قهوة الجبل.. بقايا آثار بعد أن كان يعجُّ بالمعتمرين والمسافرين طيلة 5 عقود.
قهوة الجبل.. بقايا آثار بعد أن كان يعجُّ بالمعتمرين والمسافرين طيلة 5 عقود.
-A +A
محمد الكادومي (جازان) mohm50500@
لن ينسى زوار مكة المكرمة، بقصد الحج والعمرة، أو التجار القادمون من المناطق الجنوبية للمملكة والجمهورية اليمنية، موقعاً ظلَّ منذ عقود ملتقى لهم وللكثير من المسافرين خصوصاً في رمضان.. قهوة الجبل التي تقع على الطريق الساحلي، وتعد بمثابة المنتجع بحكم قربها من ميقات يلملم.

منذ 50 عاماً أقيم في هذا المكان (مطعم ومقهى) يستريح ويأكل فيه كل من يرتاد الطريق الساحلي، فهي مشهورة على اعتبارها ملتقى المسافرين ونقطة راحتهم، ويعطى فيها مواعيد الانتظار للمسافرين، وسميت بهذا الاسم لأنها تقع بقرب جبل صغير يكاد يكون الجبل الوحيد.


«عكاظ» زارت الموقع الذي يقع إلى المدخل الجنوبي لمكة المكرمة، والذي تحول إلى بقايا آثار بعد أن كان يعجُّ بالمعتمرين والمسافرين طيلة 5 عقود وحفر في نفوسهم الكثير من الذكريات الجميلة، وتعدٌّ القهوة محطة مهمة لها طابع ومذاق خاص عند أهالي الجنوب تحديداً، كما لها ذكريات خاصة لكل مرتادي خط الساحل القديم ولها أهمية كبرى قبل خط الساحل الجديد، ولم يعد الموقع -كما كان في السابق- بل تحول إلى موقع مهجور، رغم احتفاظه في بعض آثاره بشيء من عبق الماضي الجميل. وقال عدد من الذين التقت بهم «عكاظ»: إن مرتادي خط الجنوب خلال السنوات الماضية يفضلون الوقوف بقهوة الجبل والتزود بالوقود والتموين من أسواقها المختلفة؛ التي تتصدرها هدايا المعتمرين والحجاج. ويحتفظ الكثير بذكريات ما زالت عالقت في أذهانهم، خاصة عند كبار السن، الذين لا يزالون يتذكرون كيف كانت قهوة الجبل أولى المحطات التي لا بد من الوقوف بها، وكيف كان الجبل والساحات المحيطة به يجمع الكثير في ساعات الليل والنهار بسفوحه وصخوره، ومن يعبر منهم في الوقت الحالي تعود به ذاكرته إلى الزمن الجميل الذي قضوا فيه ساعات للنوم والراحة؛ جراء تعب السفر أو الاستعداد لدخول المسجد الحرام.