يؤكد المفكر المغربي الدكتور كمال عبداللطيف، أن اشتداد حدة الصراعات السياسية والأيديولوجية القائمة اليوم في فضاء الفكر العربي، بين دعاة الحداثة والتحديث، ودعاة الأصالة والتأصيل، يؤشر بكثير من القوة على أشكال متعددة من الممانعة المتواصلة في الثقافة العربية، إذ لم يتمكن العقل العربي من حل إشكالية تصالحه مع ذاته وتوافقه مع العصر، رغم مرور ما يقرب من قرنين من الزمان على مسلسل انخراطه المتفاوت في الأزمنة الحديثة.
واستعاد عبداللطيف ما شهده العالم العربي في الربع الأخير من القرن العشرين ميلاد مشاريع فكرية عدة، اتجهت أغلبها إلى الإحاطة بمعضلات الواقع العربي، محاولةً بلورة مجموعة من الأسئلة القادرة على مواجهة التحديات المطروحة في المجتمعات العربية. وتنوعت المشاريع الناشئة، وهي تواجه واقعاً معقداً، محاولة التفكير في الإشكالات التاريخية الكبرى التي أفرزها هذا الواقع، ومُعلنةً في الوقت نفسه فشل مشاريع النهضة العربية الأولى في الإصلاح والتغيير؛ أي مشاريع القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، قصد تركيب ما يسعف بتطوير كيفيات مواجهة مظاهر التأخر التاريخي التي لا تزال تشكل علامات بارزة في مختلف جوانب الواقع العربي.
وعدّ مشاريع الإصلاح الفكري والسياسي، تعبيراً عن المخاضات الجديدة الجارية في قلب المجتمع العربي، ومعينة لأشكال التطور التي عرفها الفكر العربي المعاصر، وهو يعيد النظر في الاختيارات والعقائد والمواقف التي بلورتها إشكالية النهضة منذ نهاية القرن التاسع عشر وطيلة عقود القرن العشرين، مشيراً إلى صعوبة وتعقد الإشكالات التاريخية التي تجري اليوم في الواقع العربي، ما يحتّم توجيه المساعي النظرية الجديدة لمعاينة الإشكالات، وتشخيص خلفياتها وأبعادها، والعمل على مقاربتها من زوايا مختلفة ومتعددة؛ بهدف محاصرتها والحد من نتائجها السلبية على الواقع.
ويرى أن الجهود الفكرية الجديدة، تضمنت موقفاً ضمنياً يشير إلى أن المجموعة العربية لم تنجح خلال العقود التي توالت، عقب الاستقلال السياسي لأغلبيتها في حل إشكالات التأخر التاريخي القائمة في المستوى السياسي أو في المستوى الاقتصادي أو في مستوى الذهنيات، إذ لم تنفع الطفرة النفطية ولا برامج ومخططات الدولة الوطنية بمختلف أشكالها في توقيف مسلسل تنمية التخلف واستكمال التحرير وتحقيق التقدم، فظلت كثير من شعارات النصف الأول من القرن العشرين دون تحقق، بل إن الهزائم والانكسارات الجديدة التي حصلت، وما فتئت تحصل في الواقع العربي، تعبر بكثير من الجلاء عن إخفاق تاريخي مزمن ومتواصل.
وأوضح صاحب (التفكير في العلمانية) أن ربكة الانخراط في مسلسل امتلاك الحداثة والتحديث، تدل على وجود عوائق وصعوبات ترتبط بوجودنا التاريخي في أبعاده المختلفة، كالذهنية الاجتماعية والسياسية، ما يعزز الدعوة إلى نقد التراث، والعمل على بلورة ملامح عصر تنوير عربي جديد، ومناقشة أطروحات العودة إلى الأصول ودعاوى الإسلام السياسي، التي تندرج جميعها في سياق تاريخي يتوخى مواجهة إشكالات الوضع العربي، لبناء ما يسمح بتعبيد الطريق المؤدية، إلى التصالح مع الذات، والتواصل الإيجابي مع منجزات العصر؛ وهو الأمر الذي يعني في نهاية التحليل تخطي وتجاوز عتبة التأخر التاريخي السائد.
