يمثل أمن واستقرار الشرق الأوسط أولوية بالنسبة لسياسة السعودية، بوصفه جزءًا حيويًا من أمن واستقرار العالم، وخصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، وهو ما يستدعي العمل مع جميع الدول لإزالة كل مٌسببات التوتر والاحتقان وتحقيق الاستقرار لهذه المنطقة الحيوية من العالم.
ويأتي استئناف السعودية وإيران للعلاقات الثنائية في سياق تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة ككل، وسيكون له انعكاسات إيجابية على شعوب ودول المنطقة، حيث تؤمن المملكة بأهمية الحوار سبيلًا لحل الخلافات، ودائمًا ما كانت يدها ممدودة للتفاهم مع الجميع على أساس من الاحترام المُتبادل والالتزام بحسن الجوار واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو التأثير عليها، وتأتي المباحثات مع الجانب الإيراني في هذا السياق.
ويحقق الاتفاق -الذي تم التوصل إليه في بكين وتم الإعلان عنه- مطالب السعودية، ويؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل قي شؤونها الداخلية، فيما جاءت الوساطة الصينية بمبادرة من الرئيس شي جين بينغ، وقد قبلتها قيادة المملكة تقديراً للجانب الصيني الصديق، وبعد أن أعرب الجانب الإيراني استعداده للانخراط في مباحثات بناءة.
من هذا المنطلق، تقدر السعودية دور الصين الفاعل وجهود رعاية واستضافة المباحثات لدعم مسار تصحيح العلاقات مع الجانب الإيراني، كما تثمن الأدوار التي قامت بها كل من جمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022، حيث أتى الدور الصيني لرعاية واستضافة المباحثات للأهمية الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وممراتها البحرية الإستراتيجية للاقتصاد العالمي، والرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، إثر تصاعد النشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة.