من يرصد جغرافية مكة المكرمة، سينقدح في ذهنه من أوّل وهلة، أن هذه المدينة المقدسة تمثّل متحفاً بانورامياً، يحفظ للأجيال سيراً من حياة الأنبياء والمرسلين، ويوثّق جوانب من حياة العرب على هذه الأرض.و(مسجد الجنّ) يعد من المعالم التاريخية في مكة المكرمة، وكان حضور الجنّ في حياة محمد بن عبدالله، في توقيتٍ كان أحوج ما يكون فيه للعزوة والنصرة، فقريش تترصد له كل مرصد في بلده ومسقط رأسه، وخشي منهم الأذى، فغادر إلى الطائف، ولم يجد فيها من المؤازرة والرفد ما يغريه بالبقاء، فعاد إلى مكة المكرمة منكسراً، ونزل في وادٍ بين البلدين يسمى وادي نخلة، وتحت جُنح الظلام الدامس، وتوضأ عليه الصلاة والسلام، وأقام وجهر بالقراءة، وكان في الوادي مجموعة من جنّ نصيبين القادمين من اليمن، فاستمعوا للقرآن وأمروا جمعهم أن ينصت، فأخذ صلى الله عليه وسلم يرفع صوته، وعقب الصلاة أسلموا وعلمهم أمور دينهم.
وحاول عبدالله بن مسعود أن يلحق بالنبي عليه السلام، إلا أنه منعه، وخطَ له خطاً يتوقف عنده وقال (لا تخرج منه، فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة).
وشاهد ابن مسعود، ما غشي النبي من سواد عظيم، و ظلام مخيف واختفى من أمامه، فلم يعد يرى منه شيئاً ولا يسمع منه، فخاف ابن مسعود على النبي إلا أنه سرعان ما سمع صوت عصا النبي وهي تضرب الأرض والنبي يقول لهم اجلسوا، فرأى رجالاً سوداً؛ مستثفرين ثياباً بيضاء، يمشون، ويقرعون الدفوف كما تقرع النسوة، وكان يرى كائنات تشبه النسور تهوي وتمشي مع قرع الدفوف، ومع مرور الوقت بدأ يشاهد ابن مسعود الجن وهم يتطايرون.. قال (طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهطٌ، لصقوا بالأرض حتى لم يعد يراهم).
صلى النبي بمن بقي منهم الفجر، في موضع جهة المعلاة وثنية كداء، والموقع منذ ذلك التاريخ يطلق عليه «موقع الجن» وقد بُني في ذات المكان مسجد، في أوائل القرن الثالث الهجري؛ وكان يطلق عليه (مسجد الحرس) لأن صاحب الحرس كان يطوف مكة، حتى إذا انتهى إليه وقف عنده لم يجزه حتى يتوافد عند عرفاؤه وحراسه فيأتون إليه من شعب بني عامر، وثنية الحجون، ومن أسمائه التي عُرف بها: «مسجد البيعة».
ويقع مسجد الجن في حي الغزة (أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام) وقرب الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة وشارع المعلاة، وتم تجديد بنائه لأكثر من مرة عبر العصور الإسلامية، وكان آخر تجديد له في عام 1421هـ، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
وفيهم أنزل الله (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا) وقوله تعالى (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).
وحاول عبدالله بن مسعود أن يلحق بالنبي عليه السلام، إلا أنه منعه، وخطَ له خطاً يتوقف عنده وقال (لا تخرج منه، فإنك إن خرجت لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة).
وشاهد ابن مسعود، ما غشي النبي من سواد عظيم، و ظلام مخيف واختفى من أمامه، فلم يعد يرى منه شيئاً ولا يسمع منه، فخاف ابن مسعود على النبي إلا أنه سرعان ما سمع صوت عصا النبي وهي تضرب الأرض والنبي يقول لهم اجلسوا، فرأى رجالاً سوداً؛ مستثفرين ثياباً بيضاء، يمشون، ويقرعون الدفوف كما تقرع النسوة، وكان يرى كائنات تشبه النسور تهوي وتمشي مع قرع الدفوف، ومع مرور الوقت بدأ يشاهد ابن مسعود الجن وهم يتطايرون.. قال (طفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهطٌ، لصقوا بالأرض حتى لم يعد يراهم).
صلى النبي بمن بقي منهم الفجر، في موضع جهة المعلاة وثنية كداء، والموقع منذ ذلك التاريخ يطلق عليه «موقع الجن» وقد بُني في ذات المكان مسجد، في أوائل القرن الثالث الهجري؛ وكان يطلق عليه (مسجد الحرس) لأن صاحب الحرس كان يطوف مكة، حتى إذا انتهى إليه وقف عنده لم يجزه حتى يتوافد عند عرفاؤه وحراسه فيأتون إليه من شعب بني عامر، وثنية الحجون، ومن أسمائه التي عُرف بها: «مسجد البيعة».
ويقع مسجد الجن في حي الغزة (أقدم الأحياء القريبة من المسجد الحرام) وقرب الطريق المؤدي إلى مقبرة المعلاة وشارع المعلاة، وتم تجديد بنائه لأكثر من مرة عبر العصور الإسلامية، وكان آخر تجديد له في عام 1421هـ، في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
وفيهم أنزل الله (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا) وقوله تعالى (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).