معجب القحطاني.
معجب القحطاني.
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) arabiue@
لم يكن الفريق معجب القحطاني مجرد ضابط في قطاع وزارة الداخلية، بل رجل مهمات، وشخصية فريدة، وقائد مُلهم، نجح في كسب ثقة القيادة، ونال محبة كل من عمل معه، وحاز إعجاب كل من عرفه وتعامل معه.

التحق الفقيد بالجيش عام 1370هـ، وتم تعيينه برتبة جندي، في مدينة الأحساء، ولم يكن لديه مؤهلات علمية، وإيماناً منه بأهمية التعليم اشتغل على نفسه وجاهد في سبيل تحقيق الأهداف التي رسمها من خلال المواظبة على الدراسة (منازل)، أثناء مباشرته للعمل فحصل على شهادة الكفاءة، ولم يكن الأمر بالهين، إذ إنه اضطر لدفع مبلغ مالي لأحد زملائه الجنود لكي يستلم مكانه إذا تعارض وقت الخفارة مع وقت الدراسة، وأكمل المراحل الدراسية في مدينة الرياض.


من مواقفه أنه أمضى سنوات لم يستطع خلالها زيارة والده لظروف العمل والدراسة وصعوبة التنقل وقتها، كونه يسكن في مركز (جاش) بمحافظة تثليث التابعة لمنطقة عسير، وفي أحد الأيام فوجئ بقدوم والده إلى مقر عمله، ولم يعرفه أبوه لتغير ملامحه إثر طول الغياب وكان شعوراً محزناً، وعرف حينها معزة ومقدار الوالدين وفضلهما، ومن بعدها حرص على ألا يغيب عنه كثيراً مهما كانت الظروف.

تدرّج في رتبه ومناصبه، ليصبح قائداً لحرس الحدود بمنطقة نجران من عام 1399هـ إلى عام 1405هـ ثم المنطقة الشرقية، وصدر الأمر الملكي بتعيينه مديراً عاماً لحرس الحدود عام 1413هـ وتقاعد عام 1417هـ، ثم صدر الأمر بتعيينه وكيلاً لإمارة منطقة نجران بالمرتبة الممتازة إلى عام 1420هـ.

عندما انتشر خبر وفاة الفريق معجب بن محمد القحطاني، تسابق مواطنون من جميع مناطق المملكة ومحافظاتها لتقديم واجب العزاء، وسطر مغردون الكثير من مآثره وصفاته المميزة وأخلاقه الحسنة، وسردت شخصيات عدة مواقفه الإنسانية مع الجميع خصوصاً المحتاجين.

توفي، يرحمه الله، في اليوم السابع من شهر رمضان المبارك، ونعاه الوطن والقيادة، سائلين الله تعالى له الرحمة والمغفرة والعتق من النار.