز الكبير في الشبكات العصبية (الحاسوبية) اليوم، وتثير تساؤلات حول آليات تدريبها.

اختارت «كاوست» تسمية هذه الحملة «إلى الذكاء الاصطناعي» للتأكيد على أهمية وجود تمثيل واقعي ودقيق في خوارزميات الذكاء الاصطناعي تشمل بيانات التركيبة السكانية في المملكة العربية السعودية والعالم. وفي هذا السياق، يوضح أستاذ علوم الحاسب الآلي في «كاوست» الخبير العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي البروفيسور يورغن شميدهوبر «يعتبر التحيز بين الجنسين مشكلة قائمة في العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التعليمية التي تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية، وخاصة في ما يتعلق بالمرأة».
وقال: أحد الحلول المطروحة هو إعادة تدريب هذه الخوارزميات على مجموعات من البيانات تكون غير متحيزة ومختارة بشكل مناسب. ومع ذلك، فإن إنشاء مثل هذه المجموعات ليس بالأمر الهيّن. وأضاف «أسعدتني معرفة أن العلوم والتقنية باتت من المسارات الوظيفية المفضلة لدى النساء في السعودية، وأن 47% من خريجي دورات الذكاء الاصطناعي في أكاديمية «كاوست» هم من النساء. وهذا قد يؤدي في حد ذاته إلى دفع المزيد من النساء العاملات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء مجموعات بيانات جديدة أقل تحيزاً».

ستتواصل حملة «إلى الذكاء الاصطناعي» و«الهاكاثون» التي تستضيفها «كاوست» حتى الصيف، حيث ستستقطب طلبة وعلماء الذكاء الاصطناعي وتقنية تعليم الآلة من المملكة العربية السعودية والعالم، لإعادة تدريب هذه الأدوات والخوارزميات بهدف التخفيف من آثار التحيّز فيها. وتحقيقاً لهذه الغاية، سيقوم المشاركون في «الهاكاثون» بمراجعة مجموعات من البيانات السكانية، والتسميات والنماذج المستخدمة، إضافة إلى إنشاء مجموعات من البيانات الجديدة للتدريب. وسيؤكد هذا «الهاكاثون» على الدور الكبير الذي تقوم به جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والتزامها المستمر بدفع عجلة التغيير في البلاد، من خلال إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية.