لا يزال التوتر متفاقماً في الأراضي المحتلة، بسبب التصرفات الإسرائيلية غير المسؤولة، خصوصاً اقتحام المسجد الأقصى، وضرب المصلين واعتقالهم، ومنع كثيرين من دخول المسجد الأقصى، وحرمان من دخلوا من الاعتكاف. وتؤدي هذه الاعتداءات غير المبررة الى تفاقم التوتر ليس في الأراضي المحتلة فحسب، بل في المنطقة والعالم، على رغم التفاهمات على التهدئة التي تم التوصل إليها في اجتماع العقبة الأخير، وعلى رغم الجهود المصرية الرامية للتهدئة. والمشكلة أن حكومة اليمين الإسرائيلي لا تتعامل فقط من منطلق الفعل وردِّ الفعل الفلسطيني، بل تظهر حرصاً على تغيير وضع القدس، والمسجد الأقصى، وإطلاق أيدي المستوطنين لترويع البلدات والمدن الفلسطينية. ومن الواضح أن الفلسطينيين لن يسكتوا، خصوصاً على الاعتداءات على المسجد الأقصى (أولى القبلتين). ويدل ذلك بوضوح على أن اليمين الإسرائيلي لن يعطي أي مجال لحل الدولتين، أو الاحتكام إلى قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وهو ما يتطلب تصعيد النداءات إلى المجتمع الدولي ليكثف تدخلاته من أجل حمل إسرائيل على الالتزام بالقرارات الأممية، وبتنفيذ مبادرة السلام العربية التي ارتضتها حكومة إسرائيلية سابقة.