وثمّن؛ محاولة إنشاء مشاريع قادرة على توجيه الواقع العربي، مع الأخذ في الحسبان تنوع تيارات الفكر العربي، ويراه ملمحاً إيجابياً يعبر عن تعقد أسئلة الواقع، وعن مظهر من مظاهر كفاءة العقل العربي، في بناء الأسئلة الجديدة المحفزة على تركيب التصورات المساعدة على تخطي العقبات وتجاوز المحن والنكبات.
وعزا لجهود النخب العربية المثقفة، على امتداد القرنين الماضيين، فضل بناء مشاريع في الإصلاح والنهوض، ويمكننا من خلالها أن نتبين ملامح التوجهات الفكرية الإصلاحية المتصارعة في مجال النظر العربي، ونوعية التفاعلات التي يحققها الفكر في علاقته بالواقع، كما تعكس أشكال التطور التي تعرفها تيارات الفكر العربي، إذ تسمح الأسئلة الجديدة ببناء زوايا أخرى في النظر إلى إشكالات الواقع.وأكد أن مفعول الرجّات التاريخية المتواصلة في المجتمع العربي، طيلة سنوات العقد الثاني من هذا القرن، تدعونا مجدداً إلى مزيد من مواجهة مصيرنا السياسي والاجتماعي، كون معضلات التاريخ الكبرى في مجتمعنا تستدعي مواصلة الجهد ومضاعفته، بل تكراره دون تردد ولا كلل إذا ما اقتضى الأمر، بحكم أن العلل التي يعاني منها مجتمعنا تقتضي ذلك.
وأبدى تفهمه لانتصار الجيوب المحافظة في مجتمعنا وثقافتنا، بحكم إسنادها وشعبيتها؛ فسعت لتقليص المكاسب الحداثية التي نشأت بفعل جهود الجيل الذي سبقنا، ما يحفز للمزيد من التفاعلات لبلوغ المزيد من ترسيخ قيم الحداثة وأخواتها من قبيل الفكر التاريخي والنقدي ومختلف القيم المرتبطة بهما في مجتمعنا. ويرى أن الأوضاع العربية اليوم، وبكثير من الاستعجال، تفرض التفكير في سِجلاَّت جديدة من الأسئلة، التي تسعف بمزيد من كسر وإعادة بناء مقدمات ومفاهيم خطابات النهضة العربية، وذلك بتعبيد الطريق المناسب لتجاوز أعطابنا المتزايدة.
واستعاد عبداللطيف ما شهده العالم العربي في الربع الأخير من القرن العشرين ميلاد مشاريع فكرية عدة، اتجهت أغلبها إلى الإحاطة بمعضلات الواقع العربي، محاولةً بلورة مجموعة من الأسئلة القادرة على مواجهة التحديات المطروحة في المجتمعات العربية. وتنوعت المشاريع الناشئة، وهي تواجه واقعاً معقداً، محاولة التفكير في الإشكالات التاريخية الكبرى التي أفرزها هذا الواقع، ومُعلنةً في الوقت نفسه فشل مشاريع النهضة العربية الأولى في الإصلاح والتغيير؛ أي مشاريع القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، قصد تركيب ما يسعف بتطوير كيفيات مواجهة مظاهر التأخر التاريخي التي لا تزال تشكل علامات بارزة في مختلف جوانب الواقع العربي.
وعدّ مشاريع الإصلاح الفكري والسياسي، تعبيراً عن المخاضات الجديدة الجارية في قلب المجتمع العربي، ومعينة لأشكال التطور التي عرفها الفكر العربي المعاصر، وهو يعيد النظر في الاختيارات والعقائد والمواقف التي بلورتها إشكالية النهضة منذ نهاية القرن التاسع عشر وطيلة عقود القرن العشرين، مشيراً إلى صعوبة وتعقد الإشكالات التاريخية التي تجري اليوم في الواقع العربي، ما يحتّم توجيه المساعي النظرية الجديدة لمعاينة الإشكالات، وتشخيص خلفياتها وأبعادها، والعمل على مقاربتها من زوايا مختلفة ومتعددة؛ بهدف محاصرتها والحد من نتائجها السلبية على الواقع.
ويرى أن الجهود الفكرية الجديدة، تضمنت موقفاً ضمنياً يشير إلى أن المجموعة العربية لم تنجح خلال العقود التي توالت، عقب الاستقلال السياسي لأغلبيتها في حل إشكالات التأخر التاريخي القائمة في المستوى السياسي أو في المستوى الاقتصادي أو في مستوى الذهنيات، إذ لم تنفع الطفرة النفطية ولا برامج ومخططات الدولة الوطنية بمختلف أشكالها في توقيف مسلسل تنمية التخلف واستكمال التحرير وتحقيق التقدم، فظلت كثير من شعارات النصف الأول من القرن العشرين دون تحقق، بل إن الهزائم والانكسارات الجديدة التي حصلت، وما فتئت تحصل في الواقع العربي، تعبر بكثير من الجلاء عن إخفاق تاريخي مزمن ومتواصل.
وأوضح صاحب (التفكير في العلمانية) أن ربكة الانخراط في مسلسل امتلاك الحداثة والتحديث، تدل على وجود عوائق وصعوبات ترتبط بوجودنا التاريخي في أبعاده المختلفة، كالذهنية الاجتماعية والسياسية، ما يعزز الدعوة إلى نقد التراث، والعمل على بلورة ملامح عصر تنوير عربي جديد، ومناقشة أطروحات العودة إلى الأصول ودعاوى الإسلام السياسي، التي تندرج جميعها في سياق تاريخي يتوخى مواجهة إشكالات الوضع العربي، لبناء ما يسمح بتعبيد الطريق المؤدية، إلى التصالح مع الذات، والتواصل الإيجابي مع منجزات العصر؛ وهو الأمر الذي يعني في نهاية التحليل تخطي وتجاوز عتبة التأخر التاريخي السائد.
وثمّن؛ محاولة إنشاء مشاريع قادرة على توجيه الواقع العربي، مع الأخذ في الحسبان تنوع تيارات الفكر العربي، ويراه ملمحاً إيجابياً يعبر عن تعقد أسئلة الواقع، وعن مظهر من مظاهر كفاءة العقل العربي، في بناء الأسئلة الجديدة المحفزة على تركيب التصورات المساعدة على تخطي العقبات وتجاوز المحن والنكبات.
وعزا لجهود النخب العربية المثقفة، على امتداد القرنين الماضيين، فضل بناء مشاريع في الإصلاح والنهوض، ويمكننا من خلالها أن نتبين ملامح التوجهات الفكرية الإصلاحية المتصارعة في مجال النظر العربي، ونوعية التفاعلات التي يحققها الفكر في علاقته بالواقع، كما تعكس أشكال التطور التي تعرفها تيارات الفكر العربي، إذ تسمح الأسئلة الجديدة ببناء زوايا أخرى في النظر إلى إشكالات الواقع.وأكد أن مفعول الرجّات التاريخية المتواصلة في المجتمع العربي، طيلة سنوات العقد الثاني من هذا القرن، تدعونا مجدداً إلى مزيد من مواجهة مصيرنا السياسي والاجتماعي، كون معضلات التاريخ الكبرى في مجتمعنا تستدعي مواصلة الجهد ومضاعفته، بل تكراره دون تردد ولا كلل إذا ما اقتضى الأمر، بحكم أن العلل التي يعاني منها مجتمعنا تقتضي ذلك.
وأبدى تفهمه لانتصار الجيوب المحافظة في مجتمعنا وثقافتنا، بحكم إسنادها وشعبيتها؛ فسعت لتقليص المكاسب الحداثية التي نشأت بفعل جهود الجيل الذي سبقنا، ما يحفز للمزيد من التفاعلات لبلوغ المزيد من ترسيخ قيم الحداثة وأخواتها من قبيل الفكر التاريخي والنقدي ومختلف القيم المرتبطة بهما في مجتمعنا. ويرى أن الأوضاع العربية اليوم، وبكثير من الاستعجال، تفرض التفكير في سِجلاَّت جديدة من الأسئلة، التي تسعف بمزيد من كسر وإعادة بناء مقدمات ومفاهيم خطابات النهضة العربية، وذلك بتعبيد الطريق المناسب لتجاوز أعطابنا المتزايدة.