أعلنت هيئة التراث، اليوم، اكتشاف وتوثيق أول نقشين في منطقة القصيم وسط المملكة كُتبا بالخط الداداني، وذلك خلال أعمال المسح الأثري التي أجرتها بالمنطقة؛ للوصول إلى المزيد من الاكتشافات الأثرية التي تُثبت العُمق التاريخي للمملكة، والحضارات التي تعاقبت عليها على مدى قرون طويلة، إذ خرجت الهيئة بخطة للمسح الأثري في منطقة القصيم للموسمين الرابع والخامس للعام 2023- 2024م.
ويُبْرِز النقشان أهمية منطقة وسط الجزيرة العربية ممراً للقوافل التجارية، كما يُشير اكتشافها إلى الطريق الواصل بين مملكتي دادان ولحيان في شمال غرب الجزيرة العربية، ومملكة كندة في الفاو مروراً بوسط الجزيرة العربية، كما يعكس اكتشافهما في منطقة القصيم التواصل الحضاري والتجاري بين الممالك العربية القديمة لفترة ما قبل الإسلام.
ويأتي النقشان بوصفهما نقشين تذكاريين مكتوب أحدهما بالخط الداداني المبكر والآخر بالداداني المتأخر، وذلك على واجهة صخرتين في موقع أثري بمنطقة القصيم يطلق عليه موقع الدليمية، الذي تنتشر على واجهات صخوره الجنوبية الشرقية عدداً من الفنون الصخرية بأشكال جمال ونعام ووعول، التي تعود مبدئياً إلى العصر الحديدي، إضافةً إلى وجود فنون صخرية حديثة لعربات وأشكال للدلة العربية، وكتابات عربية قديمة من ضمنها نقوش ثمودية تذكارية، والنقشان الدادانيان.
ورصدت هيئة التراث عدداً من الكشوفات الأخرى إلى جانب النقوش الدادانية تمثّلت في توثيق موقع أثري جديد، تمت تسميته بالدليمية 3، وهو عبارة عن جبل رملي صغير الحجم، عثر في أحد صخوره من الجهة الجنوبية الشرقية على نقش ثمودي قصير، إضافة لرصد مبدئي لـ33 من مواقع المنشآت الحجرية بالمنطقة سيتم توثيقها لاحقاً.
وانطلاقاً من هذه الاكتشافات أعدت الهيئة خطة المسح الأثري لمنطقة القصيم للموسمين الرابع والخامس، إذ سيغطي الموسم الرابع الجزء الجنوبي من طريق القصيم - حائل، والحد الغربي لها حدود منطقة حائل، والحد الجنوبي طريق البتراء - سميراء، والحد الشرقي من الشمال إلى الجنوب القرعاء، الضلفعة، الشيحية، المصك. فيما يغطي الموسم الخامس الجزء الشمالي من طريق القصيم - المدينة المنورة والحد الشمالي لها من الغرب إلى الشرق العيثمة، النحيتية، البعائث، وتدة، وحتى الخوة والحد الشرقي لها طريق البتراء - سميراء.
وتهدف هيئة التراث من خلال خطة المسح الأثري إلى توثيق جميع الشواهد والمعالم الأثرية في المنطقة الغربية، والجنوبية الغربية لمنطقة القصيم، وتسجيلها في سجل الآثار الوطني، والكشف عن مدلولات حضارية وثقافية تعكس ثراء المنطقة خلال الفترات الزمنية الماضية، إلى جانب تعزيز دور المجتمع المحلي من خلال تفعيل التطوع في العمل بمجال المسح الأثري.
وتواصل هيئة التراث جهودها في تعقّب واكتشاف الآثار والتراث الوطني بمختلف مناطق المملكة، وإدارة مكونات التراث الثقافي، وحمايته، وصوْنه، والتعريف به، إلى جانب الاستفادة منه مورداً ثقافياً اقتصادياً مهماً ضمن الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية السعودية 2030.